زهير أندراوس
Arabs48.com
"أولاً: لا يمكن لكائنٍ من كان على وجه هذه البسيطة أنْ يُنكر دور الدين في جلب السعادة والاستقرار لمجتمعات وشعوب العالم، وبالمقابل لا يُمكن التغاضي عن أنّ الدين أحيانًا كثيرة كان وما زال السبب الرئيس والمباشر في اندلاع الحروب وحدوث المشاكل في العالم، والسؤال المهم هو ماذا كانت غاية كارل ماركس في وصف الدين بأنّه أفيون الشعوب؟. من ناحية أخرى، فإنّ حالات الإحباط والفقر واليأس والقمع وسيطرة النخب الرجعيّة والديكتاتوريّة على مقاليد السلطة في الدول العربيّة، كفيلة بتحضير التربة الخصبة وتوسيع الحيّز الفارغ، لدخول الحركات الدينية الأصولية إلى المجتمع وإقناع الجمهور العريض، الذي يتعرض للقمع الممركز والمنهجي، بأنّ الدين هو الحل.
ثانيًا: نسوق هذه المقدمة على وقع التفجير الإرهابي الذي تعرضت له الكنيسة القبطية بالإسكندرية، فهذه العملية الإجرامية بحسب جميع المقاييس والمعايير الإنسانية والأخلاقية والدينية والوطنية أعادت قضية التعصب الديني في الشرق الأوسط إلى الواجهة، ووضعت قضية التعرض للمسيحيين العرب في الشرق الأوسط على رأس الأجندة السياسية في العالم العربيّ.
ثالثًا: هناك عدّة أسئلة يجب طرحها بدون رتوش: من سمح لهذا التنظيم الأصولي المتزمت أوْ ذاك بتأجيج الطائفية واللجوء إلى العنف ضدّ الأقباط في مصر والمسيحيين في العراق؟ في مصلحة منْ تصب هذه العمليات الإرهابيّة؟ وأيّ أجندة سياسية تخدم في نهاية المطاف؟ والسؤال الأهم: على ضوء مواصلة تنظيم القاعدة بتهديد المسيحيين في الشرق الأوسط، ماذا ستكون تداعيات وتبعات هذا الأمر على الصعيدين التكتيكي والإستراتيجي؟ بكلمات أخرى، إلى أين سيُوصلنا هذا الوضع؟ ألا تعتقدون أنّ هذه العمليات الإرهابية تفتح الأبواب على مصراعيها أمام القوى المعادية للأمّة، وفي مقدمتها رأس حربة الإمبريالية في العالم، أمريكا، ومن بعدها أوروبا، لانتهاز الفرصة لمواصلة تفتيت الدول والمجتمعات العربيّة تحت مسمى الدفاع عن الأقليّات المسيحية في الشرق، هذا السؤال يتحول إلى جوهري في ظل تنامي ظاهرة تفكك الدول العربيّة، مثل السودان ولبنان واليمن، ناهيك عن العراق الممزق طائفيًا ودينيًا وعشائريًا وإثنيًا.
رابعًا: علينا أنْ نواجه بجرأة واستقامة فكرية التساؤل التالي: هل ارتقت الأمّة العربيّة إلى مستوى الحدث؟ هل واجهت العملية الإجرامية كما يجب لتوجيه رسالة للإرهابيين ومن أرسلهم بأنّ هذه الأعمال مرفوضة جملة وتفصيلاً، وأنّ أكاذيبهم لم تعد تنطلي على أحد؟
خامسًا: الحقيقة المرّة، أننّا وللأسف الشديد فشلنا، فلو جنّدنا قانون نيوتن في عالم الفيزياء القائل إنّه لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الاتجاه، لوجدنا أنّ بيانات الشجب والاستنكار التي صدرت عن فعاليات سياسية ودينية عديدة في الوطن العربيّ هي عمل ايجابي، ولكنّه ليس كافيًا بالمرة، كنّا نتوقع أنْ تعم المظاهرات المنددة بهذا العمل الجبان العواصم العربيّة من المحيط إلى الخليج لتوجيه رسالة حازمة وقاطعة إلى المجرمين بأننّا لا ولن نسمح لهم بتجيير الدين الإسلامي لتحقيق مآربهم البعيدة كل البعد عن الدين وعن مصالح الأمتين العربيّة والإسلامية، ردّة الفعل الجماهيرية على تفجير الكنيسة كان باهتًا للغاية، الأمر الذي قد يدفع هؤلاء المجرمين إلى ارتكاب أعمال إرهابية أخرى ضدّ المسيحيين في الشرق.
سادسًا: هنا المكان وهذا الزمان لإطلاق صرخة مدوية: اليوم يتم استهداف المسيحيين، وغدًا أوْ بعد غد سيتم استهداف العلمانيين من أبناء الأمّة العربيّة، لأنّ القوى الإسلامية المتزمتة تستمد شرعيتها أيضًا من نفي الأخر وحتى تكفيره، وهذه الجماعات والتنظيمات التي تزعم تمسكها بتعاليم الدين الإسلامي تنسى أوْ تتناسى أنّه لا إكراه في الدين.
سابعًا: هناك قضية أخرى ملحة يتحتم علينا أنْ نتطرق إليها بوضوحٍ ونقاءٍ فكري: تصوروا ماذا كان سيحدث لو أنّ مسيحيًا غربيًا من ألمانيا أوْ فرنسا أوٍ بريطانيا نفّذ هجومًا إرهابيًا ضدّ عرب أوْ مسلمين كانوا يؤدون صلاتهم في المسجد؟ لو حدث هذا الأمر، لكنّا أقمنا، وبحق، الدنيا ولم نُقعدها، ولكن لماذا التعامل بمكيالين: لماذا لا نتظاهر ضدّ الإرهاب الذي يُمارس باسم ديننا، في عقر دارنا وضدّ شرائح كبيرة من مجتمعنا، في الوقت الذي تقوم به تنظيمات غربيّة مختلفة ومتنوعة بالتظاهر ضدّ جرائم الاحتلال في العراق وفلسطين؟ لماذا لا نمتلك الجرأة لكي نقول للأعور أعور بعينه؟ حتى متى سنواصل التغاضي عن العنف الذي يقودنا إلى المزيد من التخلف، أوْ الإرهاب الذي يُشوّه صورتنا في العالم، وهي الصورة المشوهة أصلاً، مشوهة قلبًا وقالبًا.
ثامنًا: ذكرنا أنفًا أنّ هناك العديد من الدول العربيّة تعاني حالة من التفكك، ولكي نضع الإصبع على الجرح النازف في محاولة لوقفه نرى من واجبنا التحذير من أنّ مواصلة الإرهاب باسم الدين ضدّ الأقليات المسيحية وغيرها في الشرق الأوسط قد يدفعنا إلى وضعٍ جديدٍ وخطيرٍ للغاية يؤجج حالات تفتيت المجتمعات والدول: فأقباط مصر أكبر الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط وإحدى أقدم هذه الطوائف، ويُقدّر عدد أفراد هذه الطائفة عمومًا بما بين 6 و10 بالمائة من 80 مليون مواطن مصري، وتقول الكنيسة القبطية إنّ عدد أتباعها هو عشرة ملايين شخص. وهم بالمناسبة ليسوا عابري سبيل في مصر أوْ ضيوفًا في هذا البلد، بل هم من سكان الأرض الأصليين، وبالتالي تخيّلوا لو أنّ الأقباط، لا سمح الله، في ظل تنامي العنف ضدّهم وتأجيج الطائفية لديهم من قبل أبناء جلدتهم، قرروا تبني النهج القائل بضرورة إقامة الدولة القبطية في مصر للدفاع عن أنفسهم! تصوروا كيف أنّ عصابة المنافقين الغربيّة ستقوم بدعم هذا التوجه الذي يخدم مصالح الإمبريالية التي تعمل بكل قوة لهدف زرع بذور الفتنة الطائفية وغيرها في العالم العربيّ لصرف الأنظار عن الجرائم التي تنفذها، كما أنّ هذا لنهج يُقدّم خدمة مجانيّة للصهيونية الخبيثة التي لا تألو جهدًا لتمزيق العالم العربيّ.
تاسعًا: يتحتم على الأديان إيجاد السبل لتطوير مبادئها وتعاليمها مع تقدم الحياة والمعرفة والعلوم الإنسانية كي تزاحم وتُوقف نفوذ وتأثير الفكر المادي على الإنسانية، ويجب أنْ لا تكون هذه المبادئ الجديدة مبنية على البرهان الهش مثل ترقيع أوْ ترهيب أوْ خداع أوْ التشجيع على الاستشهاد عبر حروب مقدسة ضد معارضيها، بل يجب أنْ تكون براهين مقنعة وواقعية، تتماشى وتتناسب مع متطلبات الحياة في الوقت الحاضر وتشيع العدالة المطلقة بين البشر بغض النظر عن وجود اختلاف مع الأخر في الدين أوْ العرق أوْ الشكل أوْ الجنس، كذلك يجب أنْ تكون هذه البراهين مفتوحة أمام النقد والبحث والتقصي من قبل العلماء والفلاسفة، وبخلاف ذلك، تصبح مقولة كارل ماركس (الدين أفيون الشعوب) حقيقة واقعية لأيّ دين مهما كان عدد مؤمنيه أوْ عمق فكره أوْ درجة الاستعداد للدفاع والتضحية من أجله.
عاشرًا: على الرغم من الاتهامات بأنّ إسرائيل تخترق السيادة المصرية وتُجنّد العملاء المحليين للتجسس على صنّاع القرار في القاهرة، فإنّ الرئيس مبارك يستقبل بنيامين نتنياهو، في منتجع شرم الشيخ، وهو رئيس الحكومة الأكثر عنصريةً وتطرفًا في العالم، ناهيك عن أنّه تحوّل إلى إنسان منبوذ، لا يثق فيه لا أوباما ولا الاتحاد الأوروبي ولا سلطة عبّاس، وبالتالي لا نفهم لماذا يتطوع مبارك لمنح نتنياهو طوق النجاة ويستقبله في عقر داره وكأنّه المسيح المنتظر؟
Arabs48.com
"أولاً: لا يمكن لكائنٍ من كان على وجه هذه البسيطة أنْ يُنكر دور الدين في جلب السعادة والاستقرار لمجتمعات وشعوب العالم، وبالمقابل لا يُمكن التغاضي عن أنّ الدين أحيانًا كثيرة كان وما زال السبب الرئيس والمباشر في اندلاع الحروب وحدوث المشاكل في العالم، والسؤال المهم هو ماذا كانت غاية كارل ماركس في وصف الدين بأنّه أفيون الشعوب؟. من ناحية أخرى، فإنّ حالات الإحباط والفقر واليأس والقمع وسيطرة النخب الرجعيّة والديكتاتوريّة على مقاليد السلطة في الدول العربيّة، كفيلة بتحضير التربة الخصبة وتوسيع الحيّز الفارغ، لدخول الحركات الدينية الأصولية إلى المجتمع وإقناع الجمهور العريض، الذي يتعرض للقمع الممركز والمنهجي، بأنّ الدين هو الحل.
ثانيًا: نسوق هذه المقدمة على وقع التفجير الإرهابي الذي تعرضت له الكنيسة القبطية بالإسكندرية، فهذه العملية الإجرامية بحسب جميع المقاييس والمعايير الإنسانية والأخلاقية والدينية والوطنية أعادت قضية التعصب الديني في الشرق الأوسط إلى الواجهة، ووضعت قضية التعرض للمسيحيين العرب في الشرق الأوسط على رأس الأجندة السياسية في العالم العربيّ.
ثالثًا: هناك عدّة أسئلة يجب طرحها بدون رتوش: من سمح لهذا التنظيم الأصولي المتزمت أوْ ذاك بتأجيج الطائفية واللجوء إلى العنف ضدّ الأقباط في مصر والمسيحيين في العراق؟ في مصلحة منْ تصب هذه العمليات الإرهابيّة؟ وأيّ أجندة سياسية تخدم في نهاية المطاف؟ والسؤال الأهم: على ضوء مواصلة تنظيم القاعدة بتهديد المسيحيين في الشرق الأوسط، ماذا ستكون تداعيات وتبعات هذا الأمر على الصعيدين التكتيكي والإستراتيجي؟ بكلمات أخرى، إلى أين سيُوصلنا هذا الوضع؟ ألا تعتقدون أنّ هذه العمليات الإرهابية تفتح الأبواب على مصراعيها أمام القوى المعادية للأمّة، وفي مقدمتها رأس حربة الإمبريالية في العالم، أمريكا، ومن بعدها أوروبا، لانتهاز الفرصة لمواصلة تفتيت الدول والمجتمعات العربيّة تحت مسمى الدفاع عن الأقليّات المسيحية في الشرق، هذا السؤال يتحول إلى جوهري في ظل تنامي ظاهرة تفكك الدول العربيّة، مثل السودان ولبنان واليمن، ناهيك عن العراق الممزق طائفيًا ودينيًا وعشائريًا وإثنيًا.
رابعًا: علينا أنْ نواجه بجرأة واستقامة فكرية التساؤل التالي: هل ارتقت الأمّة العربيّة إلى مستوى الحدث؟ هل واجهت العملية الإجرامية كما يجب لتوجيه رسالة للإرهابيين ومن أرسلهم بأنّ هذه الأعمال مرفوضة جملة وتفصيلاً، وأنّ أكاذيبهم لم تعد تنطلي على أحد؟
خامسًا: الحقيقة المرّة، أننّا وللأسف الشديد فشلنا، فلو جنّدنا قانون نيوتن في عالم الفيزياء القائل إنّه لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الاتجاه، لوجدنا أنّ بيانات الشجب والاستنكار التي صدرت عن فعاليات سياسية ودينية عديدة في الوطن العربيّ هي عمل ايجابي، ولكنّه ليس كافيًا بالمرة، كنّا نتوقع أنْ تعم المظاهرات المنددة بهذا العمل الجبان العواصم العربيّة من المحيط إلى الخليج لتوجيه رسالة حازمة وقاطعة إلى المجرمين بأننّا لا ولن نسمح لهم بتجيير الدين الإسلامي لتحقيق مآربهم البعيدة كل البعد عن الدين وعن مصالح الأمتين العربيّة والإسلامية، ردّة الفعل الجماهيرية على تفجير الكنيسة كان باهتًا للغاية، الأمر الذي قد يدفع هؤلاء المجرمين إلى ارتكاب أعمال إرهابية أخرى ضدّ المسيحيين في الشرق.
سادسًا: هنا المكان وهذا الزمان لإطلاق صرخة مدوية: اليوم يتم استهداف المسيحيين، وغدًا أوْ بعد غد سيتم استهداف العلمانيين من أبناء الأمّة العربيّة، لأنّ القوى الإسلامية المتزمتة تستمد شرعيتها أيضًا من نفي الأخر وحتى تكفيره، وهذه الجماعات والتنظيمات التي تزعم تمسكها بتعاليم الدين الإسلامي تنسى أوْ تتناسى أنّه لا إكراه في الدين.
سابعًا: هناك قضية أخرى ملحة يتحتم علينا أنْ نتطرق إليها بوضوحٍ ونقاءٍ فكري: تصوروا ماذا كان سيحدث لو أنّ مسيحيًا غربيًا من ألمانيا أوْ فرنسا أوٍ بريطانيا نفّذ هجومًا إرهابيًا ضدّ عرب أوْ مسلمين كانوا يؤدون صلاتهم في المسجد؟ لو حدث هذا الأمر، لكنّا أقمنا، وبحق، الدنيا ولم نُقعدها، ولكن لماذا التعامل بمكيالين: لماذا لا نتظاهر ضدّ الإرهاب الذي يُمارس باسم ديننا، في عقر دارنا وضدّ شرائح كبيرة من مجتمعنا، في الوقت الذي تقوم به تنظيمات غربيّة مختلفة ومتنوعة بالتظاهر ضدّ جرائم الاحتلال في العراق وفلسطين؟ لماذا لا نمتلك الجرأة لكي نقول للأعور أعور بعينه؟ حتى متى سنواصل التغاضي عن العنف الذي يقودنا إلى المزيد من التخلف، أوْ الإرهاب الذي يُشوّه صورتنا في العالم، وهي الصورة المشوهة أصلاً، مشوهة قلبًا وقالبًا.
ثامنًا: ذكرنا أنفًا أنّ هناك العديد من الدول العربيّة تعاني حالة من التفكك، ولكي نضع الإصبع على الجرح النازف في محاولة لوقفه نرى من واجبنا التحذير من أنّ مواصلة الإرهاب باسم الدين ضدّ الأقليات المسيحية وغيرها في الشرق الأوسط قد يدفعنا إلى وضعٍ جديدٍ وخطيرٍ للغاية يؤجج حالات تفتيت المجتمعات والدول: فأقباط مصر أكبر الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط وإحدى أقدم هذه الطوائف، ويُقدّر عدد أفراد هذه الطائفة عمومًا بما بين 6 و10 بالمائة من 80 مليون مواطن مصري، وتقول الكنيسة القبطية إنّ عدد أتباعها هو عشرة ملايين شخص. وهم بالمناسبة ليسوا عابري سبيل في مصر أوْ ضيوفًا في هذا البلد، بل هم من سكان الأرض الأصليين، وبالتالي تخيّلوا لو أنّ الأقباط، لا سمح الله، في ظل تنامي العنف ضدّهم وتأجيج الطائفية لديهم من قبل أبناء جلدتهم، قرروا تبني النهج القائل بضرورة إقامة الدولة القبطية في مصر للدفاع عن أنفسهم! تصوروا كيف أنّ عصابة المنافقين الغربيّة ستقوم بدعم هذا التوجه الذي يخدم مصالح الإمبريالية التي تعمل بكل قوة لهدف زرع بذور الفتنة الطائفية وغيرها في العالم العربيّ لصرف الأنظار عن الجرائم التي تنفذها، كما أنّ هذا لنهج يُقدّم خدمة مجانيّة للصهيونية الخبيثة التي لا تألو جهدًا لتمزيق العالم العربيّ.
تاسعًا: يتحتم على الأديان إيجاد السبل لتطوير مبادئها وتعاليمها مع تقدم الحياة والمعرفة والعلوم الإنسانية كي تزاحم وتُوقف نفوذ وتأثير الفكر المادي على الإنسانية، ويجب أنْ لا تكون هذه المبادئ الجديدة مبنية على البرهان الهش مثل ترقيع أوْ ترهيب أوْ خداع أوْ التشجيع على الاستشهاد عبر حروب مقدسة ضد معارضيها، بل يجب أنْ تكون براهين مقنعة وواقعية، تتماشى وتتناسب مع متطلبات الحياة في الوقت الحاضر وتشيع العدالة المطلقة بين البشر بغض النظر عن وجود اختلاف مع الأخر في الدين أوْ العرق أوْ الشكل أوْ الجنس، كذلك يجب أنْ تكون هذه البراهين مفتوحة أمام النقد والبحث والتقصي من قبل العلماء والفلاسفة، وبخلاف ذلك، تصبح مقولة كارل ماركس (الدين أفيون الشعوب) حقيقة واقعية لأيّ دين مهما كان عدد مؤمنيه أوْ عمق فكره أوْ درجة الاستعداد للدفاع والتضحية من أجله.
عاشرًا: على الرغم من الاتهامات بأنّ إسرائيل تخترق السيادة المصرية وتُجنّد العملاء المحليين للتجسس على صنّاع القرار في القاهرة، فإنّ الرئيس مبارك يستقبل بنيامين نتنياهو، في منتجع شرم الشيخ، وهو رئيس الحكومة الأكثر عنصريةً وتطرفًا في العالم، ناهيك عن أنّه تحوّل إلى إنسان منبوذ، لا يثق فيه لا أوباما ولا الاتحاد الأوروبي ولا سلطة عبّاس، وبالتالي لا نفهم لماذا يتطوع مبارك لمنح نتنياهو طوق النجاة ويستقبله في عقر داره وكأنّه المسيح المنتظر؟
No comments:
Post a Comment