A Good Editorial (Arabic, From Al-Quds Al-'Arabi)
تعثر الحوار الفلسطيني
رأي القدس
"....
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يريد من حركة 'حماس' والفصائل الاخرى المتحالفة معها، الاعتراف مسبقا باسرائيل وحقها في الوجود، والالتزام بحل الدولتين وخريطة الطريق، وكـل الاتفاقات التي وقعتها السلطة مع اسرائيل، بما في ذلك اتفاق اوسلو واسقاط خيار المقاومة المسلحة.
حجة الرئيس عباس تقول ان اي حكومة تتشكل دون الاستناد إلى هذه الشروط لن تحظى باعتراف الولايات المتحدة واسرائيل، وبالتالي ستقاطع كليا من جانبهما، مما يعني العودة الى المربع الاول، اي المرحلة التي تلت فوز 'حماس' باغلبية المقاعد في المجلس التشريعي، وتشكيلها حكومة وحدة وطنية بمشاركة فتح بناء على اتفاق مكة، وهي الحكومة التي رفضت واشنطن الاعتراف بها او التعامل معها.
حركة 'حماس' قالت انها مستعدة للقبول بالصيغة التي جرى التوصل اليها اثناء مؤتمر المصالحة في مكة، وهي الصيغة التي تقول بـ'احترام' الاتفاقات الموقعة، وليس 'الالتزام' بها. ولكن وفد حركة 'فتح' يرفض ذلك لان امريكا واسرائيل لن تقبلا بهذه الصيغة.
من الواضح ان وفد حركة 'فتح' المفاوض في حوارات القاهرة ينقل الشروط الامريكية ـ الاسرائيلية، ويحاول فرضها على المتحاورين من الفصائل الاخرى، وهذا امر يثير الكثير من اللغط ان لم نقل الاستهجان.
حركات المقاومة محقة في موقفها الرافض لمثل هذه الاملاءات الامريكية، وكان الاحرى بالرئيس عباس ان يطالب اسرائيل وامريكا بالالتزام بهذه الاتفاقات مع السلطة وتطبيقها، لا ان يتوجه بضغوطه الى الطرف الفلسطيني الآخر الذي يتمسك بالثوابت الوطنية.
نفهم ان يصر الرئيس عباس على ضرورة التزام شركائه الآخرين في الحوار بالاتفاقات الموقعة وحل الدولتين لو ان مفاوضاته التي استمرت اكثر من خمسة عشر عاما على اساسها قد توصلت الى نتائج مثمرة، ولكن ما حدث هو العكس تماما، اي زيادة الاستيطان، واعادة احتلال الضفة اسرائيليا، وزيادة الحواجز الامنية، ووصول اليمين المتطرف الى السلطة في تل ابيب.
نجاح الحوار الفلسطيني هو في التوصل الى نتائج تخدم المصالح والطموحات الفلسطينية، لا تلبية الشروط الامريكية والاسرائيلية، خاصة ان سلطة رام الله تلبي مثل هذه الشروط كاملة دون ان تنجح في تفكيك مستوطنة واحدة، او حاجز امني من سبعمئة حاجز تقريبا في الضفة الغربية.
"
No comments:
Post a Comment