This is an Arabic translation of my earlier comment, "Is it really just an Inter-Palestinian Fight?" which appeared here on May 17; thanks to Mohammad As'ad for a great translation. This appeared in Kanaanonline (كنعان النشرة الألكترونية) June 2, 2007.
بقلم توني صايغ
ترجمة: محمد الاسعد
"أصبح من الدارج بالنسبة لأصدقاء الفلسطينيين وأعدائهم على حد سواء شجب واستنكار ما يشار إليه بوصفه قتالا فلسطينيا داخلياً، بل ويمضي بعضهم إلى مدى أبعد فيسمون القتال حرباً أهلية، وتلام "حماس" و"فتح" على قدم المساواة في ما يمرر على أنه ملحوظة ذكية وحكيمة في مختلف التعليقات.
في هذا العصر المبارك، عصر "الشرق الأوسط الجديد" الذي جلب إلينا لطف هبة الديموقراطية الاميريكية والحماس لها، تتلاعب بنا آلات نسيج دائرة تريدنا أن نؤمن أن الحروب الأهلية تندلع تلقائياً في العراق ولبنان والصومال والان في فلسطين. فأي برهان أكثر من هذا نحتاجه لنعرف أننا بدائيون ومتوحشون بحاجة إلى عصا غليظة من نوع عصا المحتلين الغربيين المتمدنين لتبعد أحدنا عن عنق الآخر؟ ومن هنا فإن الإحتلال الأميريكي للعراق لايمكن أن ينتهي خشية "إندلاع حرب أهلية شاملة"، ويقول بعض الاسرائيليين الآن أن إعادة إحتلال غزة هو وحده ما يحفظ "السلام".
إذا ركزت على الساحة الفلسطينية، ورغم انتقاداتي القوية لحركة "حماس"، أجد أن علي القول بوضوح أنني لاأعتبر "حماس" و"فتح" تستحقان اللوم بالتساوي. أكثر من ذلك، علي أن أقول أن ما يحدث ليس فقط حربا غير أهلية، بل هو ليس قتالا فلسطينيا ً أيضاً بين " حماس " و " فتح "، بل هناك كما يتضح الآن أن شرذمة داخل " فتح " يمثلها سيء السمعة "دحلان" و "عباس" المذعن الأضحوكة تقود محاولةً على طراز محاولة "الكونترا" التي واجهت مقاومة حكومة نيكاراغوا، لفرض حكم "دولة" بوليسية إرهابية على الفلسطينيين غايتها فرض "تسوية" مفضلة إسرائيليا عليهم، وإخماد أي معارضة إخمادا مادياً.
وليس مصادفة أن الدماغ الذي يقف وراء هذه الخطة ليس سوى "إليوت أبرامز" دون غيره من الناس، صاحب التجربة في أمريكا الوسطى في قلب الحكومات، وتسليح وتمويل فرق الموت وقوى "الكونترا" وحملات الإغتيالات والارهاب. لقد أعد "أبرامز" خطة مماثلة للفلسطينيين، وخصص الكونغرس الأميريكي الأموال لهذه الخطة. و هذا ليس سرا ً، كما كان الحال مع خطة إيران – كونترا، فنحن نقرأ تفاصيله في الصحف، ونعرف أن 84 مليون دولار على الأقل خصصها الكونغرس لهذه الخطة. ونعرف أيضا ً أن الولايات المتحدة الأميريكية تدرب رجال الكونترا الفلسطينية بمساعدة نظاميها الوكيلين لها، مصر والأردن، بل ونعرف حتى أين يتم تدريبهم.
المفاجيء حقيقة هو أن مختلف الجماعات الفلسطينية لم تهرع إلى السلاح بعد الكشف عن هذه التفاصيل، وكان الشارع الفلسطيني أيضا ساكتاً عن كل هذا كما لو أن هذه الخطة لاتعنيه. نحن نعرف بالطبع أن الحصار والتجويع إستهدفا تقليل معارضة الخطة حتى الحد الأدنى. ومع ذلك لم ترتفع سوى أصوات ٌ فلسطينية قليلة، حتى في الشتات. وبدا أن ضبابا ً مقصوداً يحيط بما يُخطط له، رغم أن لاشيء مما يخطط له ظل سرّاً. وبدا كما لو أن الفلسطينيين لايريدون مواجهة واقعة أن هناك في وسطهم، كما في وسط أي شعب آخر، اولئك الذين يعملون ضد مصالح شعبهم، ويعملون في حقيقة الأمر للمصالح الأميريكية والإسرائيلية.
ما يحدث الآن هو أن الأمر الاميريكي- الإسرائيلي صدر لشرذمة الكونترا الفلسطينية لتطبيق الخطة بالقوة المسلحة. فنقرأ في الصحيفة الاسرائيلية "هاآرتس"، مثلا، عن خطة "كونداليسا" مع تواريخ تنفيذ محددّة، تلك التي قبلها "عباس" خلال 24 ساعة. ونعرف أيضاً أن جزء ً من الخطة يطلب من "دحلان" أن يقدم ويطبق خطة عن كيفية نزع سلاح المقاومة وإيقاف إطلاق الصواريخ من غزة. والموعد النهائي لتطبيق هذه الخطة " الأمنية " تطبيقا ً كاملا هو 21 حزيران- يونيو القادم. أليس جليا ً الآن لماذا انتشر ما يدعى " الحرس الرئاسي " في شمالي وشرقي غزة؟ أليس جليا ً الآن لماذا سمح لحوالي 500 من عناصر"لواء بدر" الفلسطيني، المقيم والمدرب في الأردن، بالدخول عبر معبر رفح (المغلق بوجه المدنيين الفلسطينيين معظم الوقت) قادمين من مصر؟ أليس جلياً لماذا أرسلت شحنات أسلحة كبيرة عبر الأردن ومصر إلى رجال الكونترا الفلسطينية؟
حركة "حماس"، رغم نقدي لها، هي القوة الكبرى الوحيدة التي تقف بوجه رجال الكونترا وخططهم السوداء الآن. وعلينا أن نكون على بينة من هذا الأمر. فإذا نجح رجال الكونترا في سحق "حماس"، لن تظل هناك مقاومة فلسطينية، وستتم تصفية الحقوق الفلسطينية. وهذا هو ما تنتظره الأنظمة العربية الوكيلة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل على حطام الفلسطينيين، مستخدمة ورقة التوت المسماة "خطة السلام". إن إدراك كل هذه الأبعاد البالغة الشؤم لما يُخطط له وما يتم تنفيذه، يجعل أي فلسطيني منعدم الضمير إذا اكتفى بوضع اللوم على كلا الطرفين، وصور ما يحدث على أنه صراع على السلطة. الصورة واضحة، وكل الفلسطينيين بحاجة إلى أن يفضحوا رجال الكونترا في أوساطهم ويقفوا بوجههم. "
No comments:
Post a Comment