Tuesday, September 23, 2014




عزا مدير معهد تونس للسياسة أحمد إدريس غلبة العنف على إدارة الصراعات في مرحلة ما بعد الثورة في دول الربيع العربي إلى غياب الحوار بين الأطراف السياسية، مشيرا إلى أن تونس نجت من هذا المسار بلجوئها إلى الحوار بوصفه الضامن الوحيد للانتقال إلى الديمقراطية.
وأكد في حلقة الاثنين (22/9/2014) من برنامج "الواقع العربي" أن جميع بلدان الربيع العربي أخفقت في استخدام الحرية مما أدى إلى غلبة العنف على إدارة المراحل التي أعقبت سقوط الأنظمة القمعية، ملمحا في الوقت نفسه إلى أن الأطراف السياسية التي تمكنت من السلطة عقب الثورات خافت من الحرية.
وقال إدريس "جزء هام من غلبة العنف يفسر بالثورة المضادة كما هو الحال في مصر واليمن"، مشددا على دور الثورة المضادة في خلق العنف مما يؤدي إلى عودة الأمور لما قبل الثورات.
وأضاف أن الثورة المضادة تقوم على خلق المقارنات مع حالة الاستقرار الذي كان سائدا قبل اندلاع الثورات، واستغلال حنين المواطنين إلى الماضي في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار.
"أحمد إدريس:الطرف العسكري تدخل لإرجاع البلاد لأوضاع ما قبل الثورة وانتصر على مبادئ الحوار والسياسة بشكل عام"
تجربة تونس
وعن أسباب نجاح الحالة التونسية في تجنب العنف، أكد إدريس أن السبب الرئيسي يتمثل في اللجوء للحوار بين الأطراف السياسية، وتنازل الأطراف القوية وقبولها بالرجوع خطوات إلى الوراء وقت مرور البلاد بأزمات خانقة كان بالإمكان أن يؤديا إلى اندلاع العنف.
وقال مدير معهد تونس للسياسة "هذا يعود إلى الشخصية التونسية التي تقبل الحوار وتميل إلى التنازل وتعمل حسابا للمستقبل وتخاف من خوض مغامرات قد تؤدي إلى الكوارث، وهي صفات غابت في الأمثلة الأخرى من بلدان الربيع العربي".
وبشأن الحالة المصرية، أشار إدريس إلى أن "الطرف العسكري تدخل لإرجاع البلاد لأوضاع ما قبل الثورة وانتصر على مبادئ الحوار والسياسة بشكل عام".
وفيما يتعلق بليبيا وسوريا، شدد على أن تصادم القوى ورفض الأنظمة لمبدأ الانتقال السلمي للسلطة ومبدأ التعبير عن الرأي سلميا، دفع بالأطراف الأخرى إلى اللجوء إلى العنف.
تغيير الثقافة
وقال إدريس إن البلدان العربية ستحتاج إلى عشرات السنين لتغيير ثقافة تغليب العنف على اللجوء إلى الحوار، مؤكدا أن الحرية وقبول الآخر من ركائز الديمقراطية، في حين تشهد الفترة الحالية تصارعا لإقصاء الآخر.
وأضاف "لا يمكن تعويض الديمقراطية بطرق أخرى مهما كانت الأثمان التي تدفع اليوم باهظة (..) وانعدام الاستقرار والدماء التي تسيل في مختلف الأقطار العربية تمهد لمستقبل أفضل".
وتوقع إدريس استمرار غلبة العنف إلى بضع سنوات قادمة حتى تتغير طريقة فكر بعض القوى السياسية.

No comments: