Sunday, March 9, 2008
فضيحة "غزة غيت" .. وقائع معروفة ودعوات للتحقق والمحاسبة (تقرير)
"غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
مازالت تتفاعل قضية "غزة غيت"؛ فقد أجمع سياسيون ومحللون على أن ما نشرته المجلة الأمريكية "فانيتي فير"، بشأن المؤامرة الأمريكية لإسقاط حكومة "حماس" منذ اليوم الأول لتشكيلها؛ أكد ما لا يدع مجالاً للشك تورط فريق في السلطة الفلسطينية بمحاولة إشعال حرب أهلية في فلسطين عقب فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية في كانون ثاني (يناير) 2006، الأمر الذي يطرح أسئلة كثيرة وعلامات تعجب لما تحمله الأيام المقبلة من إشارات بعد الكشف عن هذه الوثائق.
لم يأت بجديد
من جانبه؛ اعتبر المحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم، أن ما كشفته المجلة الأمريكية من وثائق لم يكن جديداً، ولن يحدث أي تغيير، مؤكداً على أن كل يوم هناك أحداث ومؤامرات ومخططات لإسقاط "حماس" ولكنهم لم ولن ينجوا بذلك.
وقال قاسم في تصريح خاص لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" إن الإدارة الأمريكية خططت فعلياً لحرب أهلية وقد سمحت لفريق دحلان وعباس إسقاط حركة "حماس"، مشدداً على تورط رئيس السلطة محمود عباس في هذا المخطط، ومعللاً ذلك بأن دحلان لا يعمل لوحده بل كلهم يعملون في فريق موحد.
وحول إمكانية تحرك مواقف تجاه هذه الوثائق؛ قلل قاسم من أهمية مواقف الفصائل قائلاً: "لقد حسمت فصائل منظمة التحرير أمرها ولم تتعلم من شيء ولم تعد تتحرك ولو بكلمة واحد، وشدد بلهجة عامية (لو شافوا عباس حامل سيف ويقطع رؤوس الناس ليقولوا ليس هو).
ورأى المحلل الفلسطيني أن الأيام القادمة لن تحمل أي إشارات للتغيير، مبيناً أن الكشف عن هذه الوثائق جيد لغير الفلسطينيين ولفتة جيدة للغرب والعرب ليتعرفوا على الحقيقة أكثر.
هل قتل عرفات كان جزءً من المؤامرة؟!
الكاتب والروائي زكريا محمد من رام الله؛ أكد في مقال له على أن تقرير المجلة الأمريكية يقول لنا أن النخبة الحاكمة – يقصد فريق السلطة برام الله- أصبحت في غالبها دمى في أيدي الأمريكيين، وأن جزءاً منها يتحول مباشرة إلى أداة بيد الأمريكيين لتنفيذ سياسة واشنطن الحمقاء.
وقال محمد في مقالته: "نحن نعرف أن السلطة بكاملها تقريباً كانت قد توصلت إلى أنها لا تريد الانتخابات لأنها ستخسرها على الأغلب. وجرت استعدادات كافية كي يتم تأجيلها. ثم ذهب الرئيس إلى واشنطن، وأرغمه بوش الأحمق على إجراء الانتخابات في موعدها، حيث جرى ما جرى. كنا نعرف هذا". وشدد قائلاً: "كنا نعرف أن الانتخابات الفلسطينية صارت تتخذ بقرار من البيت الأبيض".
وأشار الروائي الفلسطيني إلى أن هناك من يستطيع أن يشكك في المجلة لكنه لا يستطيع أن يشكك في جوهر المعلومات التي أوردتها، مضيفاً: "لقد عشناها يوماً بيوم. نحن نعرفها تماماً. لم تأت المجلة بما لا نعرفه، هي فقط سلسلته يوماً بيوم ولحظة بلحظة، أي أنه لا مجال للتشكيك فيه".
وألمح زكريا إلى أن الفريق الذي دعمته أمريكا للانقلاب على حركة "حماس" هو الفريق نفسه الذي سبق أن دعمته للانقلاب على الرئيس عرفات وأنه نجح في السابق ولكنه مني بفشل ذريع في مواجهة "حماس"، بالإشارة إلى فريق محمد دحلان، قائد ما كان يعرف بالتيار الانقلابي في "فتح".
وقال: "إن ما لم تقله "فانيتي فير"، لأنه لم يكن في مجال اهتمام تقريرها، هو أن الناس في البلد يتساءلون كل يوم ما إذا كان تسميم عرفات قد تم بواسطة هذا الجزء بالذات!".
دعوة للتحقيق
حركة الجهاد الإسلامي من جانبها اعتبرت أن ما كشفته المجلة الأمريكية أمر مثير للقلق، لا سيما أن ما يتستر خلف هذا المخطط هم قيادات وعناوين كبيرة في السلطة الفلسطينية، معبرة عن رفضها لإعادة نشر الفوضى في الساحة الفلسطينية.
وقال الناطق باسم الجهاد داود شهاب: "إن أي محاولة لنشر الفوضى والفلتان مرفوضة من قبلنا، وإن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني كانت تسعى للزعزعة الأمنية في الأراضي الفلسطينية عبر مسلسل طويل من الفوضى والحرب الأهلية".
وأكد داود على أن مثل المحاولة التي تحدثت عنها المجلة الأمريكية لن تمر على الشعب الفلسطيني لإعادة الفلتان الأمني إلى قطاع غزة.
ودعا إلى فتح تحقيق جدي مع كل من يرد اسمه في الوثائق التي نشرتها "فانتي فير"، مشيراً إلى أن الشعب سيلفظ كل من يحاول أن يحرف أو يعيق المشروع الوطني، ويحرم الشعب من استكمال مشروع التحرير.
تأكيد للتأكيد !
بدوره؛ أكد الأستاذ مصطفى الصواف رئيس تحرير جريدة "فلسطين أن ما كشفته المجلة الأمريكية لم يأت بالجديد، ولكن الجديد الذي أتى به هو التأكيد على ما أكدته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعد أن وقف دحلان مهدداً قيادات فتح حال دخولها في تشكيل حكومة وحدة وطنية في أول تكليف لرئيس كتلة التغيير والإصلاح التي تقودها "حماس" إسماعيل هنية، ولم يتوقف التهديد عند قيادات حركة فتح بل طال حركات وتنظيمات فلسطينية كانت تريد المشاركة في الحكومة العاشرة التي شكلتها حركة "حماس".
وأشار الصواف إلى أن هذا التقرير الذي تنشره مجلة "فانيتي فير" إلى جانب نتائج التحقيق في أحداث غزة التي قادها الطيب عبد الرحيم، والتأكيدات التي جاءت على لسان قادة حركة فتح خلال صراعهم عبر وسائل الإعلام، يؤكد على أن حركة "حماس" لم تكن تخطط للانقلاب على السلطة وأنها من افشل انقلاباً على الشرعية الفلسطينية وعلى نتائج الانتخابات، وان من كان يخطط أو ينفذ المخطط الأمريكي كان حركة فتح.
ودعا الكاتب الفلسطيني حركة "فتح" ورئاسة السلطة إلى إعادة تقدير مواقفها أمام كل هذه الدلائل التي تثبت بأن حركة "حماس" لم تكن تخطط لأي انقلاب أو رفض للشرعية، قائلاً: "والعكس صحيح".
دحلان معروف
وفي السياق ذاته؛ أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية رمزي رباح على أن محمد دحلان، قائد ما كان يعرف بالتيار الانقلابي في حركة "فتح"، لعب دوراً أساسياً منذ قدوم السلطة وفي أحداث غزة "لضرب المقاومة"، مشدداً على أن "العدو لا يمكن أن ينجز أي مهامه ضد المقاومة الشعبية إلا بتجنيد بعض العملاء لتطبيق الخطة".
واعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أن نشر التحقيق في هذا الوقت لعبة أمريكية جديدة لتحويل الصراع إلى صراع داخلي فلسطيني بطريقة صفراء، "لتزيد من تأزيم أجواء العلاقات الفلسطينية التي تميل إلى شيء من التقارب، لتوفير الأجواء لحوار وطني شامل ووحدة في الميدان أمام العدوان الصهيونية على شمال القطاع"، على حد قوله.
مواقف وإشارات توحي وبشكل ضروري وسريع إلى استرجاع شريط أحداث ما قبل اندحار الفريق المدعوم أمريكياً لإسقاط حركة "حماس" وتقييم كل ما حدث منذ اللحظة الأولى لهذه الأحداث، وبناء عليه يتم تعديل المواقف، لا سيما الأحزاب والفصائل والقيادات العليا.
إدانة دحلان بالأدلة الدامغة
وكان قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد كشف النقاب عن أنّ اللجان التي شكلتها الحركة لدراسة ما تم العثور عليه من وثائق أمنية خطيرة في مقرات الأجهزة الأمنية في غزة قد أوشكت على أن تنهي مهامها، وأشار إلى أنّ هناك معلومات مذهلة تثبت "بالدليل القاطع" تورّط الأجهزة الأمنية برئاسة محمد دحلان في قيادة انقلاب على الحكومة الفلسطينية آنذاك وحركة "حماس" التي فازت بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمد نزال، في تصريحات صحفية أنّ ما نشرته مجلة "فانيتي فير" عن ضلوع تيار داخل حركة "فتح" برئاسة محمد دحلان في التخطيط للانقلاب على "حماس"؛ ينسجم مع ما أعلنت عنه قيادة "حماس" منذ العام الماضي.
وقال نزال "هذا التقرير إذا كانت له من أهداف إيجابية إنما أنه يؤكد ما قلناه سابقاً من أنّ هناك تياراً داخل حركة "فتح" يقوده كل من محمد دحلان ورشيد أبو شباك وسمير المشهراوي وماجد أبو شمالة، هذا التيار هو الذي عمل على قيادة الانقلاب ضد "حماس"، وعمل لحساب الأمريكيين والإسرائيليين".
وتابع قوله إنها "معلومات تؤكد أنّ البكائيات التي أبداها هذا التيار عن أنه كان ضحية وأنّ "حماس" كانت الجلاد، ليست صحيحة، ونحن في "حماس" كنا قد شكّلنا منذ عدة أشهر لجاناً لدراسة الوثائق التي تم العثور عليها، وهذه اللجان شارفت على نهاية أعمالها، ومن المقرر أن تعلن عن معلومات مهمة ومثيرة تم العثور عليها، وهذا ما سيتم الإعلان عنه بالوثائق خلال أيام"، حسب توضيحه.
وقلل نزال من أهمية التشكيك الذي أبداه البعض في تقرير المجلة الأمريكية، سواء لجهة مصدرها أو ما احتوته من معلومات خطيرة؛ وقال "الذي يعرف المجتمع الأمريكي وتركيبته السياسية لا يستغرب صدور مثل هذه التقارير في مثل هذه الأوقات، فنحن نعلم أنّ هناك منافسة حادة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ولكل منهما عناصر مبثوثة في كل الجهات".
وأضاف القيادي في "حماس": "في إطار هذا الصراع تم تسريب هذه الوثيقة التي تكشف ضلوع محمد دحلان ومجموعة من العناصر الأمنية الفلسطينية للإطاحة بحماس، مثلما تم الكشف عن معاناة أبو غريب أو غوانتانامو بسبب الصراع الموجود بين الحزبين، وبالتالي محاولة التهرب من تبعات هذا التقرير واتهامه بأنه محاولة لإثارة الفتنة والتشكيك في مصداقيته ليست قوية، ونحن نصدقه ليس لأنه أمريكي؛ ولكن لأنه يتوافق وما لدينا من معطيات ووثائق تؤكده"، كما قال. "
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment