Wednesday, July 4, 2012

عرفات.. من قتل ومن تواطأ وماذا بعد؟


"....
من هنا، فإن الأهم من ذلك كله هو فضح المتواطئين مع الجريمة، وهم بكل وضوح قادة السلطة الحاليين، وفي مقدمتهم الرئيس نفسه، لأنهم كانوا يعلمون أن جريمة قد وقعت، ومع ذلك لم يبادروا إلى فعل شيء، لأن كل ما كان يعنيهم هو وراثة الرجل وليس شيئا آخر، وهم حين اختلفوا فيما بينهم لم يتطرقوا إلى الجريمة (وأقله التستر عليها) لأنهم شركاء فيها أو في التستر عليها. ألم يكونوا هم الذين حاولوا التخلص من الرجل عبر انقلاب عسكري قبل ذلك بعام، وكان بطل الانقلاب هو محمد دحلان بالتواطؤ مع محمود عباس؟!

ليس لدينا ما نضيفه للتحقيق الذي نشرته الجزيرة، فقد شاهده الجميع، ولكننا نتحدث عن الموقف
الفلسطيني، وهنا ينبغي أن يكون السؤال الأهم هو المتعلق بردة فعل حركة فتح على وجه التحديد، والتي تقف الآن بقضها وقضيضها مع محمود عباس وتعادي كل من يتجرأ عليه، كما حصل مع محمد دحلان، وتاليا مع محمد رشيد أو خالد سلام.

الآن، ينبغي على قادة فتح وكوادرها أن يقفوا وقفة صدق مع أنفسهم. وقفة صدق تستبعد روح القبيلة التي تتلبسهم طوال الوقت، فالذي يهيمن اليوم على الحركة والمنظمة والسلطة كان متواطئا في قتل ياسر عرفات، وهو جاء بإرادة العدو، ولا يمكن أن يكون أمينا على مسار القضية.

ولا قيمة هنا للقول إن لم يتنازل، لاسيما بعد أن أثبتت وثائق التفاوض أنه ذهب بعيدا في التنازلات، لكن الطرف الصهيوني هو الذي رفض عروض مفاوضيه المغرية. كما أن تغييب القضية في مسارات عبثية تحمي أمن الاحتلال وتتمسك بسلطة تعمل لمصلحته هو تآمر على قضية فلسطين حتى لو لم يتورط في توقيع مباشر لا يستطيعه في مواجهة الشعب الفلسطيني.

هل نأمل في شيء كهذا؟ هل نأمل في حراك داخل فتح يبعد هذا الرجل ومن يدورون في فلكه، ويستعيد روح فتح كحركة تحرر، وليس كحزب سلطة تابعة للاحتلال؟!

إن الأزمة مع حركة حماس لا ينبغي أن تعمي هؤلاء عن حقيقة الأزمة التي تعيشها القضية تحت قيادة من تواطئوا مع قتلة ياسر عرفات، وحرفوا مسار القضية نحو خيارات عبثية، وها هم يريدون العودة للتفاوض دون أي أفق؛ وفي ظل استمرار الاستيطان والتهويد.
"

No comments: