Monday, August 9, 2010

فضيحة جديدة للسلطة الفلسطينية


فضيحة جديدة للسلطة الفلسطينية
رأي القدس

"المستوطنون الاسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة الذين يزيد تعدادهم عن نصف مليون مستوطن يستمتعون بالارض والمياه وبرك السباحة والطرق الخاصة، والحماية الامنية من قبل قوات الامن الفلسطينية، ولكنهم يشعرون بالانزعاج الشديد من امر واحد فقط هو 'صوت الاذان' في مساجد 'الاغراب' اي سكان الضفة، الذي يتردد عبر مكبرات الصوت خمس مرات في اليوم.
قادة المستوطنين نقلوا هذا الامر الى حكومتهم اليمينية المتطرفة، التي قامت بدورها بنقل هذه الشكوى الى السلطة الفلسطينية في رام الله، مطالبة بالتجاوب معها في اسرع وقت ممكن حتى ينعم المستوطنون بطيب الاقامة في مستوطناتهم دون اي ازعاج.
صحيفة 'يديعوت احرونوت' الاسرائيلية اكدت ان السلطة الفلسطينية 'تفهمت' مطالب المستوطنين 'العادلة' هذه، وتوصلت مع الادارة المدنية التابعة للجيش الاسرائيلي الى 'تفاهمات' مع وزراء ورجال دين مسلمين تقضي 'بتخفيض' ارتفاع صوت الاذان، وسيكون محظورا بمقتضاها على المؤذنين خرق نص الاذان الموحد، وان تتم اقامة صلاة الجمعة في مسجد واحد في كل قرية. ووصفت الصحيفة الاسرائيلية ان صوت الاذان الذي يصدح من المآذن خمس مرات يوميا بانه ضجة مؤذية، وخصوصا الاذان الذي يدعو الى صلاة الفجر.
ان يحتج المستوطنون الغاصبون للارض من اصحابها، فهذا امر متوقع، ولكن ان تستجيب السلطة، ورئيسها، ووزير اوقافها ورجال دينها لهذا الطلب، فهنا تكمن الفضيحة الكبرى التي تضاف الى مسلسل طويل من الفضائح جرى ارتكابها على مدى العقدين الماضيين من عمرها تقريبا.
لم يبق امام المستوطنين غير ان يتدخلوا في العقيدة الاسلامية، ويحذفوا اركانها او بعضها والآيات القرآنية التي لا تعجبهم، ثم يتدخلوا بعد ذلك باختصار الصلوات، وتحديد اعداد المساجد والمصلين فيها، وان يجدوا من هذه السلطة ورئيسها ورئيس وزرائها وقوات أمنها كل السمع والطاعة.
هذه ليست سلطة، ولا فلسطينية، التي ترضخ لمثل هذه المطالب المشينة التي تتعارض مع تعاليم الاسلام وفروضه وسننه واحكامه. فلو كانت سلطة، ووطنية فعلا، لما قبلت بهذا الطلب فقط، وانما لطالبت المساجد والمؤذنين فيها باعلاء اصوات الاذان اضعاف ما هي عليه الآن، لالحاق اكبر ازعاج ممكن بالمستوطنين وحكومتهم. ولكنها لم تفعل ولن تفعل. وربما يفيد التذكير بان اسرائيل لم تفرض هذا الطلب على مساجد الضفة وغزة قبل قيام السلطة الفلسطينية.
نشعر بالخجل والعار معا ونحن نقرأ مثل هذه الاخبار، مثلما نشعر بالخجل والعار ايضا ونحن نقرأ ان مثل هذه الطلبات الاسرائيلية والتفاهمات حولها جرى تطبيقها منذ الاسبوع الماضي.
نصدق ولا نستغرب، فمن اعطى تعليمات لائمة المساجد في الضفة الغربية بشن هجمات ضد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة علماء المسلمين والتطاول عليه والتشكيك في علمه ودينه وربما تكفيره لن يتورع عن اعطاء تعليمات بتخفيض صوت الاذان ومكبراته ومؤذنيه لتوفير اكبر اجواء الراحة وافضلها للمستوطنين، ولن نفاجأ اذا ما صدرت في الايام القادمة تعليمات من السلطة بخنق الاذان والمؤذنين معا للهدف نفسه.
"

No comments: