Wednesday, April 22, 2009

نجاد يفضح الهوان العربي


نجاد يفضح الهوان العربي

عبد الباري عطوان

"كنت اتمنى شخصياً، لو ان زعيماً عربياً، من دول الاعتدال او الممانعة، لا فرق، هو الذي اعتلى منبر المؤتمر الدولي لمكافحة العنصرية في مقر الامم المتحدة في جنيف، وفضح الدولة العبرية، واماط اللثام عن وجهها العنصري القبيح، ولكن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قام بالمهمة على اكمل وجه، وحقق ما لم يحققه زعماء اثنتين وعشرين دولة عربية، بل والرئيس الفلسطيني نفسه الذي تغيب كلياً عن المؤتمر لاسباب ما زلنا نجهلها حتى هذه اللحظة.

ففي الوقت الذي ينشغل فيه قادة عرب، من دول الاعتدال خاصة، في تحريض فرق 'الردح الاعلامي' ضد ايران و'حزب الله'، وخلق فتنة مذهبية بين ابناء العقيدة الواحدة، يذهب الرئيس الايراني الى جنيف، ويعتلي منبر الامم المتحدة، ويتمسك بالمواقف التي تخلى عنها العرب، ويشرح للعالم بأسره مدى الظلم الذي وقع على شعب عربي مسلم على ايدي الصهيونية والغرب الداعم لها
.....
ان هذا الانسحاب هو دليل اضافي على استمرار هذه الدول وقيادتها في دعم العنصرية وتعميق جذورها، خاصة في هذا الوقت الذي تحكم فيه اسرائيل بحكومة تضم عتاة العنصريين اليهود، تشترط اعتراف العرب بالطابع اليهودي الصرف لدولتهم، مما يعني طرد مليون ومئتي ألف مسيحي ومسلم عربي لأنهم من ديانات اخرى
......
نشعر بالحزن والاحباط لان الوفود العربية الرسمية المشاركة في مؤتمر جنيف مارست دورا 'تخريبيا' لمصلحة اسرائيل، عندما خضعت للابتزاز الامريكي الاسرائيلي، وازالت جميع الفقرات التي تبناها مؤتمر ديربان الاول، والتي اشارت الى اسرائيل بالاسم كدولة عنصرية، من مشروع البيان الختامي.

وما يحزننا اكثر ان الوفد الفلسطيني، وبأوامر من السلطة في رام الله، هو الذي قاد الترويج والضغط من اجل الرضوخ لهذا الابتزاز على امل رفع 'الفيتو' الامريكي ـ الاسرائيلي عن المؤتمر، وهو ما لم يحدث في نهاية المطاف، وذهبت هذه التنازلات هباء منثورا، وكررت موقفاً عربياً تاريخياً في تقديم التنازلات مجانا ودون مقابل للطرف الآخر.
نحمد الله كثيرا، ان الوفود العربية المشاركة في مؤتمر جنيف لم تنسحب تضامنا مع نظيراتها الاوروبية احتجاجا على كلمة نجاد، وخيبت ظننا ببقائها في مقاعدها، لان بعض الدول العربية باتت تعتبر ايران هي العدو الاكبر وليس اسرائيل.
ففي زمن الهوان العربي الذي نعيشه حاليا، كل شيء ممكن وجائز، ولم يعد يفاجئنا اي تصرف من اي طرف عربي، خاصة ما يسمى بمحور الاعتدال، بما في ذلك ان نرى ليبرمان يستقبل بالاحضان كوزير خارجية في اكثر من عاصمة عربية.
"

No comments: