رأي القدس
دعت المرجعية الشيعية العراقيين أمس الجمعة لحمل السلاح ومقاتلة «المسلحين الجهاديين السنة» بهدف وقف زحفهم نحو بغداد.
وقال ممثل المرجع الشيعي الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء «على المواطنين التطوع لتحقيق هذا الغرض المقدس». واعلن ان «من يضحي منكم في سبيل الدفاع عن بلده واهله واعراضه فانه يكون شهيدا». اما مسؤولو داعش فيلحون على قواتهم ان يسرعوا باقتحام بغداد لتعود «عاصمة للخلافة» التي يزمعون اعلانها.
انها «الحرب الطائفية التاريخية غير المقدسة» تنبعث مجددا من رماد الحقد والانتقام، وهذه طبولها تدق في اركان العراق، معلنة الاستعداد لاستكمال حلقاتها الدموية، فيما تتلاشى معالم الدولة والوطن، لمصلحة التنظيمات والميليشيات والفتاوى والمرجعيات، ايا كانت اسماؤها.
انها حرب «الفاشية المقدسة» التي ترتفع راياتها بينما تهوي المنطقة بأسرها نحو «الدعشنة» بمعناها الفاشي الاعمق: تقديس العدمية وسحق الآخر واستحلال كل شيء واي شيء باسم السماء.
ان تصريح السيد السيستاني يصلح ان يكون نعيا للعراق كما عرفناه، ودليلا قائما بذاته على انهيار ما تبقى من نظام او دولة فيه. ويا له من انهيار.
اما باراك اوباما، فماذا يمكن ان يقول وهو يرى الجيش الذي انفقت الولايات المتحدة عليه نحو خمسة وعشرين مليار دولار (بالاضافة الى نحو اربعين مليارا من بغداد) يتهاوى كبيت العنكبوت؟ او يسمع ان الجنود العراقيين كانوا يرتدون ملابس مدنية تحت الزي العسكري ليكونوا جاهزين للفرار، كما حصل في الموصل وتكريت وكركوك وغيرها؟
ماذا يمكن ان يقول اوباما لنوري المالكي، اذ يلح عليه طلبا للتدخل العسكري لوقف تقدم داعش، وكأنه يظنه جورج دبليو بوش الذي زعم ان «الرب طلب منه ان يغزو العراق».
كيف يطلب منه ان يذكر العالم بأن الولايات المتحدة تبقى الفاعل الاصلي في هذه الجريمة التاريخية المستمرة في العراق.
الا يرى ان الولايات المتحدة باتت غير قادرة على ملء فراغ القوة الاقليمي الذي احدثته، لتنمو فيه تنظيمات الارهاب القاعدية او الداعشية، عندما غزت العراق ثم تركته فريسة لحكومة طائفية؟.
كيف يشرح له ان غزو العراق بقرار احادي كان باهظ التكاليف داخليا اقليميا ودوليا على المستويين الاستراتيجي والاقتصادي، وانه لن يستطيع ان يرسل جنديا واحدا بعد ان فاز بالرئاسة اساسا بسبب تعهده للشعب الامريكي باخراجه من المستنقع العراقي.
وبالرغم من هذا يبدو ان اوباما الذي لوح بتدخل عسكري قبل يومين لم يقدر خطورة داعش الا عندما توسعت غزواتها بالقرب من منابع النفط في العراق؟ اما اين كان الرئيس الامريكي عندما كانت داعش تقتل وتصلب وتحرق الآمنين في سوريا، فربما كان نائما، حسب تصريح احد قيادات الكونغرس الخميس.
ولكن هل توجد لديه خيارات حقيقية لمواجهة داعش؟
من الصعب الاجابة عن هذا السؤال، حيث ان الغارات الجوية وحدها، وباعتراف مستشاريه في الامن القومي، لا تستطيع ان تهزم داعش، لكن يمكن ان تعطي نظام المالكي بعض الوقت ليحاول اعادة احياء منظومته الامنية والعسكرية.
لقد وصل الغرب الى قناعة هذه المرة، بأن العراق يغرق في مستنقع حرب اهلية طائفية، لا يريد احد ان يتورط فيها. والمتأمل للموقف الامريكي يدرك انه يشترط على المالكي التراجع عن نهجه الطائفي في الحكم، كـ «مكون سياسي» ضروري ضمن اي اجراءات او مساعدات عسكرية «قد يحصل» عليها.
ومع دخول داعش الى محافظة ديالى التي تقع على حدود ايران، تبرز اسئلة صعبة وتكهنات بشأن «تحالف ممكن مع الشيطان الاكبر» يعبر عن مصلحة مشتركة في احتواء الاخطار المحتملة لـ «دعشنة المنطقة».
الا ان التورط في حرب «طائفية فاشية مقدسة» يمكن ان تكون له عواقب كارثية ليس فقط على اطرافها، لكن على المستوى الاقليمي بل والدولي ايضا.
وبكلمات اخرى فان التدخل الامريكي غير المشروط وغير المدعوم بحل سياسي، سيفسر على انه دعم للطائفية، وبالتالي قد يفضل اوباما في النهاية ان يترك العراق والمنطقة بأكملها الى «مصيرها الداعشي».
فيا لها من حرب، ويا له من مصير.
وقال ممثل المرجع الشيعي الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء «على المواطنين التطوع لتحقيق هذا الغرض المقدس». واعلن ان «من يضحي منكم في سبيل الدفاع عن بلده واهله واعراضه فانه يكون شهيدا». اما مسؤولو داعش فيلحون على قواتهم ان يسرعوا باقتحام بغداد لتعود «عاصمة للخلافة» التي يزمعون اعلانها.
انها «الحرب الطائفية التاريخية غير المقدسة» تنبعث مجددا من رماد الحقد والانتقام، وهذه طبولها تدق في اركان العراق، معلنة الاستعداد لاستكمال حلقاتها الدموية، فيما تتلاشى معالم الدولة والوطن، لمصلحة التنظيمات والميليشيات والفتاوى والمرجعيات، ايا كانت اسماؤها.
انها حرب «الفاشية المقدسة» التي ترتفع راياتها بينما تهوي المنطقة بأسرها نحو «الدعشنة» بمعناها الفاشي الاعمق: تقديس العدمية وسحق الآخر واستحلال كل شيء واي شيء باسم السماء.
ان تصريح السيد السيستاني يصلح ان يكون نعيا للعراق كما عرفناه، ودليلا قائما بذاته على انهيار ما تبقى من نظام او دولة فيه. ويا له من انهيار.
اما باراك اوباما، فماذا يمكن ان يقول وهو يرى الجيش الذي انفقت الولايات المتحدة عليه نحو خمسة وعشرين مليار دولار (بالاضافة الى نحو اربعين مليارا من بغداد) يتهاوى كبيت العنكبوت؟ او يسمع ان الجنود العراقيين كانوا يرتدون ملابس مدنية تحت الزي العسكري ليكونوا جاهزين للفرار، كما حصل في الموصل وتكريت وكركوك وغيرها؟
ماذا يمكن ان يقول اوباما لنوري المالكي، اذ يلح عليه طلبا للتدخل العسكري لوقف تقدم داعش، وكأنه يظنه جورج دبليو بوش الذي زعم ان «الرب طلب منه ان يغزو العراق».
كيف يطلب منه ان يذكر العالم بأن الولايات المتحدة تبقى الفاعل الاصلي في هذه الجريمة التاريخية المستمرة في العراق.
الا يرى ان الولايات المتحدة باتت غير قادرة على ملء فراغ القوة الاقليمي الذي احدثته، لتنمو فيه تنظيمات الارهاب القاعدية او الداعشية، عندما غزت العراق ثم تركته فريسة لحكومة طائفية؟.
كيف يشرح له ان غزو العراق بقرار احادي كان باهظ التكاليف داخليا اقليميا ودوليا على المستويين الاستراتيجي والاقتصادي، وانه لن يستطيع ان يرسل جنديا واحدا بعد ان فاز بالرئاسة اساسا بسبب تعهده للشعب الامريكي باخراجه من المستنقع العراقي.
وبالرغم من هذا يبدو ان اوباما الذي لوح بتدخل عسكري قبل يومين لم يقدر خطورة داعش الا عندما توسعت غزواتها بالقرب من منابع النفط في العراق؟ اما اين كان الرئيس الامريكي عندما كانت داعش تقتل وتصلب وتحرق الآمنين في سوريا، فربما كان نائما، حسب تصريح احد قيادات الكونغرس الخميس.
ولكن هل توجد لديه خيارات حقيقية لمواجهة داعش؟
من الصعب الاجابة عن هذا السؤال، حيث ان الغارات الجوية وحدها، وباعتراف مستشاريه في الامن القومي، لا تستطيع ان تهزم داعش، لكن يمكن ان تعطي نظام المالكي بعض الوقت ليحاول اعادة احياء منظومته الامنية والعسكرية.
لقد وصل الغرب الى قناعة هذه المرة، بأن العراق يغرق في مستنقع حرب اهلية طائفية، لا يريد احد ان يتورط فيها. والمتأمل للموقف الامريكي يدرك انه يشترط على المالكي التراجع عن نهجه الطائفي في الحكم، كـ «مكون سياسي» ضروري ضمن اي اجراءات او مساعدات عسكرية «قد يحصل» عليها.
ومع دخول داعش الى محافظة ديالى التي تقع على حدود ايران، تبرز اسئلة صعبة وتكهنات بشأن «تحالف ممكن مع الشيطان الاكبر» يعبر عن مصلحة مشتركة في احتواء الاخطار المحتملة لـ «دعشنة المنطقة».
الا ان التورط في حرب «طائفية فاشية مقدسة» يمكن ان تكون له عواقب كارثية ليس فقط على اطرافها، لكن على المستوى الاقليمي بل والدولي ايضا.
وبكلمات اخرى فان التدخل الامريكي غير المشروط وغير المدعوم بحل سياسي، سيفسر على انه دعم للطائفية، وبالتالي قد يفضل اوباما في النهاية ان يترك العراق والمنطقة بأكملها الى «مصيرها الداعشي».
فيا لها من حرب، ويا له من مصير.
رأي القدس
No comments:
Post a Comment