"الخبر السيئ أن أولوية القضية الفلسطينية تراجعت في "أجندة" أغلب الأنظمة العربية، أما الخبر الأسوأ فهو تغييب القضية عن برنامج أي حركة وطنية للتغيير في العالم العربي، رغم أن حضورها في صلب تلك البرامج الأخيرة يعد أحد معايير الوطنية، ودليلا حاسما على صدق الرغبة في إجراء تغيير حقيقي.
....
إذ حين نكون بصدد احتلال أرض واقتلاع شعب وتشريده أو حصاره ونهب موارده وثرواته، فإننا نصبح بإزاء جريمة كبرى ضد الإنسانية، لا سبيل إلى التهاون أو التصالح مع الفاعلين والشركاء في ارتكابها. وذلك يقع في قفص الاتهام. ويستدعي على الفور أمام محكمة الضمير طرفين أساسيين هما إسرائيل والولايات المتحدة
.....
استطرادا من النقطة الأخيرة فإن إنجاح محاولة اقتلاع الشعب الفلسطيني لم يعد يكفى فيها تعاظم القدرة العسكرية الإسرائيلية والسعي اللحوح لابتلاع الأرض وتغيير جغرافيتها، وإنما بات ذلك يقتضي أيضا إخضاع العالم العربي المحيط أو تدجينه.
وذلك يفسر لنا إجماع الخبراء الصهاينة على اعتبار معاهدة الصلح التي عقدها الرئيس السادات في عام ١٩٧٩ بمثابة "الميلاد الثاني" لإسرائيل، وقولهم إنها تمثل الحدث الذي يعادل في الأهمية التاريخية تأسيس الدولة العبرية في عام 1948.
وخطورة هذه المعاهدة لا تكمن فقط في إخراج مصر القوة العربية الأكبر والأخطر من معادلة الصراع، وإنما تكمن أيضا في استثمارها لصالح تعزيز أمن إسرائيل والدفاع عن مشروعها.
هذه الخلفية تفسر لنا لماذا اعتبر بنيامين بن أليعيزر وزير التجارة الإسرائيلي والجنرال السابق أن القيادة المصرية باتت تمثل "كنزا إستراتيجيا" لإسرائيل؟ ولماذا تمنى الحاخام الأكبر عوفاديا يوسف للرئيس مبارك دوام العافية وطول العمر؟ ولماذا سعت إسرائيل بكل ما تملك من جهد ونفوذ للحفاظ على الوضع القائم في مصر، ولماذا يعلن قادتها بين الحين والآخر أن انسحابها من معاهدة السلام يعد عندهم خطا أحمر ليس مسموحا بتجاوزه، وأنهم سيقاومون ذلك الانسحاب بكل السبل؟ في إشارة ضمنية غير خافية إلى استعداد إسرائيل للدخول في حرب لأجل استمرار العمل بالمعاهدة
....
الحليفان أميركا وإسرائيل يقرران ويتوليان الإنتاج، أما مصر وأقرانها من دول الاعتدال فهم يتولون التنفيذ والإخراج
....
ومشهد العودة إلى المفاوضات المباشرة نموذج طازج يؤيد ذلك الادعاء، فبعد أن قررت واشنطن بالاتفاق مع تل أبيب إجراء مفاوضات غير مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وحددت لذلك مهلة أربعة أشهر، ورغم التصريحات الفلسطينية الرسمية التي شككت في جدوى تلك المفاوضات، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذهب إلى واشنطن، وقرر مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أن المفاوضات غير المباشرة نجحت، ومن ثم يجب الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.
ووجه أوباما خطابا بهذا المعنى إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتضمن الخطاب 12 إنذارا للفلسطينيين بعزلهم وقطع المساعدات عنهم إذا لم يمتثلوا للقرار.
وقامت مصر والسعودية بتوفير الغطاء للعملية من خلال لجنة المبادرة العربية التي أعطت الضوء الأخضر لأبي مازن، وتعبيرا عن الكرم العربي فإن اللجنة لم تحدد أجلا للمفاوضات المباشرة، حتى يستمر الإسرائيليون في ملاعبة الفلسطينيين واستدراجهم للثرثرة إلى ما شاء الله
..."
....
إذ حين نكون بصدد احتلال أرض واقتلاع شعب وتشريده أو حصاره ونهب موارده وثرواته، فإننا نصبح بإزاء جريمة كبرى ضد الإنسانية، لا سبيل إلى التهاون أو التصالح مع الفاعلين والشركاء في ارتكابها. وذلك يقع في قفص الاتهام. ويستدعي على الفور أمام محكمة الضمير طرفين أساسيين هما إسرائيل والولايات المتحدة
.....
استطرادا من النقطة الأخيرة فإن إنجاح محاولة اقتلاع الشعب الفلسطيني لم يعد يكفى فيها تعاظم القدرة العسكرية الإسرائيلية والسعي اللحوح لابتلاع الأرض وتغيير جغرافيتها، وإنما بات ذلك يقتضي أيضا إخضاع العالم العربي المحيط أو تدجينه.
وذلك يفسر لنا إجماع الخبراء الصهاينة على اعتبار معاهدة الصلح التي عقدها الرئيس السادات في عام ١٩٧٩ بمثابة "الميلاد الثاني" لإسرائيل، وقولهم إنها تمثل الحدث الذي يعادل في الأهمية التاريخية تأسيس الدولة العبرية في عام 1948.
وخطورة هذه المعاهدة لا تكمن فقط في إخراج مصر القوة العربية الأكبر والأخطر من معادلة الصراع، وإنما تكمن أيضا في استثمارها لصالح تعزيز أمن إسرائيل والدفاع عن مشروعها.
هذه الخلفية تفسر لنا لماذا اعتبر بنيامين بن أليعيزر وزير التجارة الإسرائيلي والجنرال السابق أن القيادة المصرية باتت تمثل "كنزا إستراتيجيا" لإسرائيل؟ ولماذا تمنى الحاخام الأكبر عوفاديا يوسف للرئيس مبارك دوام العافية وطول العمر؟ ولماذا سعت إسرائيل بكل ما تملك من جهد ونفوذ للحفاظ على الوضع القائم في مصر، ولماذا يعلن قادتها بين الحين والآخر أن انسحابها من معاهدة السلام يعد عندهم خطا أحمر ليس مسموحا بتجاوزه، وأنهم سيقاومون ذلك الانسحاب بكل السبل؟ في إشارة ضمنية غير خافية إلى استعداد إسرائيل للدخول في حرب لأجل استمرار العمل بالمعاهدة
....
الحليفان أميركا وإسرائيل يقرران ويتوليان الإنتاج، أما مصر وأقرانها من دول الاعتدال فهم يتولون التنفيذ والإخراج
....
ومشهد العودة إلى المفاوضات المباشرة نموذج طازج يؤيد ذلك الادعاء، فبعد أن قررت واشنطن بالاتفاق مع تل أبيب إجراء مفاوضات غير مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وحددت لذلك مهلة أربعة أشهر، ورغم التصريحات الفلسطينية الرسمية التي شككت في جدوى تلك المفاوضات، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذهب إلى واشنطن، وقرر مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أن المفاوضات غير المباشرة نجحت، ومن ثم يجب الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.
ووجه أوباما خطابا بهذا المعنى إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتضمن الخطاب 12 إنذارا للفلسطينيين بعزلهم وقطع المساعدات عنهم إذا لم يمتثلوا للقرار.
وقامت مصر والسعودية بتوفير الغطاء للعملية من خلال لجنة المبادرة العربية التي أعطت الضوء الأخضر لأبي مازن، وتعبيرا عن الكرم العربي فإن اللجنة لم تحدد أجلا للمفاوضات المباشرة، حتى يستمر الإسرائيليون في ملاعبة الفلسطينيين واستدراجهم للثرثرة إلى ما شاء الله
..."
No comments:
Post a Comment