Thursday, November 16, 2006
مطاردة قطاع غزة لإخراجه من دائرة الصراع
ياسر الزعاترة
الأهداف المعلنة للعمليات
خلفيات الانسحاب من القطاع والدولة المؤقتة
كاديما وغياب شارون ومجيء أولمرت
القطاع كدولة من دول الجوار
هل سينجح المخطط؟
"القطاع كدولة من دول الجوار
هنا يتبدى الهدف الأساسي أو الرئيس من كل العمليات العسكرية التي استهدفت القطاع وستستهدفه، مع وجود هدف آني أو مرحلي يتمثل في إسقاط حكومة حماس لكي تعود القيادة الفلسطينية المفضلة إلى مواقعها من دون منغصات، مع العلم أنها لم تغادر سوى القليل منها خلال الشهور الماضية.
لا ينفصل هدف إقصاء حماس عن الحكومة عن الهدف الإستراتيجي الذي كان موجوداً وسيبقى قبل حكومة حماس وبعدها، فالحملات العسكرية القادمة ستركز بشكل أساسي على خلع أنياب حماس العسكرية من أجل تسهيل الانقلاب الفتحاوي عليها، وإعادة الوضع إلى نصابه، مع العلم أن إمداد الحرس الرئاسي بالمال والسلاح من الأردن ومصر هو جزء من الخطة الرامية لإسقاط حماس، فضلاً عن إنزال قوات بدر الموجودة في الأردن إلى القطاع والضفة.
أما تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فيتم في إطار ظرف سياسي خاص لا يغير في البرنامج الإستراتيجي لقيادة فتح المذكورة، ولا الجهات التي تدعمها، مع العلم أن أحداً من هؤلاء لم ييأس من إمكانية استدراج حماس إلى مواقف تضر بمصداقيتها وتسهل الانقلاب عليها، إبعادها من خلال الانتخابات القادمة.
خلاصة اللعبة المطلوبة هي إخراج القطاع من دائرة الصراع مع الاحتلال، وهو هدف سمعناه منذ الأيام الأولى للانسحاب الإسرائيلي، حين فتح ملف أسلحة المقاومة، بخاصة حركة حماس، وذلك كي يصبح مثل الدول العربية المحيطة مع شعارات تتحدث عن التنمية والبطالة، وعندما تنجح التجربة سيكون بالإمكان نقلها إلى الضفة الغربية، وبالتالي قيام الدولة المؤقتة ذات النزاع الحدودي مع جارتها.
من خلال المفاوضات وبعد التأكد من سيطرة القيادة الفتحاوية الجديدة على الوضع قد يجري تحسين شروط حياة تلك الدولة من خلال بعض مظاهر السيادة، لكن جوهرها من حيث المساحة والتسلح يبقى كما هو دولة كانتونات يتحكم الاحتلال بها، ولا يمكنها التمرد عليه في يوم من الأيام، فيما تفتح له أبواب التطبيع مع الدول العربية.
جاءت حماس لتخرب هذه اللعبة، ليس فقط بفوزها في الانتخابات وتسلمها للحكومة، بل، وهذا هو الأهم، برفضها الاعتراف بدولة الاحتلال رغم الحصار والضغوط والابتزاز، أما الأكثر أهمية فهو رفضها للعبة إخراج القطاع من دائرة الصراع ونفض يده من المقاومة، على رغم أن أصواتاً من داخل الحركة قد خرجت تتحدث عن وجود المقاومة حيث يوجد الاحتلال، وعن أن القطاع قد تحرر ويجب وقف الأعمال المسلحة.
ونتذكر ذلك الاحتفاء الفتحاوي بمقالين لأحد رموز حماس تصب في ذات الاتجاه الذي يهجو العسكرة والمظاهر المسلحة، مع الحديث عن القطاع كما لو كان منطقة محررة، من دون أن يكون قد قصد ما ذهبوا إليه.
من خلال جميع الحملات العسكرية القادمة سيعمل الاحتلال على توفير الأجواء أمام إقصاء حماس من الحكومة، مع نزع مخالبها العسكرية، وضرب بنيتها التحتية، ومنح كل أسباب القوة للفريق إياه في فتح والسلطة، بما يستعيد المرحلة الثانية من أوسلو، وبما يوفر الأجواء لإخراج القطاع من دائرة الصراع ونقل التجربة إلى الضفة الغربية وصولاً إلى الدولة المؤقتة وتأبيد النزاع.
مع العلم أن انتظار الانتخابات القادمة بعد ثلاث سنوات ليس مستبعداً أيضاً، إذ ربما يستخدم الوقت من أجل حسم سيطرة جماعة رفض العسكرة على حركة فتح، وبالتالي على السلطة.
هل سينجح المخطط؟
لا نمعن في التفاؤل حين نقول إن مشروعاً من هذا النوع لن ينجح، ليس فقط قياساً على اللعنة التي لازمت مشاريع المحافظين الجدد وحلفائهم في الدولة العبرية منذ ست سنوات، وإنما أيضاً لأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بحكم كرزاي، ولأن روح المقاومة فيه تختلف كثيراً عما كانت عليه خلال النصف الثاني من التسعينيات، فضلاً عن إمكانية افتضاح المجموعة إياها في أوساط السلطة، والتصعيد عليها حتى ضمن دوائر حركة فتح ذاتها.
الأهم أن فشل الأميركان في العراق وأفغانستان، وما سيترتب عليه سياسياً في المنطقة من تمرد شعبي، ووجود أجواء مقاومة وتحد منقطعة النظير في الأمة، كل ذلك يجعل من المستحيل تمرير مشروع من هذا النوع.
كل ذلك يعني أنه ليس أمام الإسرائيليين سوى التراجع، والقبول بحل سياسي يرتضيه الوضع العربي برمته، وفي حين يصعب الجزم بإمكانية ذلك، فإن وقوع أمر من هذا النوع على ضآلة احتماله لن يمنع كثيرين في فلسطين وخارجها من المضي في مطاردة كيان كان ولا يزال عنواناً لسعي الغرب لإذلال هذه الأمة، وصولاً إلى شطبه من المنطقة برمتها.
"
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment