A GREAT ARTICLE!
د. إبراهيم حمّامي
"....
* لقد تجاوز النظام المصري كل حدود العقل والمنطق في انحيازه التام للاحتلال وأوامره، وأصبحت خارجيته عبارة عن "صوت اسرائيل" في مصر.
* لن تنجح محاولات التشكيك والطعن، وتكرار اسطوانة أننا نشتم مصر وتاريخها، لن تنجح ولن تمنعنا من تناول كل ما يروج له النظام المصري تحت شعارات الوطنية الزائفة، أو مبررات الأمن القومي والسيادة الزائفين ايضاً، وسنفند كل هذه الادعاءات واحدة تلو الأخرى.
....
الغريب أن دولتين فقط من بين كل دول العالم رفعتا هذا الشعار، الأولي هي ألمانيا النازية، وشعارها ألمانيا فوق الجميع، ألمانيا أدولف هتلر العنصرية العدوانية وكان هذا بشكل رسمي ولفترة مؤقتة (سوداء علي العالم كله)، والثانية التي هي مصر بشكل غير رسمي وفي عهد الرئيس مبارك حيث تتجرأ بعض قيادات الحزب الوطني وببغاوات الإعلام ودببة الفضائيات ويكررون شعار مصر فوق الجميع دون وعي بنازيته وعنصريته وربما دون وعي بمعناه ومغزاه أصلا؟
.....
حتى لا نتهم ب"شتم" مصر كما هي العادة، سنراجع بعضاً من تدخل هذا النظام في الشأن الفلسطيني وبشكل فاضح سافر، ليته كان لخدمة قضيتنان لكن لتركيع شعبنا:
....
11 اعلان الحرب على غزة كان من القاهرة وفي مؤتمر صحفي مشترك بين أبو الغيط وليفني وبتاريخ 25/12/2009، ولم يحرك أبو الغيط ساكناً ولم يعترض.
12 حتى اللحظة يتم استقبال قادة الاحتلال في القاهرة ومن قبل أركان النظام المصري، حتى اولئك الذين يتهجمون على مصر بحجة أن "اسرائيل" تختار قادتها، ويرفض النظام اللقاء مع قادة الشعب الفلسطيني المنتخبين والشرعيين.
13 يُحرك النظام المصري مشايخ السطان وعلى رأسهم طنطاوي للقاء قادة الاحتلال واصدار الفتواى الجاهزة والمعلبة دهماً له وضد غزة – راجعوا فتواهم حول الجدار الفولاذي وبأنه واجب شرعي، وهو ما خالف اجماع العلماء بمن فيهم علماء الأزهرعلى حرمته.
....
ومع كل ذلك أيضاً تتمسك القوى السياسية الفلسطينية وعلى مختلف توجهاتها بالدور المصري المزعوم، وهو ما لا نتفق معه اطلاقاً، لأن الدور المصري ليس دور الشقيق المحايد الوسيط، لكنه دور من يُنفذ أجندة المحتل، إنها ديكتاتورية الجغرافيا، ونقولها بصراحة، لو لم تكن الجغرافيا تعني تحكم هذا النظام بالرئة التي يتنفس منها قطاع غزة، لما كان لهذا النظام أي دور صغير أو كبير، خاصة أن النظام نفسه تخلى عن أدوار أهم وأكبر كما سيأتي لاحقاً.
لقد بلغ السيل الزبى مع هذا النظام الذي أضاع ويضيع كل شيء جميل نعرفه ونحبه ونقدره لمصر العزيزة على قلوبنا جميعاً، ووصلت الأمور خط اللاعودة بعد تنفيذه المشين للجدار الفولاذي وما ساقه من مبررات مخزية لإنشائه، وتهجمات رخيصة لتبرير بنائه، على سبيل أن مصر تغرق بالمخدرات من غزة، وأن غزة اليوم هي الخطر على الأمن القومي المصري - أحد الخبراء العسكريين الذين تكرر ظهورهم في البرامج التلفزيونية المصرية قال بأنه في الوقت الراهن فإن الخطر الذي يهدد أمن مصر مصدره غزة وليس " إسرائيل" - القناة الثانية، مساء الاثنين 28/12/2009.
أن تتراكض الفصائل وتهرول نحو النظام المصري فهذا شأنها، وأن يصرح القادة ويشيدوا بدور مصر فهذا أيضاً شأنهم، لكننا ولأننا لا علاقة لنا بكل هؤلاء، ولا نخضع لسقفهم أو حساباتهم الفصائلية، وحساباتنا غير حساباتهم الدبلوماسية المهادنة والمجاملة، ولا نخضع للتكتيكات السياسية، فإننا لن نتوانى أو نتقاعص عن نصرة شعبنا، وفضح كل من يتآمر عليه، حتى وان اعتبر نفسه فوق الجميع.
في الحلقة القادمة نتناول شعار "الأمن القومي المصري".
لا نامت أعين الجبناء
"
No comments:
Post a Comment