Wednesday, September 22, 2010

السلطة الفلسطينية وتأييد الاستيطان


A Very Good Analysis by One of My Favorite Palestinian Thinkers
Dr. Abdul-Sattar Qassem

"فوجئ مذيع إحدى المحطات التلفزيونية عندما قلت له في إحدى المقابلات إن السلطة الفلسطينية تؤيد الاستيطان، وإن ما أسمعه في الإعلام لا يعنيني بقدر ما يعنيني ما أراه على الأرض، وكان واضحا أن ترتيب أسئلته قد أصيب بإرباك، واضطر إلى أن يبحث معي في هذا الرأي
....
المعنى أن الساحة العربية ليست ساحة ديمقراطية، والبحث العلمي لا يتمتع بحرية في الوصول إلى المعلومات، والعربي يتعرض لكثير من التضليل والكذب من قادته ومن وسائل الإعلام، وعلى المرء أن يطور قدرات كبيرة من أجل تحصين نفسه من غسيل الدماغ والتشويهات التي يتعرض لها.

لا الإعلام الفلسطيني ولا القيادات الفلسطينية مستثناة من هذه الظاهرة، وأكبر دليل على ذلك أن مختلف الشعارات التي تم رفعها من قبل القيادات عبر حقب متعددة من تاريخ القضية الفلسطينية قد تهاوت، وأن كل الزمجرة والتظاهر بالرجولة التي رافقتها لم تكن سوى فقاعات تلاشت
....
لم تختلف السلطة الفلسطينية في موقفها عبر سنوات طويلة عن الموقف الأميركي الذي طالما ردد بأن الاستيطان يشكل عقبة في طريق السلام، ولم يتطور إلى إجراء عملي يرغم إسرائيل على وقف الاستيطان. الاستيطان استمر في ظل مختلف الحكومات الصهيونية، واستمرت المفاوضات.

ثالثا- أوباما ورّط الجانب الفلسطيني، إذ لم تعلن السلطة الفلسطينية أنها لن تفاوض إلا إذا تم تجميد الاستيطان تماما، إلا بعدما أعلن الرئيس الأميركي أوباما معارضته للاستيطان في خطابه الشهير بجامعة القاهرة، وكأن السلطة أرادت أن تلحق بركب أوباما الذي ظنت أنه سيكون قادرا على وقف الاستيطان، أي أن المسألة كانت عبارة عن انتهاز فرصة حتى لا تبدو السلطة في موقف دون الموقف الأميركي من الاستيطان.

وقد كان رأيي منذ البدء أن أوباما لن يصمد عند أقواله، وأن السلطة الفلسطينية ستعود إلى المفاوضات دون أن يتوقف الاستيطان
.....
لا قيمة لوقف المفاوضات ما دامت الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعتقل الفلسطينيين بسبب علاقتهم بالمقاومة أو بسبب نواياهم، وكل الحديث ضد الاستيطان في مثل هذا الوضع لا يمكن أن يكون مقنعا، خاصة عندما يشاهد المرء أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعمل ضد ما من شأنه أن يقض مضجع المستوطنين
....
السلطة الفلسطينية تقول إنها ضد الاستيطان وهي تملك خيارات للتفاوض، وتشرح بأن خيارها هو الذهاب إلى مجلس الأمن لفك الأزمة.

خيار لا شك أنه ساذج إذا كان حسن النية لأن أميركا تشكل محورا أساسيا في المجلس وهي تملك حق النقض، أي أن الهروب من أميركا إلى مجلس الأمن عبارة عن ارتماء في الحضن الأميركي
.....
وعلى أي حال، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه سيفاوض إن فشلت المفاوضات، وسيفاوض إن فشل الفشل، وسيفاوض إن فشِل فشَل الفشَل، وكبير مفاوضيه كتب أن الحياة مفاوضات.

لم يحصل في التاريخ الإنساني أن أصبحت المفاوضات منهج حياة بدل أن تكون أداة أو آلية إلا لدى فلاسفة السياسة الفلسطينيين.

المعنى أن فلسفة التفاوض الفلسطينية لا تحيد عن استمرار التفاوض، وإذا كان للاستيطان أن يستمر، فإن الفشل لا يعني وقف التفاوض
....
من لا يريد أن يفاوض، عليه أن يقوم بخطوات عملية لإثبات مواقفه مثل: وقف التنسيق الأمني وتغيير التحالفات واستبدال جهات التمويل وتغيير الأوضاع الداخلية بما فيها الوزارة وإدارات المؤسسات وإطلاق يد المقاومة والعودة بالأمور إلى وحدة وطنية فلسطينية على قاعدة التحرير.

أما الحديث ضد الاستيطان ضمن معطيات الهزيمة والخنوع فلا طائل منه ولا جدوى، ولا يعني إلا شيئا واحد هو أن السلطة الفلسطينية تؤيد الاستيطان عمليا وترفضه إعلاميا.
"

No comments: