Sunday, November 4, 2007

تهجير الفلسطينيين


عبد الستار قاسم

"كانت إسرائيل تأمل ومن أيدها من أهل الغرب والعرب بتوطين الفلسطينيين في الدول العربية، وتحويلهم إلى جنسيات عربية تنسيهم الماضي وتعينهم على نسيان حقوقهم الوطنية وتخطي المطالبة بها.
وربما يفسر هذا الأمل تحديد فترة عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بثلاثين عاما، ظنا من الدول الغربية بأن الفلسطينيين سيكونون قد ذابوا خلال هذه الفترة......
....
أمن الأنظمة العربية

انصب التفكير الإسرائيلي والغربي بعد تشريد الفلسطينيين على التوطين في البلدان العربية بخاصة في الدول المجاورة التي تعتبر البيئة الثقافية والاجتماعية المشابهة لتلك الفلسطينية.

لكن لبنان وسوريا رفضتا الفكرة تماما، ورفضتا منح الفلسطينيين الجنسية وما يرافقها من جوازات سفر
.....

التخلص من الفلسطينيين
إذا كان الفلسطينيون عبئا على إسرائيل وعلى الأنظمة العربية، وإذا كانت الأنظمة العربية لا تريد الإعداد لملاقاة إسرائيل وانتزاع الحقوق الفلسطينية، ولا تريد دعم المقاومة الفلسطينية، ويريد أغلبها التطبيع مع إسرائيل وتوقيع معاهدات معها فإن الحل الأمثل لمختلف الأطراف هو التخلص من الفلسطينيين.

لم يعد القتل الجماعي ممكنا في ظل الظروف الدولية، ولم يعد الترحيل إلى أماكن بعيدة بصورة قسرية ممكنا أيضا. فما العمل؟

يقوم العمل على نقطتين:
أولا: الضغط على الفلسطينيين بمختلف الأشكال والألوان اقتصاديا وأخلاقيا ونفسيا وسياسيا وأمنيا لكي يلعن الفلسطيني بخاصة الشباب حياته ويكفر بالوطن والمواطنين والمقدسات والعروبة والإسلام.

....
من المطلوب أن يصل الفلسطيني إلى قرار بأن بلاد العرب ليست بلاد عيش وطمأنينة، ولا يوجد فيها سوى الهم والغم وأجهزة المخابرات والملاحقات، والخيار الوحيد هو الرحيل إلى حيث يوجد باب مفتوح.

النتيجة المتوقع التوصل إليها يلمسها الناس في كافة أماكن الوجود الفلسطيني، وبالتحديد في لبنان وفلسطين.

شباب كثر يصرخون بأنهم يريدون الهجرة، ويتمنون لو أن الأبواب أمامهم تنفتح فيحملون أمتعتهم هاربين دون النظر إلى الوراء. الرغبة في الهجرة عبارة عن ظاهرة واضحة وملموسة في الشارع الفلسطيني.

على الرغم من أننا لا نملك وثائق عن التشجيع على فتح باب الهجرة إلى دول بعيدة، لكن من الملاحظ أن رغبة عدد من الدول مثل كندا وأستراليا وأميركا لاستقبال فلسطينيين تزداد، وأن أعدادا من الفلسطينيين تهاجر بخاصة من لبنان والضفة الغربية وغزة

....."

No comments: