Thursday, April 23, 2009

عزمي بشارة يكتب: هل هي مصالحة؟


عزمي بشارة

"منذ القمة الطارئة التي دعي إليها في الدوحة تحت عنوان "قمة غزة" والقمة العربية الثانية العادية في الدوحة وبينهما قمة الكويت، وقعت تطورات سياسية لافتة جرى التعبير عنها بصيغ مثل "المصالحة العربية".
.....
اعتاد الشارع العربي التوتر والانفراج في العلاقات العربية يصاحبه بعد شخصي يكاد يكون تهريجيا، على طريقة خلط أمزجة الحكام وقضايا الأسر الحاكمة بقضايا الدول والخلافات السياسية
.....
ليس ما يجري عربيا في النصف الأول من العام 2009 مصالحة حقيقية بل هو تعبير عن البنية المأزمة للنظام العربي الذي نعرفه منذ حرب الكويت, وهو تكريس لأوضاع الأسر العربية الحاكمة كما عرفها العرب
.....
لدى العالم العربي جاران منخرطان في مشاريع وطنية هما إيران وتركيا, وقد انتقل كلاهما بدرجات متفاوتة من موقف العداء الكامل للعرب إلى موقع التعاون معهم وتطوير أجندات وطنية خاصة بهما
.....
في المنطقة مشاريع دول ثلاثة: تركيا إيران وحتى إسرائيل, أما الدول العربية فتكتفي بمشاريع أنظمة لا يتوفر لديها مفهوم لأمن قومي ولا مشروع بناء اقتصاد وطني، ولا أدوات للتعبير الشرعي عن الرأي العام المحلي ولا قنوات لتنظيم تأثيره على السياسات
.....
لا ينشأ في هذا الواقع العربي القائم حتى مشروع تعاون لبلورة مفاهيم للأمن القومي المشترك، أو المصالح المشتركة ناهيك باتحاد أو وحدة عربية. كما لم يتم حتى الآن الانطلاق من حقيقة هامة هي أنه سوف يكون على العرب أن يعيشوا مع الجيران الأتراك والإيرانيين الذين لن يذهبوا إلى أي مكان. ومن الأفضل أن تكون هذه العلاقة علاقة صداقة وتعاون وليس علاقة عداء.

ليس هذا واقعا سياسيا مأزوما فحسب، بل هو واقع اجتماعي وسياسي وأخلاقي وحضاري لا يمكن في ظله الحديث عن مشاريع مثل التنمية الاقتصادية والديمقراطية وغيرهما.

وفي ظل هذا الواقع أيضا يطرح السؤالُ: كيف يمكن في مثل هذه الظروف إدارة مفاوضات سياسية جدية مع خصم مثل إسرائيل بعد التخلي عن دعم المقاومة ضده، وعن محاربته؟
"

No comments: