Tuesday, April 21, 2009

خلطة فاسدة.. سلطة وانتخابات ومعونات ومقاومة


ياسر الزعاترة

"الذين عارضوا مشاركة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية مطلع العام 2006، ونحن منهم، لم يفعلوا ذلك إلا إدراكا لحقيقة أن هذه السلطة قد صممت لخدمة الاحتلال، ومعها ديمقراطيتها، والذين سهّلوا مشاركة الحركة فيها لم يكونوا يريدون الخير بها ولا بالقضية الفلسطينية (الكاتب الإسرائيلي المعروف (عكيفا الدار وصفها في أحد مقالاته بأنها "الاختراع العبقري المسمى سلطة فلسطينية"، فهل يعني ذلك شيئا بالنسبة للبعض؟).
.....
لو أعلنت حماس أنها أرادت نتيجة الانتخابات تأكيدا على انحياز الجماهير لخيار المقاومة، وأنها لا تقبل بواقع السلطة القائم ولا تشارك فيه، لوجهت صفعة تاريخية لخيار المفاوضات، ولتركت فتح تتفكك في صراع السلطة
ولكان بالإمكان الحديث عن حسم الخيار الإسلامي في القضية الفلسطينية بدل التنازع القائم
......
الاعتقالات التي جرت في الضفة ضد عدد من قادة ورموز حماس جاءت لتذكّر الغارقين في الوهم مرة أخرى بأن الديمقراطية تحت الاحتلال كذبة كبرى، وأن بقاءها رهن بخدمتها لبرنامج الاحتلال، أما إذا تمردت عليه فمصير رموزها السجون والمعتقلات
.....
واللافت بالطبع أن تأتي موجة الاعتقالات في وقت لم تتوقف فيه الاعتقالات من طرف السلطة، ولم يفرج عن المعتقلين من أجل إنجاح حوار القاهرة. وكما يريد الإسرائيليون هذه الاعتقالات وسيلة ابتزاز من أجل عيون الجندي شاليط، فضلا عن عدم السماح للحركة بترميم صفوفها، فإن الطرف الآخر يستخدمها لذات الغرض الأخير (تمهيدا للانتخابات)، فضلا عن الضغط من أجل فرض المصالحة ضمن الرؤية التي يتبناها.

نتذكر هنا أن مسألة الحفاظ على الأمن الإسرائيلي هي جزء أساسي من مهمات تلك السلطة، وإذا لم تقم بها على أكمل وجه، فإن لدى الطرف الآخر وسائله للضغط، المباشر
....
ليس ثمة في الأفق غير استمرار الانفصال بين الضفة وقطاع غزة في حال فشل الحوار في الوصول إلى الأهداف التي يريدها قادة السلطة، ومعهم مصر والأميركان والإسرائيليون، أما إذا نجح ووصلنا إلى محطة الانتخابات، فالمتاهة مؤكدة
بديل هذه المتاهة معروف وطرحناه من قبل، ونتمنى أن تطرحه حماس والجهاد على الجماهير في الداخل والخارج مهما كان موقف السلطة، ويتمثل في وحدة ميدانية على قاعدة المقاومة حتى دحر الاحتلال دون قيد أو شرط، وإدارة بالتوافق لقطاع غزة بوصفه قاعدة للمقاومة ومنطقة شبه محررة، مع تخلص من أسر المعونات وإعادة الإعمار عبر رمي الكرة في الملعب العربي الرسمي، فضلا عن إلقاء العبء على دولة الاحتلال المسؤولة عن حياة الناس تحت الاحتلال بحسب ميثاق جنيف
......"

No comments: