Wednesday, April 25, 2007

انهيار الهدنة.. انقاذ لحماس

An Excellent Editorial (Arabic)

انهيار الهدنة.. انقاذ لحماس
عبد الباري عطوان

".....
الجناح العسكري في حماس كان يعيش حالة من الغليان في قدر مكبوت .. فقد كان من الصعب ان يتحول طابور الاستشهاديين، الي حراس لمعالي الوزراء والمدراء العامين لحركتهم، او فراشين في وزارات هي وزارات بالاسم فقط.
حركة حماس تعرضت الي اكبر خديعة في تاريخها، فقد دخلت الشراكة السياسية بنية طيبة، وعلي امل ان يتم الاعتراف بها كحركة سياسية شرعية منتخبة، او يتم رفع الفيتو المفروض عليها، والتعامل معها، خاصة بعد ان تنازلت عن جميع وزارات السيادة ، واضطرت للقبول بسلام فياض وزيرا للمالية، وزياد عمرو للخارجية، ووافقت مكرهة علي المرشح رقم عشرين لوزارة الداخلية بعد رفض اكثر من مرشح تقدمت باسمه الي الرئيس عباس، ومع ذلك ظل الفيتو مسلطا كالسيف علي رقبتها، ولم يتغير وضع الحصار.
الاهانة الاكبر التي تعرضت لها حماس تمثلت في تعيين العقيد محمد دحلان مستشارا للأمن القومي الفلسطيني، تخضع له جميع الاجهزة الامنية الفلسطينية، ووزير الداخلية الجديد. التعيين جاء بعد يوم واحد فقط من اداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية. وبلغت الشكوك ذروتها عندما اعتمد الكونغرس مبلغ 56 مليون دولار لدعم الحرس الجمهوري (العباسي)، علي ان يقتطع منه مبلغ ثلاثة ملايين دولار للميزانية الخاصة لمصاريف مكتب العقيد دحلان. فقد اصبح وزير الداخلية الفلسطيني مثل شاهد زور او مثل نوري المالكي رئيس وزراء العراق يضع الخطط الأمنية ولا يستطيع تنفيذها لانه لا يحكم علي القوات الامنية.
في ظل كل هذه الاستفزازات المتلاحقة من الصعب ان تستمر الهدنة واذا استمرت فإن بديلها هو انشقاق الجناح العسكري للحركة، وتحوله الي فصيل مستقل يعود الي منابع الحركة الفكرية ومنطلقاتها الاساسية التي وضع اسسها المرحوم الشيخ احمد ياسين، او انضمام عناصره الي منظمات وحركات ما زالت ترفع راية المقاومة، وترفض الانضمام الي العملية السياسية مثل حركة الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الشعبية.
قيادة حركة حماس في الداخل والخارج عكست بانطوائها الملحوظ في الفترة الاخيرة، حالة القلق والارتباك هذه. فمنذ اتفاق مكة لم نر السجاد الاحمر يفرش للسيد خالد مشعل ورفاقه في المطارات والعواصم العربية، كما غابت تصريحاتهم النارية عبر شاشة قناة الجزيرة .. وباتوا يراقبون التهافت الرسمي العربي علي التطبيع مع اسرائيل، والفلتان الامني في الداخل بصمت المحرج ولا نقول العاجز.
انهيار الهدنة، ولو كان مؤقتا، ربما ينقذ حماس من الانشقاق، ويجنبها المصيدة التي نصبها لها القادة العرب، لادخالها بيت الطاعة، واستخدامها كمحلل لتصفية القضية الفلسطينية.
......"

No comments: