من يحقق مع من يا سيادة الرئيس؟
عبد الباري عطوان
"جميل ان يأمر الرئيس حسني مبارك بتشكيل لجنة للتحقيق في اسباب فشل البعثة الرياضية المصرية في اولمبياد بكين، وتدني مستوى اداء معظم اللاعبين والفرق في مختلف المسابقات، وتحديد اوجه القصور، ومحاسبة المقصرين، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو عما اذا كان كل شيء يسير على الوجه الاكمل في البلاد، والاستثناء الوحيد الشاذ في منظومة النجاح المصرية هو في الاولمبياد فقط؟.....
نقول ان مصر هي البوصلة والرافعة والمنارة للأمة العربية بأسرها، والقاطرة الاهم التي يمكن ان تقودها الى القمة او القاع، فإذا نهضت، نهضنا معها وبها، واذا كبت كبونا، فهذا هو قدرنا الذي لا نستطيع الفكاك منه كرهنا ذلك أو أحببناه.
فالشلل الذي عاشته مصر طوال الثلاثين عاماً الماضية هو الذي اوصلنا إلى الوضع المزري الذي نعيشه حالياً، حيث تحولنا إلى 'امة خدمات' ترهن ثرواتها وثقلها في خدمة مشاريع الآخرين، دون أي مقابل غير ضمان استمرار الفساد والفاسدين في قمة السلطة.
.....
مصر تتعرض لعملية 'خطف' في وضح النهار من قبل حفنة صغيرة فاسدة لا تتشرف بالانتماء اليها، وتتأفف من استخدام عملتها، وترفض ركوب طائراتها التي تحمل اسمها، وتعيش في اندية مغلقة حتى لا تحتك مع ابنائها الكادحين، أو ترى وجوههم المسحوقة من آثار الفقر والجوع وطوابير الخبز.
الفساد اصبح المنظومة الوحيدة التي تتقدم وتتسع دائرتها، وتضم اعضاء جدداً، لمسيرتها في نهب مصر وثرواتها وعرق ابنائها،
.....
اليس غريباً أن تحقق البعثة الأولمبية المصرية في الثلث الأول من القرن العشرين، وعندما كانت تحت الاحتلال نتائج أفضل تضعها في مرتبة متفوقة جنباً إلى جنب مع دول أوروبية متقدمة (ثلاث ميداليات ذهبية في دورة عام 1928) بينما لا تفوز وبعد نصف قرن من الاستقلال الا بميدالية برونزية يتيمة؟
.....
مصر مريضة، ومرضها ينخر جسدها والأمة العربية جميعاً، فهي مرآة حالنا، نرى فيها وجهنا البشع، وتخلفنا المزري، بحيث أصبحنا أمة بلا وزن، ولا قيمة، ولا فعل، 'أمة خدمات' ترهن ثرواتها وأبناءها في خدمة مشاريع الآخرين."
عبد الباري عطوان
"جميل ان يأمر الرئيس حسني مبارك بتشكيل لجنة للتحقيق في اسباب فشل البعثة الرياضية المصرية في اولمبياد بكين، وتدني مستوى اداء معظم اللاعبين والفرق في مختلف المسابقات، وتحديد اوجه القصور، ومحاسبة المقصرين، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو عما اذا كان كل شيء يسير على الوجه الاكمل في البلاد، والاستثناء الوحيد الشاذ في منظومة النجاح المصرية هو في الاولمبياد فقط؟.....
نقول ان مصر هي البوصلة والرافعة والمنارة للأمة العربية بأسرها، والقاطرة الاهم التي يمكن ان تقودها الى القمة او القاع، فإذا نهضت، نهضنا معها وبها، واذا كبت كبونا، فهذا هو قدرنا الذي لا نستطيع الفكاك منه كرهنا ذلك أو أحببناه.
فالشلل الذي عاشته مصر طوال الثلاثين عاماً الماضية هو الذي اوصلنا إلى الوضع المزري الذي نعيشه حالياً، حيث تحولنا إلى 'امة خدمات' ترهن ثرواتها وثقلها في خدمة مشاريع الآخرين، دون أي مقابل غير ضمان استمرار الفساد والفاسدين في قمة السلطة.
.....
مصر تتعرض لعملية 'خطف' في وضح النهار من قبل حفنة صغيرة فاسدة لا تتشرف بالانتماء اليها، وتتأفف من استخدام عملتها، وترفض ركوب طائراتها التي تحمل اسمها، وتعيش في اندية مغلقة حتى لا تحتك مع ابنائها الكادحين، أو ترى وجوههم المسحوقة من آثار الفقر والجوع وطوابير الخبز.
الفساد اصبح المنظومة الوحيدة التي تتقدم وتتسع دائرتها، وتضم اعضاء جدداً، لمسيرتها في نهب مصر وثرواتها وعرق ابنائها،
.....
اليس غريباً أن تحقق البعثة الأولمبية المصرية في الثلث الأول من القرن العشرين، وعندما كانت تحت الاحتلال نتائج أفضل تضعها في مرتبة متفوقة جنباً إلى جنب مع دول أوروبية متقدمة (ثلاث ميداليات ذهبية في دورة عام 1928) بينما لا تفوز وبعد نصف قرن من الاستقلال الا بميدالية برونزية يتيمة؟
.....
مصر مريضة، ومرضها ينخر جسدها والأمة العربية جميعاً، فهي مرآة حالنا، نرى فيها وجهنا البشع، وتخلفنا المزري، بحيث أصبحنا أمة بلا وزن، ولا قيمة، ولا فعل، 'أمة خدمات' ترهن ثرواتها وأبناءها في خدمة مشاريع الآخرين."
No comments:
Post a Comment