شهد اليمن أمس تطوّرات خطيرة، ولن تكون تبعاتها العربية والإقليمية أقل خطراً من تبعاتها المحلية، وحصل ذلك على الأرض من خلال ما تبدى على انه انهيار كامل للدولة على النحو التالي:
بعد قصف شديد على محيط مقر المنطقة العسكرية السادسة قامت قيادة القوات فيها بتسليمها لمسلحي جماعة الحوثي.
اقتحم المسلحون الحوثيون مقر رئاسة الوزراء وعلى إثر ذلك قدّم رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه استقالته للرئيس عبد ربه منصور هادي.
سيطر المتمردون على إذاعة صنعاء.
اقتحم المسلحون مقرّ «جامعة الإيمان» التي يرأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني، وهي المقرّ الرئيسي لحزب التجمع اليمني للإصلاح.
اقتحام مقر القيادة العليا للقوات المسلحة ومقر التوجيه المعنوي للجيش.
ورغم أن هذه التطورات تمت نسبتها الى حركة الحوثي، فإن تتابع سلسلة الإنهيارات يؤشر إلى أن العملية الجارية في اليمن أكبر من الجماعة المذكورة بالتأكيد، فالاستسلامات المتتالية لقطعات الجيش وانسحاباتها من مواقع القيادة والسيطرة والإعلام، يدلّ على أن هذا التحرّك جزء من مخطّط محلّي وإقليمي أكبر من الحوثيين، ويجمع ضمن أطرافه خلطة غريبة تتداخل فيها أصابع دول خليجية وإيران والرئيس السابق علي عبد الله صالح، بل إن البعض يلمّح الى مسؤولية ما للرئيس اليمني الحالي نفسه في المآل الذي آلت اليه الأمور.
يمكن اعتبار السيناريو الجاري إعادة تكرير لوصفة سعودية – إماراتية يتمّ تطبيقها على الساحات العربية كافة، أشعل فتيلها نجاح الانقلاب العسكري في مصر ضد الرئيس محمد مرسي في 3 تموز/يوليو 2013، ورغم أن عنوانها المعلن هو ضرب جماعة «الإخوان المسلمين»، فإن هدفها الأكبر يتجاوز ذلك ليصل الى هدف تصفية آثار الثورات العربية، وإعادة عقارب الساعة العربية الى ما قبل 2010.
كانت السعودية قد طلبت من قيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون في اليمن) تأييد الانقلاب العسكري في مصر ولكن حزب الإصلاح رفض ذلك وكانت تلك إشارة لبدء تحالف بين القوات العسكرية الموالية لعلي عبد الله صالح، والتي يقودها سنان الغولي، أمين عام محافظة عمران والقيادي في حزب «المؤتمر» الذي يرأسه صالح، وجماعة الحوثيين، بحيث اجتمع تحت سقف واحد الموالون للسعودية مع الموالين لإيران لإنجاز الثورة اليمنية المضادة.
والحال أن القيادات العسكرية التي أيّدت الثورة اليمنية، وبينها مستشار الرئيس اليمني منصور، اللواء علي محسن الأحمر، أكبر القادة العسكريين الذين ناهضوا علي عبد الله صالح، هي نفسها التي تواجه الثورة المضادة، وبالتالي فإن القضاء عليها، او تحجيمها، لا يعني ضرب الإخوان المسلمين في اليمن فحسب بل القضاء على الثورة نفسها.
اللعبة العسكرية والسياسية الكبرى الحاصلة ستكون لها عواقب خطيرة لأنها تجمع بين أنصار وحلفاء آنيين، والتصفية السياسية او العسكرية للإخوان ستؤدي عملياً إلى نزاع لاحق بين أتباع علي صالح، الموالين للسعودية، وأتباع الحوثي، الموالين لإيران، وهي مقامرة كبرى ستدفع السعودية ثمنها غالياً.
بعد قصف شديد على محيط مقر المنطقة العسكرية السادسة قامت قيادة القوات فيها بتسليمها لمسلحي جماعة الحوثي.
اقتحم المسلحون الحوثيون مقر رئاسة الوزراء وعلى إثر ذلك قدّم رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه استقالته للرئيس عبد ربه منصور هادي.
سيطر المتمردون على إذاعة صنعاء.
اقتحم المسلحون مقرّ «جامعة الإيمان» التي يرأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني، وهي المقرّ الرئيسي لحزب التجمع اليمني للإصلاح.
اقتحام مقر القيادة العليا للقوات المسلحة ومقر التوجيه المعنوي للجيش.
ورغم أن هذه التطورات تمت نسبتها الى حركة الحوثي، فإن تتابع سلسلة الإنهيارات يؤشر إلى أن العملية الجارية في اليمن أكبر من الجماعة المذكورة بالتأكيد، فالاستسلامات المتتالية لقطعات الجيش وانسحاباتها من مواقع القيادة والسيطرة والإعلام، يدلّ على أن هذا التحرّك جزء من مخطّط محلّي وإقليمي أكبر من الحوثيين، ويجمع ضمن أطرافه خلطة غريبة تتداخل فيها أصابع دول خليجية وإيران والرئيس السابق علي عبد الله صالح، بل إن البعض يلمّح الى مسؤولية ما للرئيس اليمني الحالي نفسه في المآل الذي آلت اليه الأمور.
يمكن اعتبار السيناريو الجاري إعادة تكرير لوصفة سعودية – إماراتية يتمّ تطبيقها على الساحات العربية كافة، أشعل فتيلها نجاح الانقلاب العسكري في مصر ضد الرئيس محمد مرسي في 3 تموز/يوليو 2013، ورغم أن عنوانها المعلن هو ضرب جماعة «الإخوان المسلمين»، فإن هدفها الأكبر يتجاوز ذلك ليصل الى هدف تصفية آثار الثورات العربية، وإعادة عقارب الساعة العربية الى ما قبل 2010.
كانت السعودية قد طلبت من قيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون في اليمن) تأييد الانقلاب العسكري في مصر ولكن حزب الإصلاح رفض ذلك وكانت تلك إشارة لبدء تحالف بين القوات العسكرية الموالية لعلي عبد الله صالح، والتي يقودها سنان الغولي، أمين عام محافظة عمران والقيادي في حزب «المؤتمر» الذي يرأسه صالح، وجماعة الحوثيين، بحيث اجتمع تحت سقف واحد الموالون للسعودية مع الموالين لإيران لإنجاز الثورة اليمنية المضادة.
والحال أن القيادات العسكرية التي أيّدت الثورة اليمنية، وبينها مستشار الرئيس اليمني منصور، اللواء علي محسن الأحمر، أكبر القادة العسكريين الذين ناهضوا علي عبد الله صالح، هي نفسها التي تواجه الثورة المضادة، وبالتالي فإن القضاء عليها، او تحجيمها، لا يعني ضرب الإخوان المسلمين في اليمن فحسب بل القضاء على الثورة نفسها.
اللعبة العسكرية والسياسية الكبرى الحاصلة ستكون لها عواقب خطيرة لأنها تجمع بين أنصار وحلفاء آنيين، والتصفية السياسية او العسكرية للإخوان ستؤدي عملياً إلى نزاع لاحق بين أتباع علي صالح، الموالين للسعودية، وأتباع الحوثي، الموالين لإيران، وهي مقامرة كبرى ستدفع السعودية ثمنها غالياً.
رأي القدس
No comments:
Post a Comment