Tuesday, November 30, 2010

الاخوان المسلمون والرهان الخاسرThe Stupidity of the Muslim Brothers in Egypt


الاخوان المسلمون والرهان الخاسر
راي القدس

"منذ ان رفضت السلطات المصرية الدعوات الداخلية والخارجية التي تطالب باجراء انتخابات حرة ونزيهة بحضور مراقبين دوليين، كان واضحاً انها تريد برلماناً مستأنساً يسيطر عليه نواب الحزب الوطني الحاكم بالكامل. الاقبال الشعبي الضعيف على صناديق الاقتراع عكس المزاج الشعبي العام اللامبالي. فنسبة المشاركة انخفضت الى اقل من عشرة في المئة من مجموع الناخبين المقدر بحوالى اربعين مليون ناخب، وهي نسبة مشاركة متدنية وغير مسبوقة.
المصريون يدركون جيداً ان التزوير هو القاسم المشترك في جميع الانتخابات البرلمانية السابقة، ولذلك لم يتوقعوا مطلقاً ان تكون الانتخابات الاخيرة خروجاً عن هذا العرف.
الحكومة المصرية عقدت العزم على تحطيم كتلة الاخوان المسلمين التي كانت تشكل المعارضة الاكبر في البرلمان السابق، لانها تريد تعبيد الطريق امام عملية التوريث، وتجنب اي منغصات مهما كانت صغيرة يمكن ان تشوش على هذه العملية.
الاخوان المسلمون ارتكبوا خطأ كبيراً عندما رفضوا جميع التحذيرات وقرروا خوض الانتخابات على امل الحفاظ على مقاعدهم في البرلمان، ولكن النظام كان اذكى منهم واكثر حنكة وحصافة، فسهل لهم المشاركة، او بالأحرى لم يعارضها، ليكسب شرعية انتخابية اهلته للاقدام على عملية التزوير باطمئنان كبير.
الاحزاب التي قاطعت الانتخابات على صغرها اثبتت انها تملك رؤية صائبة، واكثر وعياً في قراءة نوايا النظام الحاكم ومخططاته، ولذلك بدت اكثر مصداقية امام مؤيديها وكسبت الكثير من الاحترام دون ان تخسر شيئاً.
نعترف ان عدم فوز مرشحي كتلة الاخوان المسلمين بأي مقعد في الدورة الاولى من الانتخابات كان مفاجأة بالنسبة لنا، فقد توقعنا ان يتقلص عدد مقاعد هذه الكتلة، ولم يخطر في بالنا مطلقاً انها ستخسر جميع مقاعدها دفعة واحدة، وان تنحصر آمالها في الفوز ببضعة مقاعد في انتخابات الاعادة. فقد كان من المفترض ان يتصرف النظام بذكاء ويسمح بفوز الاخوان بعشرات المقاعد في الجولة الاولى ليثبت ان انتخاباته نزيهة وحرة، ولكنه لم يفعل لأنه، وببساطة شديدة، لا يريد معارضة اسلامية او غير اسلامية، وانما معارضة 'ديكورية' يمثلها بعض المستفيدين من النظام، ويمثلون احزاباً ليس لها وجود على ارض الواقع.
النظام مارس التزوير بالأساليب والصور كافة، من خلال عمليات البلطجة، ومنع وكلاء المرشحين من مراقبة العملية الانتخابية، ولهذا شاهدنا بعض الاحزاب المشاركة مثل حزب الكرامة برئاسة السيد حمدين صباحي يعلن الانسحاب من العملية الانتخابية قبل اغلاق صناديق الاقتراع بساعات محدودة.
نتائج الانتخابات المصرية لن تقنع الا بعض السذج، والبرلمان الذي سيتمخض عنها لا يمثل الشعب المصري، بقدر ما يمثل الحزب الحاكم، والمسؤولية هنا تقع على الكتل السياسية المعارضة التي اصرت على المشاركة في انتخابات تعرف انها ستكون مسرحية مكشوفة ومعروفة النتائج مسبقاً.
في البلدان المتحضرة يتصدى النشطاء وقادة الرأي لمثل هذا التزوير باشكال متعددة مثل التظاهر، أو العصيان المدني، أو الاعتصامات الشعبية السلمية، ومن غير المستبعد ان نشهد بعض اعمال الاحتجاج في الشارع المصري في الايام القليلة المقبلة. ففي مصر احتقان كبير، حيث تتفاقم معاناة الشعب المصري من ارتفاع معدلات البطالة، واستفحال الفساد والغلاء الفاحش، وهناك قناعة تتبلور بان هذا الاحتقان في انتظار عود ثقاب، وقد يكون تزوير الانتخابات هو عود الثقاب المنتظر.
"

No comments: