Sunday, December 2, 2012

وحدة شعب فلسطين



"......
فصل المستوى السياسي عن المقاومة
لقد دفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا نتيجة دمج القيادة السياسية وقيادة المقاومة، وتمت ملاحقة القيادات في كل مكان ما أدى إلى بلبلة في الساحة الفلسطينية. وفق الدروس التي تعلمناها من الحروب الثلاث السابقة، من المفروض أن تبتعد القيادات السياسية عن المقاومة لكي تبقى قادرة على الاستمرار في العمل، وأن تتأسس قيادة سرية للمقاومة تمارس عملها سرا في مكان سري في هذا العالم. ثبت أن السرية والتحصين الأمني يشكلان عصب نجاح المقاومة، والبناء على التجربة يشكل عاملا أساسيا في استمرار النجاح.
 
برهنت غزة عام 2008/2009 أنها كانت قادرة على تحسين أدائها المقاوم، واستطاعت بإمكانات قليلة إفشال حرب إسرائيل التي دامت 22 يوما. وواضح أنها استفادت من تجربتها في حرب 2012 فقرر الاحتلال ألا يتمادى في الحرب، واختصر الزمن إلى ثمانية أيام.
 
ميزان القوى في المنطقة العربية الإسلامية قد تغير الآن، ولم تعد إسرائيل قادرة على القيام بما كانت تقوم به من ضربات عسكرية، ولا الولايات المتحدة
ميزان القوى الجديد
دارت كل العملية التفاوضية التي دخلها الفلسطينيون ومعهم الأنظمة العربية ضمن ميزان قوى منحاز تماما لصالح إسرائيل. وحسب تبرير قادة فلسطين والعرب، دفع الضعف العرب للاستجداء، والتوهم بأن أميركا قد تقرر إقامة العدالة في المنطقة.
 
ميزان القوى في المنطقة العربية الإسلامية قد تغير الآن، ولم تعد إسرائيل قادرة على القيام بما كانت تقوم به من ضربات عسكرية، ولا الولايات المتحدة. إسرائيل تجري مناورات الآن على كيفية حماية جبهتها الداخلية، وعلى كيفية طرد قوات عربية من مراكزها السكانية. ذلك الميزان قد انتهى، والآن هناك ميزان جديد صنعته المقاومة اللبنانية والفلسطينية.
 
ما كان يصلح في الزمن الغابر لم يعد صالحا، والاستمرار في تغييب الذات اعتمادا على ما يمكن أن يمن به الآخرون على العرب لا يجدي نفعا. ولهذا من الضروري أن تعترف السلطة في رام الله أن ما كان لم يعد كائنا، وأن التكيف مع قوة المقاومة فضيلة تسرّع من تحقيق وحدة شعب فلسطين."

No comments: