Tuesday, April 14, 2009

خطيئة الرئيس عباس في العراق


خطيئة الرئيس عباس في العراق

رأي القدس

".....
المفاجأة الاكبر في هذا التحرك كانت بزيارتيه الى كل من بغداد، حيث التقى رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس الجمهورية جلال الطالباني، واربيل في كردستان حيث استقبل كرئيس جمهورية من قبل السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم.
ربما يكون مفهوماً ان يزور السيد عباس، بعد ان كرس وجوده في محور الاعتدال العربي، العاصمة العراقية بغداد، وان يلتقي رموز نظام الحكم في العراق الجديد الذين عادوا الى العراق مع قوات الاحتلال الامريكي، فهو يتمتع مثلهم بسيادة منقوصة ويرأس سلطة خاضعة اراضيها للاحتلال المباشر، ولا يتحرك دون أوامره، وبتنسيق مسبق معه، ولكن ان يذهب الى اربيل، وفي مثل هذا التوقيت، فهو امر يدل على انعدام الرؤية السياسية، وسوء التقدير، علاوة على قراءة خاطئة لتطورات الاوضاع في العراق ككل.
زيارة السيد عباس لاربيل ستفسر من قبل بعض العراقيين الذين دفعوا ثمناً غالياً بسبب تمسكهم بعروبة العراق، والانتصار للقضية الفلسطينية، على انها سابقة خطيرة تخدم مشروع الانفصال وتقسيم العراق، وتعترف باقليم كردستان كدولة مستقلة تماماً عن الوطن الأم.
السيد عباس حاول الايحاء بانه ذهب الى اربيل والتقى رئيس اقليمها السيد البارزاني من اجل ان يبحث عن مأوى آمن لاستيعاب بعض الأسر الفلسطينية التي تقطعت بها السبل في العراق بعد الاحتلال الامريكي على ايدي ميليشيات طائفية تتبع الحكومة الحالية والائتلاف المسيطر عليها. فقد صرح ناطق باسمه بانه جرى الاتفاق على ايواء بعض الفلسطينيين في الشمال العراقي الكردي اثناء المباحثات مع السيد البارزاني.
المهمة سامية دون شك، ولكن ما يمكن ان يترتب عليها من تبعات سياسية للشعب الفلسطيني على درجة كبيرة من الخطورة
....
اخطاء الرئيس عباس كثيرة، وليس هنا مجال لحصرها، ولكن زيارتيه الاخيرتين لكل من بغداد واربيل هما الأكثر خطورة، ولم يتم التشاور حولهما مع اي من المؤسسات الفلسطينية، وخاصة تلك التابعة لحركة 'فتح' ولا نقول منظمة التحرير فاقدة الصلاحية والشرعية
....."

No comments: