تراجع مفاجئ للرئيس عباس
رأي القدس
"بذهاب وفدها الى العاصمة الاردنية عمان والمشاركة في مفاوضات مباشرة مع وفد اسرائيلي ودون ان تتحقق شروطها في وقف الاستيطان، تؤكد السلطة الفلسطينية مجددا على عدم مصداقيتها، وتخليها عن مواقفها التي ادعت فيها انها على ابواب تغييرات ستغير مجرى التاريخ في المنطقة العربية، مثلما هدد السيد نبيل ابو ردينة المتحدث باسمها، واعتقدنا والكثير مثلنا، اننا امام عودة فلسطينية الى الثوابت بعد انهيار كل الرهانات على عملية السلام وحل الدولتين.
لا نفهم لماذا يقبل الرئيس محمود عباس الدعوة للعودة الى المفاوضات في ظل تغول الاستيطان وبناء آلاف الوحدات السكنية في الضفة والقدس المحتلتين، وهو الذي رفض استئناف المفاوضات عندما كانت اسرائيل تخطط لبناء عشرات الوحدات السكنية فقط، وكيف يبرر هذا التراجع المهين الذي يضرب ما تبقى له من مصداقية لدى ابناء الشعب الفلسطيني ودون اي ثمن مسبق.
الرئيس عباس ذهب الى مفاوضات المصالحة مع حركة 'حماس' على اساس انه ادرك مدى عبثية المفاوضات، وكرد على الاهانات الامريكية والاسرائيلية التي تمثلت في افشال مساعيه، وبشكل استفزازي، للحصول على اعتراف رمزي بدولة فلسطين في الامم المتحدة. فكيف سيواجه شركاءه في هذه المصالحة، وكيف سيثقون باقواله ومواقفه في المستقبل؟
العودة الى المفاوضات وبهذه الطريقة لن ينسف اتفاق المصالحة فقط، وانما سيخلق خلافات وانقسامات جديدة مع شركاء الرئيس عباس في منظمة التحرير الفلسطينية نفسها، الذين فوجئوا بهذا القرار وادانوه جميعا دون اي استثناء.
الشعوب العربية جميعا تنظر باستغراب شديد الى حالة الهوان التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وعدم ثورته ضد الاحتلال وسلطته معا، في ظل تغول الاستيطان، وانعدام الحد الادنى من المقاومة السلمية والمسلحة في الوقت نفسه، في وقت لم تبخل هذه الشعوب بتقديم الدماء والارواح من اجل الاطاحة بانظمة ديكتاتورية قمعية فاسدة.
الدكتور صائب عريقات الذي من المفترض ان يكون قد استقال من منصبه ككبير للمفاوضين، مثلما اعلن ذلك بنفسه اثناء الكشف عن وثائق المفاوضات بعد تسريبها من مكتبه، هو الذي يقود الوفد الفلسطيني في لقاءات عمان، وبرر هذه المشاركة بالقول ان اللجنة الرباعية تريد التعرف على موقفي الطرفين، الفلسطيني والاسرائيلي، تجاه ملفات عالقة مثل الحدود والامن، فهل اللجنة الرباعية التي اشرفت على مفاوضات استمرت اكثر من 17 عاما لا تعرف مواقف الطرفين في هذا الصدد؟
لماذا هذا الاستغباء للشعب الفلسطيني، والتعاطي معه كشعب قاصر يمكن الضحك عليه ببعض الجمل والصيغ الكلامية المهينة والمضللة؟
السلطة الفلسطينية اكدت مجددا انها اضعف من ان تتمسك باي موقف، وان وجهة النظر الاسرائيلية التي تراهن دائما على تراجعها دون ثمن هي وجهة نظر صحيحة تماما، فالشروط الفلسطينية تذوب وتتلاشى مثل قطعة زبدة على صفيح ساخن بمجرد ان تمارس الولايات المتحدة ضغوطها، ومعظمها متعلق بالاموال المخصصة للمساعدات.
ايقاف واشنطن للمساعدات المالية، والاصرار فقط على حصرها في تمويل الاجهزة الامنية التي تحمي امن اسرائيل ومستوطنيها، ومعارضة المصالحة الفلسطينية بقوة من قبل اسرائيل كلها عوامل ادت الى هذه العودة الفلسطينية المذلة للمفاوضات.
بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل خير الرئيس عباس بين المفاوضات مع اسرائيل والسلام معها، او المصالحة مع حركة 'حماس'، ويبدو من خلال العودة الى المفاوضات بالطريقة التي شاهدناها ان الرئيس عباس قرر اختيار اسرائيل والمفاوضات معها، وهذا امر مؤسف بكل المقاييس.
"
رأي القدس
"بذهاب وفدها الى العاصمة الاردنية عمان والمشاركة في مفاوضات مباشرة مع وفد اسرائيلي ودون ان تتحقق شروطها في وقف الاستيطان، تؤكد السلطة الفلسطينية مجددا على عدم مصداقيتها، وتخليها عن مواقفها التي ادعت فيها انها على ابواب تغييرات ستغير مجرى التاريخ في المنطقة العربية، مثلما هدد السيد نبيل ابو ردينة المتحدث باسمها، واعتقدنا والكثير مثلنا، اننا امام عودة فلسطينية الى الثوابت بعد انهيار كل الرهانات على عملية السلام وحل الدولتين.
لا نفهم لماذا يقبل الرئيس محمود عباس الدعوة للعودة الى المفاوضات في ظل تغول الاستيطان وبناء آلاف الوحدات السكنية في الضفة والقدس المحتلتين، وهو الذي رفض استئناف المفاوضات عندما كانت اسرائيل تخطط لبناء عشرات الوحدات السكنية فقط، وكيف يبرر هذا التراجع المهين الذي يضرب ما تبقى له من مصداقية لدى ابناء الشعب الفلسطيني ودون اي ثمن مسبق.
الرئيس عباس ذهب الى مفاوضات المصالحة مع حركة 'حماس' على اساس انه ادرك مدى عبثية المفاوضات، وكرد على الاهانات الامريكية والاسرائيلية التي تمثلت في افشال مساعيه، وبشكل استفزازي، للحصول على اعتراف رمزي بدولة فلسطين في الامم المتحدة. فكيف سيواجه شركاءه في هذه المصالحة، وكيف سيثقون باقواله ومواقفه في المستقبل؟
العودة الى المفاوضات وبهذه الطريقة لن ينسف اتفاق المصالحة فقط، وانما سيخلق خلافات وانقسامات جديدة مع شركاء الرئيس عباس في منظمة التحرير الفلسطينية نفسها، الذين فوجئوا بهذا القرار وادانوه جميعا دون اي استثناء.
الشعوب العربية جميعا تنظر باستغراب شديد الى حالة الهوان التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وعدم ثورته ضد الاحتلال وسلطته معا، في ظل تغول الاستيطان، وانعدام الحد الادنى من المقاومة السلمية والمسلحة في الوقت نفسه، في وقت لم تبخل هذه الشعوب بتقديم الدماء والارواح من اجل الاطاحة بانظمة ديكتاتورية قمعية فاسدة.
الدكتور صائب عريقات الذي من المفترض ان يكون قد استقال من منصبه ككبير للمفاوضين، مثلما اعلن ذلك بنفسه اثناء الكشف عن وثائق المفاوضات بعد تسريبها من مكتبه، هو الذي يقود الوفد الفلسطيني في لقاءات عمان، وبرر هذه المشاركة بالقول ان اللجنة الرباعية تريد التعرف على موقفي الطرفين، الفلسطيني والاسرائيلي، تجاه ملفات عالقة مثل الحدود والامن، فهل اللجنة الرباعية التي اشرفت على مفاوضات استمرت اكثر من 17 عاما لا تعرف مواقف الطرفين في هذا الصدد؟
لماذا هذا الاستغباء للشعب الفلسطيني، والتعاطي معه كشعب قاصر يمكن الضحك عليه ببعض الجمل والصيغ الكلامية المهينة والمضللة؟
السلطة الفلسطينية اكدت مجددا انها اضعف من ان تتمسك باي موقف، وان وجهة النظر الاسرائيلية التي تراهن دائما على تراجعها دون ثمن هي وجهة نظر صحيحة تماما، فالشروط الفلسطينية تذوب وتتلاشى مثل قطعة زبدة على صفيح ساخن بمجرد ان تمارس الولايات المتحدة ضغوطها، ومعظمها متعلق بالاموال المخصصة للمساعدات.
ايقاف واشنطن للمساعدات المالية، والاصرار فقط على حصرها في تمويل الاجهزة الامنية التي تحمي امن اسرائيل ومستوطنيها، ومعارضة المصالحة الفلسطينية بقوة من قبل اسرائيل كلها عوامل ادت الى هذه العودة الفلسطينية المذلة للمفاوضات.
بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل خير الرئيس عباس بين المفاوضات مع اسرائيل والسلام معها، او المصالحة مع حركة 'حماس'، ويبدو من خلال العودة الى المفاوضات بالطريقة التي شاهدناها ان الرئيس عباس قرر اختيار اسرائيل والمفاوضات معها، وهذا امر مؤسف بكل المقاييس.
"
No comments:
Post a Comment