اسرائيل تعترف بفشلها
عبد الباري عطوان
"ان تجتمع الحكومة الاسرائيلية لمناقشة المبادرة الاوروبية بوقف لاطلاق النار لمدة اربع وعشرين ساعة، ناهيك عن القبول بها، فهذا يعني اقرارا بعدم القدرة على تحقيق الاهداف المعلنة من العدوان الحالي على قطاع غزة، مثلما جاء على ألسنة كل من ايهود باراك وزير الدفاع وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية، وابرزها القضاء على المقاومة، وتغيير الاوضاع بشكل نهائي في قطاع غزة، وهو نفس ما حدث في حرب تموز ضد لبنان.
الاتحاد الاوروبي لم يتحرك لانقاذ الفلسطينيين، وانما لانقاذ نفسه، وأمنه، ومصالحه، ثم بعد ذلك انقاذ اسرائيل نفسها من نفسها، بعد ان ادرك قادته ان نتائج كارثية ستترتب على هذا العدوان على المديين القريب والبعيد،
.....
الغارات الجوية الاسرائيلية لم ترعب فصائل المقاومة، ولم تدفعها لرفع الرايات البيضاء استسلاما، بل زادتها قوة وصلابة، فاطلاق الصواريخ لم يتوقف مطلقا، وزاد خطره عندما وصلت هذه الصواريخ الى بئر السبع وأسدود، وبدأت توقع ضحايا من القتلى والجرحى في صفوف الاسرائيليين.
.....
جميع هذه الاطراف، من اوروبية وامريكية وعربية لا تقيم اي اتصالات مع حركة 'حماس' باعتبارها حركة ' ارهابية'، الآن اصبحوا يطلبون وسطاء للتفاوض معها على وقف اطلاق النار، الا تدل هذه الحقيقة على تغير المعادلات السياسية بفضل الصمود على الأرض، والاصرار على المقاومة؟
الهدنة في حال اقرارها، يجب ان تعني فتح المعابر بما فيها رفح وتدفق المساعدات الانسانية، ورفع الحصار الظالم، ودفن الشهداء، وعلاج الجرحى، ولذلك تبدو مطلوبة، لالتقاط الأنفاس، والانطلاق نحو التفاوض من أجل تحسين شروط أي تهدئة جديدة، تجبّ كل ما قبلها من وسطاء وبنود ظالمة مجحفة جاءت نتيجة تواطؤ ذوي القربى، وخداعهم الواضح والمتعمد للطرف الفلسطيني ولمصلحة الطرف الاسرائيلي.
.....
أولا: استمرار حكومة 'حماس' وفصائل المقاومة الأخرى في قطاع غزة هو هزيمة للمشروع الاسرائيلي العربي الرامي إلى انهاء ظاهرة المقاومة.
ثانيا: سلطة رام الله هي الخاسر الأكبر بكل المقاييس، فقد ظهرت بمظهر المتواطئ مع العدوان، وتعاملت مع أهل الضفة الغربية كسلطة قمعية، عندما التقت مع الحكومة الاسرائيلية على هدف منع المظاهرات تضامناً مع اشقائهم في قطاع غزة. والأهم من ذلك ان هذه السلطة كانت مهمشة عربياً ودولياً، لا أحد يتصل بها، ودون أن يكون لها أي دور فاعل في الحرب أو التهدئة.
ثالثاً: تعرضت الحكومة المصرية إلى أكبر صفعتين في تاريخها الأولى من شعب مصر الوطني الشريف الذي تعاطف بملايينه مع اشقائه في قطاع غزة وخرج بالآلاف في مظاهرات غضب عارمة، والثانية من الشعوب العربية التي فضحت التواطؤ الرسمي المصري مع العدوان الاسرائيلي، عندما تدفقت في مسيرات احتجاج إلى سفارات النظام المصري في عواصمها.
رابعا: خسر 'عرب الاعتدال' ما تبقى لديهم من مصداقية، عندما تلكأوا في عقد قمة طارئة لبحث الأوضاع في قطاع غزة، لاعطاء القوات الاسرائيلية المزيد من الوقت على أمل ان تنجز مهمتها، وتحقق آمالهم في 'سحق' ظاهرة المقاومة الشريفة، تماماً مثلما فعلوا أثناء الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان.
ما نريد قوله هنا، انه سواء نجحت جهود الوساطة في وقف اطلاق النار أو تعثرت، فان الأيام الأربعة الماضية أكدت ان المنطقة العربية تغيرت، وشهدت 'صحوة' غير مسبوقة، حيث تحدت الشعوب سجانيها، ورفعت صوتها عالياً ضد مشاريعهم الاستسلامية، وخطواتهم المتسارعة نحو تحويل اسرائيل إلى صديق يمكن التعويل عليه للعب دور الشرطي، أو 'الفتوة' في مواجهة العدو الجديد ايران.
....."
عبد الباري عطوان
"ان تجتمع الحكومة الاسرائيلية لمناقشة المبادرة الاوروبية بوقف لاطلاق النار لمدة اربع وعشرين ساعة، ناهيك عن القبول بها، فهذا يعني اقرارا بعدم القدرة على تحقيق الاهداف المعلنة من العدوان الحالي على قطاع غزة، مثلما جاء على ألسنة كل من ايهود باراك وزير الدفاع وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية، وابرزها القضاء على المقاومة، وتغيير الاوضاع بشكل نهائي في قطاع غزة، وهو نفس ما حدث في حرب تموز ضد لبنان.
الاتحاد الاوروبي لم يتحرك لانقاذ الفلسطينيين، وانما لانقاذ نفسه، وأمنه، ومصالحه، ثم بعد ذلك انقاذ اسرائيل نفسها من نفسها، بعد ان ادرك قادته ان نتائج كارثية ستترتب على هذا العدوان على المديين القريب والبعيد،
.....
الغارات الجوية الاسرائيلية لم ترعب فصائل المقاومة، ولم تدفعها لرفع الرايات البيضاء استسلاما، بل زادتها قوة وصلابة، فاطلاق الصواريخ لم يتوقف مطلقا، وزاد خطره عندما وصلت هذه الصواريخ الى بئر السبع وأسدود، وبدأت توقع ضحايا من القتلى والجرحى في صفوف الاسرائيليين.
.....
جميع هذه الاطراف، من اوروبية وامريكية وعربية لا تقيم اي اتصالات مع حركة 'حماس' باعتبارها حركة ' ارهابية'، الآن اصبحوا يطلبون وسطاء للتفاوض معها على وقف اطلاق النار، الا تدل هذه الحقيقة على تغير المعادلات السياسية بفضل الصمود على الأرض، والاصرار على المقاومة؟
الهدنة في حال اقرارها، يجب ان تعني فتح المعابر بما فيها رفح وتدفق المساعدات الانسانية، ورفع الحصار الظالم، ودفن الشهداء، وعلاج الجرحى، ولذلك تبدو مطلوبة، لالتقاط الأنفاس، والانطلاق نحو التفاوض من أجل تحسين شروط أي تهدئة جديدة، تجبّ كل ما قبلها من وسطاء وبنود ظالمة مجحفة جاءت نتيجة تواطؤ ذوي القربى، وخداعهم الواضح والمتعمد للطرف الفلسطيني ولمصلحة الطرف الاسرائيلي.
.....
أولا: استمرار حكومة 'حماس' وفصائل المقاومة الأخرى في قطاع غزة هو هزيمة للمشروع الاسرائيلي العربي الرامي إلى انهاء ظاهرة المقاومة.
ثانيا: سلطة رام الله هي الخاسر الأكبر بكل المقاييس، فقد ظهرت بمظهر المتواطئ مع العدوان، وتعاملت مع أهل الضفة الغربية كسلطة قمعية، عندما التقت مع الحكومة الاسرائيلية على هدف منع المظاهرات تضامناً مع اشقائهم في قطاع غزة. والأهم من ذلك ان هذه السلطة كانت مهمشة عربياً ودولياً، لا أحد يتصل بها، ودون أن يكون لها أي دور فاعل في الحرب أو التهدئة.
ثالثاً: تعرضت الحكومة المصرية إلى أكبر صفعتين في تاريخها الأولى من شعب مصر الوطني الشريف الذي تعاطف بملايينه مع اشقائه في قطاع غزة وخرج بالآلاف في مظاهرات غضب عارمة، والثانية من الشعوب العربية التي فضحت التواطؤ الرسمي المصري مع العدوان الاسرائيلي، عندما تدفقت في مسيرات احتجاج إلى سفارات النظام المصري في عواصمها.
رابعا: خسر 'عرب الاعتدال' ما تبقى لديهم من مصداقية، عندما تلكأوا في عقد قمة طارئة لبحث الأوضاع في قطاع غزة، لاعطاء القوات الاسرائيلية المزيد من الوقت على أمل ان تنجز مهمتها، وتحقق آمالهم في 'سحق' ظاهرة المقاومة الشريفة، تماماً مثلما فعلوا أثناء الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان.
ما نريد قوله هنا، انه سواء نجحت جهود الوساطة في وقف اطلاق النار أو تعثرت، فان الأيام الأربعة الماضية أكدت ان المنطقة العربية تغيرت، وشهدت 'صحوة' غير مسبوقة، حيث تحدت الشعوب سجانيها، ورفعت صوتها عالياً ضد مشاريعهم الاستسلامية، وخطواتهم المتسارعة نحو تحويل اسرائيل إلى صديق يمكن التعويل عليه للعب دور الشرطي، أو 'الفتوة' في مواجهة العدو الجديد ايران.
....."
No comments:
Post a Comment