إسطنبول ــ عبسي سميسم
20 يونيو 2014اختيارات القرّاء
مشاهدةتعليقاًإرسالاً- 1 2 3 4 5 6
بالتزامن مع تسارع الأحداث الميدانية في العراق، شهد الأسبوع الماضي، تحقيق كتائب المعارضة السورية المسلحة انتصارات ميدانية على جبهات عدة، ترافقت مع تزايد ملحوظ في أعداد قتلى قوات النظام، وعناصر "حزب الله" اللبناني، وجاء ذلك مع بروز ميل واضح لتنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام" (داعش)، إلى عقد هدن مع المعارضة، للمرة الأولى منذ ظهوره في سورية.
في الميدان
وشهدت منطقة القلمون، في محافظة ريف دمشق، تقدماً لقوات المعارضة في مواقع عديدة، ترافقت مع إرباك لدى عناصر "حزب الله"، ما أدى إلى فقدانه العشرات من عناصره، بينهم قياديون، بحسب مصادر المعارضة.
وفي الشمال السوري، شهد ريف حلب الجنوبي والشرقي، تقدماً للمعارضة، وخاصة في منطقة السفيرة. وتمكن "الجيش الحر" من استعادة بلدة العزيزية، وست قرى أخرى في ريف حلب الشرقي، خلال الأسبوع الماضي.
وفي الجنوب، شهدت منطقة المليحة، في ريف دمشق، تقدماً لـ "الجيش الحر"، الذي سيطر على مبانٍ في محيط البلدة، وأجبر قوات النظام على التراجع إلى البساتين المحيطة بها، بعد مقتل عشرين عنصراً من قواته، يوم الخميس، بحسب المتحدث باسم "الجبهة الإسلامية"، النقيب إسلام علوش.
وفي حمص، وسط البلاد، سيطر "الحر" على بلدتي أم شرشوح والثورة، وهو ما رد عليه النظام بإعلان "نصر إعلامي"، تجلى في حديثه عن السيطرة على بلدة تل السلاسل، وهي، بالأصل، تحت سيطرته، في محاولة منه لرفع معنويات أنصاره.
وفي دير الزور، شرقي البلاد، والقريبة من الحدود مع العراق، جرى الحديث عن هدنة، أعلنها "داعش" من طرف واحد، مع "مجلس شورى المجاهدين"، وهو أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة، التي كانت السباقة إلى إعلان الحرب على "دولة الاسلام" مطلع العام الجاري.
في استراتيجية القتال
يبدو أن ارتباك حكومة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، نتيجة التقدم المنسق للمسلحين العراقيين ضده، وما تبعه من شبه انهيار في الجيش العراقي، ترافق مع إرباك مماثل في صفوف قوات النظام السوري، بعد خسارته لجهود الميليشيات العراقية التي كانت تقاتل إلى جانبه، الأمر الذي زاد العبء على مقاتلي "حزب الله"، وهو ما يفسر تعرض الحزب لخسائر كبيرة في كل من رنكوس وحلب والغوطة الشرقية، خلال الفترة الأخيرة.
وبدا أن قوات "داعش"، المتمركزة بكثافة في المناطق الشرقية من سورية، تبني استراتيجيتها القتالية على تركيز جهدها في العراق، وتثبيت الوضع الراهن في سورية، وهذا ما ترجمه "داعش" بإعلان هدنة من جانب واحد، في كل المناطق التي يسيطر عليها، ترافق مع سماحه بإدخال بعض سيارات المساعدات الإنسانية لمدينة دير الزور، التي يحاصرها، كنوع من إظهار "حسن النية".
وعلى الرغم من عدم الالتزام بوقف إطلاق النار، فإن الأيام الأخيرة لم تشهد معارك كبيرة في المنطقة، ولم يحصل تبدل في المواقع، باستثناء سيطرة "داعش"، يوم الجمعة، على مدينة الموحسن، وقريتي البوليل وبو عمر، وهو الأمر الذي تم من دون معارك بعد مبايعة "داعش" التي قام بها، قبل يومين، كلاً من قائد المجلس العسكري لـ "الجيش الحر" في ريف دير الزور، العقيد منير مطر، وأحد مسؤولي مستودعات الذخيرة التابعة لـ"الجيش الحر"، الرائد عبد الرحمن.
ويأتي ذلك في أعقاب سيطرة "داعش" على كميات كبيرة من أسلحة الجيش العراقي، ونقلها إلى سورية، بسبب عدم القدرة على استخدامها، حالياً، في المعارك الدائرة هناك، خصوصاً المروحيتين اللتين تم الاستيلاء عليهما في الموصل.
وفي السياق، قال المتحدث باسم "هيئة أركان الجيش الحر للجبهة الشرقية"، عمر أبو ليلى، إن أسلحة ثقيلة، وأخرى متوسطة، تم نقلها من العراق إلى سورية، وتحديداً إلى الرقة، وهي معقل "داعش" الرئيسي، شرق البلاد.
وكشف أبو ليلى عن معلومات تفيد بأن بعض المدرعات التي استقدمت من العراق، تم تفخيخها، ويجري العمل على إرسالها إما إلى دير الزور في سورية، أو إلى مناطق عراقية، وربما إلى الجهتين.
تأثيرات متبادلة
وحول تأثير التغييرات الميدانية في العراق، على الوضع في سورية، يقول أبو ليلى إن ما جرى، ويجري في العراق، لا يقتصر على "داعش"، بل هناك مقاتلون من العشائر وسواها، ولكن "داعش" يلجأ للتضخيم الإعلامي. ولا ينكر أبو ليلى تمكن التنظيم من السيطرة على معدات ثقيلة، وإدخالها إلى سورية، عن طريق معابر الحسكة ودير الزور، وصولاً إلى الرقة.
من جهته، يتوقع "قائد تجمع القوى الثورية لتحرير سورية"، العميد الركن المنشق أحمد رحال، في أن يكون "لثورة العراق صدى إيجابي، وانعكاس فاعل، على مجريات الثورة السورية، كون المالكي و(الرئيس بشار) الأسد تابعين لمشروع واحد يهدف للسيطرة على المنطقة، وبدت بوادر تلك الانعكاسات بسحب المالكي للميليشيات العراقية" التي تحارب إلى جانبه.
ورأى رحّال أن هناك "تغيرات في ميزان القوى حصلت، نتيجة لتلك الانسحابات، يحاول حزب الله معالجتها ويتم العمل حالياً على الاستفادة منها لمصلحة الثورة السورية، وهذا ما ظهر في معارك القلمون، إذ استعاد الثوار الكثير من المواقع المهمة".
No comments:
Post a Comment