مسرحية الازمة المالية لتبرير التنازلات
رأي القدس
"تستضيف القاهرة اليوم قمة ثلاثية بقيادة الرئيس المصري حسني مبارك، ومشاركة كل من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبحث عملية السلام والضغوط الامريكية المكثفة لاستئناف مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس اقترح عقد هذه المفاوضات في بلغاريا التي يزور عاصمتها صوفيا حاليا، وقال ان حكومته مستعدة للمشاركة فيها باسرع وقت ممكن، ولكن الطرف الفلسطيني ما زال يتحدث عن ضرورة تحقيق شروط ثلاثة، او احدها قبل ان يقبل بالعودة الى المفاوضات، اولها تحديد مرجعية وسقف زمني لها، واصدار اللجنة الرباعية بيانا يؤكد على خريطة الطريق وموقفها من العملية السلمية واهدافها، وتقديم الولايات المتحدة ضمانات مكتوبة حول الدولة الفلسطينية المستقلة وحدودها.
جميع هذه الشروط قوبلت بالرفض حسبما ورد على لسان الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين، والاكثر من ذلك ان الجانبين الامريكي والاسرائيلي رفضا اقتراحا فلسطينيا بعقد لقاء ثلاثي امريكي ـ فلسطيني ـ اسرائيلي على مستوى الفنيين للبحث والاتفاق حول طبيعة المفاوضات، والقضايا التي من المفترض ان تتناولها.
الرئيس مبارك يساند فكرة العودة الى المفاوضات انطلاقا من نظريته التي تمسك بها دائما، بضرورة التعامل بايجابية مع اي مقترحات امريكية لابعاد شبهة تعطيل المفاوضات عن الجانب العربي، واعفاء اسرائيل من اي مسؤولية في افشالها، ولذلك من المتوقع ان يوفر غطاء جديدا للرئيس الفلسطيني وسلطته للتجاوب بايجابية مع المطالب والمقترحات التي حملها الى رام الله المبعوث الامريكي السناتور جورج ميتشل بشأن استئناف المفاوضات المباشرة.
الرئيس الفلسطيني في حاجة ماسة الى هذا الغطاء من الدولة العربية الاكبر، لانه بدأ فعلا يمهد لخيار العودة الى المفاوضات المباشرة دون ان تلبي اسرائيل ايا من شروطه من خلال تسريب انباء متعمدة عن ضخامة الضغوط الامريكية عليه شخصيا لاسقاط هذه الشروط.
ففي لقاء مع رجال الصحافة الفلسطينية اشتكى الرئيس عباس مر الشكوى من هذه الضغوط، وعجز السلطة عن دفع رواتب حوالي 160 الف موظف مسجلين في دفاترها، وقال انه لن يقدم على حل السلطة مثلما يطالبه الكثير من السياسيين والكتاب بسبب فشل العملية السلمية، ولكن استمرار الضغوط الامريكية، وعدم تقديم الاموال اللازمة للسلطة لتلبية احتياجاتها المالية، سيؤديان حتما الى انهيار السلطة.
الرسالة التي يريد الرئيس عباس ارسالها الى ابناء الضفة وقطاع غزة، والمعتاشين على اموال السلطة على وجه الخصوص، تفيد بانه لن يدفع لهم الرواتب اذا لم يذهب الى المفاوضات المباشرة التي تحظى بمعارضة شبه اجماعية من قبل الفلسطينيين في الوطن والشتات.
المسرحية مكشوفة، ففي كل مرة تتعرض فيها السلطة الى ضغوط امريكية تفتعل الازمة المالية، وعدم القدرة على دفع الرواتب من اجل تبرير تجاوبها مع هذه الضغوط، والتراجع عن مواقف اتخذتها تتماشى مع الحد الادنى من مطالبها في عملية السلام.
قبل العودة الى المفاوضات غير المباشرة اطلق الدكتور سلام فياض تصريحات تؤكد عدم القدرة على تسديد رواتب الموظفين، وجرى تأخير دفع هذه الرواتب لبضعة اسابيع بشكل متعمد للتأكيد على ان الازمة حقيقية، واليوم يؤكد الرئيس الفلسطيني ان الدول العربية لم تسدد ما هو مطلوب منها من مساعدات، وهذا ما يفسر تأخر تسديد الرواتب قبل حلول شهر رمضان.
السلطة ستعود الى المفاوضات المباشرة وبشروط نتنياهو كاملة، وستسدد الرواتب فورا، فالنضال الفلسطيني اصبح في مفهوم بعض رجالات السلطة نضالا من اجل تسديد الرواتب، اما الثوابت الفلسطينية فلتذهب الى الجحيم.
"
رأي القدس
"تستضيف القاهرة اليوم قمة ثلاثية بقيادة الرئيس المصري حسني مبارك، ومشاركة كل من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبحث عملية السلام والضغوط الامريكية المكثفة لاستئناف مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس اقترح عقد هذه المفاوضات في بلغاريا التي يزور عاصمتها صوفيا حاليا، وقال ان حكومته مستعدة للمشاركة فيها باسرع وقت ممكن، ولكن الطرف الفلسطيني ما زال يتحدث عن ضرورة تحقيق شروط ثلاثة، او احدها قبل ان يقبل بالعودة الى المفاوضات، اولها تحديد مرجعية وسقف زمني لها، واصدار اللجنة الرباعية بيانا يؤكد على خريطة الطريق وموقفها من العملية السلمية واهدافها، وتقديم الولايات المتحدة ضمانات مكتوبة حول الدولة الفلسطينية المستقلة وحدودها.
جميع هذه الشروط قوبلت بالرفض حسبما ورد على لسان الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين، والاكثر من ذلك ان الجانبين الامريكي والاسرائيلي رفضا اقتراحا فلسطينيا بعقد لقاء ثلاثي امريكي ـ فلسطيني ـ اسرائيلي على مستوى الفنيين للبحث والاتفاق حول طبيعة المفاوضات، والقضايا التي من المفترض ان تتناولها.
الرئيس مبارك يساند فكرة العودة الى المفاوضات انطلاقا من نظريته التي تمسك بها دائما، بضرورة التعامل بايجابية مع اي مقترحات امريكية لابعاد شبهة تعطيل المفاوضات عن الجانب العربي، واعفاء اسرائيل من اي مسؤولية في افشالها، ولذلك من المتوقع ان يوفر غطاء جديدا للرئيس الفلسطيني وسلطته للتجاوب بايجابية مع المطالب والمقترحات التي حملها الى رام الله المبعوث الامريكي السناتور جورج ميتشل بشأن استئناف المفاوضات المباشرة.
الرئيس الفلسطيني في حاجة ماسة الى هذا الغطاء من الدولة العربية الاكبر، لانه بدأ فعلا يمهد لخيار العودة الى المفاوضات المباشرة دون ان تلبي اسرائيل ايا من شروطه من خلال تسريب انباء متعمدة عن ضخامة الضغوط الامريكية عليه شخصيا لاسقاط هذه الشروط.
ففي لقاء مع رجال الصحافة الفلسطينية اشتكى الرئيس عباس مر الشكوى من هذه الضغوط، وعجز السلطة عن دفع رواتب حوالي 160 الف موظف مسجلين في دفاترها، وقال انه لن يقدم على حل السلطة مثلما يطالبه الكثير من السياسيين والكتاب بسبب فشل العملية السلمية، ولكن استمرار الضغوط الامريكية، وعدم تقديم الاموال اللازمة للسلطة لتلبية احتياجاتها المالية، سيؤديان حتما الى انهيار السلطة.
الرسالة التي يريد الرئيس عباس ارسالها الى ابناء الضفة وقطاع غزة، والمعتاشين على اموال السلطة على وجه الخصوص، تفيد بانه لن يدفع لهم الرواتب اذا لم يذهب الى المفاوضات المباشرة التي تحظى بمعارضة شبه اجماعية من قبل الفلسطينيين في الوطن والشتات.
المسرحية مكشوفة، ففي كل مرة تتعرض فيها السلطة الى ضغوط امريكية تفتعل الازمة المالية، وعدم القدرة على دفع الرواتب من اجل تبرير تجاوبها مع هذه الضغوط، والتراجع عن مواقف اتخذتها تتماشى مع الحد الادنى من مطالبها في عملية السلام.
قبل العودة الى المفاوضات غير المباشرة اطلق الدكتور سلام فياض تصريحات تؤكد عدم القدرة على تسديد رواتب الموظفين، وجرى تأخير دفع هذه الرواتب لبضعة اسابيع بشكل متعمد للتأكيد على ان الازمة حقيقية، واليوم يؤكد الرئيس الفلسطيني ان الدول العربية لم تسدد ما هو مطلوب منها من مساعدات، وهذا ما يفسر تأخر تسديد الرواتب قبل حلول شهر رمضان.
السلطة ستعود الى المفاوضات المباشرة وبشروط نتنياهو كاملة، وستسدد الرواتب فورا، فالنضال الفلسطيني اصبح في مفهوم بعض رجالات السلطة نضالا من اجل تسديد الرواتب، اما الثوابت الفلسطينية فلتذهب الى الجحيم.
"
No comments:
Post a Comment