إسطنبول- الأناضول: اعتبر قائد الجيش السوري الحر، رياض الأسعد، أن “أي ضربة للتحالف الدولي، لا توجه إلى النظام أولاً، هي ضد الثورة، وضد الشعب السوري”، وذلك في معرض تعليقه على بدء قوات التحالف توجيه ضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
جاء ذلك في تصريحات، أدلى بها الأسعد لمراسل الأناضول الأربعاء، لفت فيها إلى أن “الضربات الجوية الأمريكية وحلفائها العرب، التي بدأت الثلاثاء، ماهي إلا لدعم النظام، وإعطائه فرصة لتحقيق تقدم على بعض الجبهات، حيث لم يرى من هذه الضربات، إلا مزيدا من الدمار والقتل للاطفال والنساء”.
واستدل الأسعد على كلامه “بمقتل نحو 17 طفلاً وامرأة في قرية (كفردريان) في ريف إدلب الشمالي”، موضحا أن “هذه الضربات، لم يشهد منها، إلا تدمير البنية التحتية، التي لم يستطع النظام تدميرها، حيث تدمر الضربات شبكة الكهرباء، والهاتف النقال، وصوامع الحبوب، والمشافي، والمباني السكنية، التي لا يوجد فيها إلا المدنيون”.
من جهة أخرى، شكك الأسعد “بجدوى العمليات العسكرية ضد هذا التنظيم، فمن خلال تجربة العراق لمدة عشر سنوات، ضربت الولايات المتحدة التنظيم بكل ما تملك من قوة، وكان لديها أكثر من مئة وخمسين ألف جندي، بالاضافة الى استخدام الطيران بكافة أنواعه، ولم تستطع القضاء عليه”.
وأضاف أيضا “أمريكا فشلت على الرغم من أن التنظيم كان يتكون من بضع مئات فقط، فكيف اليوم، وقد أصبح تعداد منتسبيه عشرات الآلاف، لذا فإن الجيش الحر يجد في هذه الضربات مزيدا من التدمير للبنية التحتية، وفسح المجال لتقدم النظام”.
كما نفى الأسعد “وجود قدرة لدى الفصائل، التي يعتمد عليها التحالف من قوى معارضة معتدلة كما يسميها، وحصر الدعم فيها، من أجل تحقيق أي تقدم، لأنها سابقا لم تستطع ملء هذا الفراغ، كما أن هذه القوى لا تملك مشروعا وطنيا، بل تنفذ أجندات دول، مما سيؤدي بالأمر إلى مزيد من الفوضى”.
وفي نفس الإطار، وجد الأسعد أن “الوضع العسكري الراهن على الارض خطير جدا، في ظل التصنيف الذي فرض على القوى العسكرية، مما أدى الى ردات فعل غير ايجابية، ليست لصالح الثورة، وهذا ما حدث في بعض المواقع، استطاع النظام بسبب ذلك تحقيق بعض التقدم”.
وعزا ذلك إلى “مصادرة القرار الوطني من قبل البعض، وتجييره لصالح أجندات اصبحوا رهنا لها، بسبب الحصول على الدعم المشروط”، مشددا على أنه “لا يمكن أن ينجح أي مشروع لا يكون هدفه الاول إسقاط النظام، لأن النظام هو رأس الارهاب وأساسه”.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قد قالت إن 24 مدنيا قضوا في البلاد أمس الثلاثاء، في حصيلة اليوم الأول من عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، في تقرير صدر عنها اليوم، من بينهم 5 أطفال، و5 نساء، في عدد من المناطق.
وقد بدأت الولايات المتحدة ودول أعضاء في التحالف الدولي فجر الثلاثاء، شن هجمات على تنظيم “داعش” في سوريا، وأعلنت كل من الأردن الإمارات والبحرين والسعودية مشاركتها في الضربات الجوية ضد أهداف التنظيم.
وفي تصريح مكتوب لها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جنيفر ساكي، أمس، إن بلادها حذرت النظام السوري من الاشتباك مع الطيران الأمريكي إذا ما قام بمطاردة داعش داخل الأراضي السورية.
No comments:
Post a Comment