Wednesday, April 25, 2007

القرار الفصل

بقلم : سوسن البرغوتي

".......

المخرج الوحيد للمقاومة الفلسطينية، من نكبة البيع الجماعي، والتي استجدّت بعد مؤتمر القمة، هو حل السلطة الفلسطينية وحكومة الوحدة، والعودة إلى تشكيل جبهة مقاومة للاحتلال، ترتكز على الثوابت أولاً وأخيراً، وتحميل المحتل أعباء تسيير الأمور الحياتية الملزم بها، خاصة وأنه لم تتحرر أي مدينة فلسطينية فعلياً، وأن لا أحد له الحق في مقايضة القضاء على القضية الفلسطينية وشعبها مقابل "الاستسلام"، ومن يريد أن يبيع، فليشهر ممتلكاته في المزاد العلني، لكن ليس على حساب مصير شعب بأسره، والذي يبلغ عدده أكثر من سكان بلد نهض على حساب حروب أمريكا و"إسرائيل" في فلسطين ولبنان والعراق.

وعلى الشعب الفلسطيني بفصائله وكافة ألوانه وتوجهاته السياسية والفكرية، أن يعي خطورة ما يخطط في الخفاء، وأننا ندفع غالياً لخيار المصالحة الوطنية الصورية، فالخلافات الحادة ما زالت قائمة والمؤامرة مستمرة، ولا أحد يراهن على ما يخطط له تيار أوسلو غداً، فالإمدادات لم تنقطع والمعسكرات تُعد لإفناء المقاومة من أجل أمن "إسرائيل".

كفى حوارات وتصريحات، وكفى متاجرة بالقضية، فالأمر ليس أكثر من جينات يحملونها من الجاهلية، فمقولة "اليوم خمر وغداً أمر"، تعني أن الأنخاب لهم، والغد لا يمكن إلا أن يكون بوضع النقاط على الحروف، فإما فلسطين من بحرها إلى نهرها، وإلا فعلى الشعب الفلسطيني في الداخل والضفة والقطاع، والشتات.. السلام. وإذا كانت منظمة التحرير مجرد عنوان مفرغ من محتواه فلا تلزمنا.. فالشعب الفلسطيني قادر على تجميع طاقاته، ليشكل أفضل منها، والسفارات الفلسطينية في الخارج ما هي إلا مناظر تجميلية دون أي تفعيل أو حماية للفلسطيني في الخارج.أما سلطة أوسلو التي بُنيت على باطل فلن تأتي لنا بالخير، لأنها أداة أمريكية بامتياز.

لذلك كله فالفصائل الفلسطينية معنية ومسؤولة مباشرة عن هذه الإسقاطات المستجدة، إلا إذا زلّ المقاومون في إغراءات سلطة زائفة، ووجدوا أن الحل في تنصّبهم بوظائف مشبوهة مرفوعة على أنقاض هلاك وتصفية كل الشعب الفلسطيني."

No comments: