عرب ٤٨
المح المعلق العسكري لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» رون بن يشاي، في مقالة نشرها
اليوم إلى وجود تفاهمات سرية ومصالح مشتركة بين إسرائيل والنظام المصري الجديد، كما يؤكد وجود علاقات سرية مع دول عربية أخرى.
ولحساسية الموضوع نورد ترجمة المقال كاملا:
««خيرا فعل الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي حينما امتنع عن دعوة بنيامين نتنياهو وشمعون بيرس لمراسم تنصيبه. فطالما الأوضاع غير مستقرة في مصر والعالم العربي، مطلوب من إسرائيل أن تحافظ على وتيرة هادئة في علاقاتها مع القاهرة. وينبغي انتهاج هذه السياسة ليس مع مصر فحسب بل ايضا مع كل دولة المنطقة والتي تتحدث مع قسم منها من تحت الطاولة.
على إسرائيل أن تكون منفتحة لانتهاز الفرص التي تشكلت في أعقاب الربيع العربي من أجل إقامة وتطوير علاقات طيبة من الجيران، لكن في الوقت ذاته عليها أن تحذر من أن تبدو متماثلة أكثر مما ينبغي مع إحداهن.
في الظروف الموضوعة الراهنة فإن أية علاقة علنية أكثر مما ينبغي بين إسرائيل وأي نظام أو جهة عربية، نسعى لتعزيز العلاقات معها، من شانها أن تحبط الهدف.
فتماثلنا مع جهة ما في العالم العربي يعود علينا بالضرر في الساحتين الدولية والإقليمية طالما لم ينقشع الغبار عن الهزة الإقليمية.
ينبغي أن نذكر ايضا أن في هذا العالم صديق عدونا هو عدونا اللدود، لهذا يحظر المس في مصداقية المصريين عن طريق إقامة علاقات وثيقة وظاهرة أكثر مما ينبغي مع الحكم العسكري الذي يقف السيسي على رأسه. ويجب أن نتذكر أن المصريين ينبغي أن يحتفظوا بمكانتهم كوسطاء نزيهين في مسألة غزة وكمحاربين للجهاديين في سيناء من من أجل المصالح المصرية.
على مصر أن تُعتبر عامل استقرار في المنطقة وهذا يلعب لصالحنا، لأن مصر معنية بالحفاظ على اتفاق السلام مع إسرائيل، لكي تحتفظ بعلاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة والحصول على المساعدات منها. وبشأن العلاقات مع السعودية، فإسرائيل لديها مصلحة بأن يتغلب النظام الحالي في مصر على مشاكل الاقتصاد في بلاده وإعادة مصر إلى موقع القيادة في العالم العربي. لكن إسرائيل ليست بحاجة لأن تعلن الدول العربية بشكل علني عن علاقاتها الوثيقة مع إسرائيل، كما طالب وزير الخارجية أفيعدور ليبرمان بشكل مستهجن.
عمليا، بعد الهزة العربية، تشكل ما يشبه شراكة مصالح هادئة بين إسرائيل والأردن والسعودية ومصر، لكن ذلك لا ينبغي أن نهتف به على الملأ، لماذا. لأن هناك احتمال بأن يواصل الاقتصاد المصري تدهوره وحينها يتحول غضب الجماهير باتجاه إسرائيل وربما سيتطلب من الجيش المصري العمل. لهذا يفضل أن تساعد إسرائيل بهدوء النظام الجديد، وهو بدوره سيعمل بهدوء من أجل مصلحته التي تخدم ايضا إسرائيل.
هذا الأمر يتطلب عقيدة أمنية جديدة لإسرائيل، تلعب الشراكات الهادئة مع دول المنطقة دورا فيها. هذا ما يقوله بروفيسور ألكس منتس، الذي بلور مع طاقم من رجال الأمن والسياسة وثيقة شاملة في هذا الموضوع.
هم يدعون أن الأرجل الثلاثة التقليدية للعقيدة الأمنية الإسرائيلية – الردع، الإنذار، والحسم- لم تعد كافية. فالهزة الإقليمية البعيدة عن نهايتها تلزم إسرائيل بإضافة أرجل أخرى للعقيدة الأمنية، كالتعاون الإقليمي ، ومايسميه منتس التكيف: أي ملاءمة العقيدة الأمنية للتطورات الإقليمية.
في حالة مصر، الأمر ينطوي على أهمية أكثر، لأن النظام الجديد في مصر هو حالة فريدة من نوعها، حيث تحمل إسرائيل بيدها تذكرة دخوله لواشنطن وللمساعدات الاقتصادية والعسكرية، فيما يحمل النظام الجديد مفتاح الهدوء على حدود إسرائيل الغربية»».
No comments:
Post a Comment