عباس اولمرت: القمة السادسة
عبد الباري عطوان
".....
من المؤكد ان الرئيس الامريكي اعطي تعليماته للرئيس الفلسطيني بالاستمرار في اللقاءات مع اولمرت، ووضع مسألة الصيام في شهر رمضان، ومعانيه الروحانية جانبا، والا ما معني هذا الاستعجال لمثل هذا اللقاء وكأن القيامة ستقوم في اليوم التالي.
نضع ايدينا علي قلوبنا في كل مرة يلتقي فيها الرئيس عباس نظيره اولمرت خلف ابواب مغلقة تقتصر عليهما فقط، لاننا نخشي ان ما يقال في الخارج حول طبيعة سيرها هو مجرد تضليل. فالرئيس عباس فاجأنا باتفاق اوسلو، ولن يكون غريبا اذا ما فاجأنا باتفاق مثله او ربما اسوأ منه، فقد اكد اكثر من مرة كان آخرها في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك، بان التوصل الي معاهدة سلام نهائي مع اسرائيل امر ممكن بعد ستة اشهر من اجتماع مؤتمر السلام الدولي.
هناك احتمالان لا ثالث لهما، فإما ان تكون صيغة هذه المعاهدة قد تمت في الاجتماعات المغلقة، وبقيت بعض الرتوش، واما ان يكون الرئيس عباس قرر، وبايعاز من الدول العربية المعتدلة ، ان يعطي الرئيس بوش ستة اشهر يستطيع خلالها حسم ملفات اللاسلم واللاحرب في المنطقة مثل الملف النووي الايراني، وملف حماس في غزة، وملف حزب الله في جنوب لبنان.
الاحتمال الثاني ربما يكون هو الارجح، ففي كل مرة تخطط فيها الادارة الامريكية لحرب في المنطقة تستخدم مؤتمرات السلام العربية ـ الاسرائيلية كغطاء، وبعد ان تنتهي الحرب تعود الامور الي حالها وربما الي وضع اسوأ من السابق. هذا ما حدث بعد تدمير العراق في المرة الاولي عام 1991، وفي المرة الثانية عام 2003، وبعد اعلان الحرب علي الارهاب بعد احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، وعملية الضحك علي ذقون العرب مستمرة."
No comments:
Post a Comment