Sunday, July 1, 2012

محمد مرسي خطابات من دون أخطاء سياسية


Azmi Bishara
1 يوليو 2012

"تشكل كلمات وخطابات محمد مرسي من انتخابه رئيسا لمصر فاتحة مثيرة للتفائل لعهد جديد، ليس لمصر فحسب. فالعالم العربي يتطلع الى النموذج المصري الذي يفترض ان يقود التحول نحو الديمقراطية عربيا.

كما تشكل خطاباته الخالية من الأخطاء السياسية حتى الآن تحولا هاما في النهج العملي التطبيقي للتيار الإسلامي.والتزام مرسي العلني بالديمقراطية، لا تقل عنه أهمية التزام مشايخ الأزهر في كلماتهم لدى استقبالهم له. وهذا الالتزام هو الاساس في مرحلة التحول الديمقراطي.

الامتحان الآن هو امتحان الالتزام العملي بالخطاب السياسي الديمراطي.

وكل الظروف مؤاتية لكي يلتزم الرئيس المصري بما وعد. فلديه شرعية ثورية وشرعية ديمقراطية. وهذا ما لم يتمتع به رئيس لمصر من قبله. إنها مفارقة تاريخية، يفترض أن يتمعن فيها الجميع، أن نسبه 52% أقوى واكثر شرعية بما لا يقاس من 99%. كما أن لدى الرئيس في مصر دولة راسخة لا يهز كيانها الانقسام السياسي والتعدد. وقد قابله حال انتخابه ترحيب دولي، فهنالك إجماع على منحه فرصة.

مصر وتونس هما دولتا النموذج الثوري المتوفرتان حاليا لحسن "الحظ"، وهما ايضا المكان الذي سوف يتحول فيه التيار السياسي الإسلامي، فليس لديه بديل عن الديمقراطية ( ذات المبادئ المعرّفة العروفة التي لا جدوى من محاولة اختراعها من جديد) والمواطنة المتساوية.

وفيما يتعلق بمبادئ الديمقراطية بالذات يمكن للرئيس المنتخب الاعتماد على دعم مؤيديه ومعارضيه. ويسهل على رئيس ذي قاعدة شعبية إسلامية أن يحقق استقلال القضاء، والمساواة الكاملة للأقباط، المواطنية الكاملة وأيضا حقوق المرأة. فلو لم يفز لكانت المعارضة لمثل هذه الخطوات (لو حصلت) لتأتي من معسكره، أما اذا قام معسكره بالتطبيق فسوف يتشكّل إجماع مصري حقيقي.

ومن المفضل ان يظهر الرئيس مرسي ذلك فورا في تعيينات نائبة أو نوابه، وفي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، التي يفضل في هذه المرحلة ان تكون حكومة وحدة تيارات سياسية ثورية (بمن في ذلك الإخوان والتيارات القومية والوطنية اللبرالية واليسارية)، وليس حكومة تكنوقراط. كما يفترض ان يبرز دور الشباب الذين صنعوا الثورة على مستوى القرار الحكومي.
نحن على مشارف مرحلة مصيرية، و"يا بخت" من شارك ويشارك في رسم معالمها، وإرساء دعائمها.

سوف تكون النتيجة حصيلة تفاعل السلطة التنفيذية بقيادة الرئيس المنتخب والجيش والشارع السياسي المصري الحي... وسوف يفرز دستورا وانتخابات لمجلس الشعب بعد إعداد الدستور. ويبدأ فيه عهد جديد بعد ذلك، يعود فيه الجيش إلى ممارسة الدفاع عن الوطن ويخلي الساحة السياسية، ويبقى التفاعل السياسي بين الرئيس والبرلمان والقضاء والمجتمع المصري.

المهم أن الروح السائدة في مصر هي روح إيجابية، ورح تفاؤل.
"

No comments: