تشيني.. جولة حرب لا جولة سلام
An Excellent Editorial (Arabic)
عبد الباري عطوان
".......
تشيني جاء من اجل تهيئة المنطقة للحرب المقبلة ضد ايران وسورية وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية في الاراضي المحتلة، وتوزيع الأدوار علي الحلفاء، كل حسب امكانياته وموقعه، ولهذا اختار الدول التي زارها بعناية شديدة، فلم يكن من قبيل الصدفة ان يزور سلطنة عمان التي اسقطها الرئيس جورج بوش من جولته الاخيرة في المنطقة قبل شهرين، وان يعرّج علي المملكة العربية السعودية، ويختتم هذه الجولة بزيارة تركيا، بعد مباحثات مطولة مع ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي، وتوقف قصير في رام الله لذر الرماد في العيون.
زيارة سلطنة عمان تتعلق بموقعها الاستراتيجي في فم الخليج العربي، واطلالتها علي مضيق هرمز حيث يمر يوميا 18 مليون برميل من النفط، اي ما يعادل عشرين في المئة من الانتاج العالمي. ومن المعروف ان ايران هددت باغلاق هذا المضيق في حال تعرضها الي اي عدوان امريكي بسبب برنامجها النووي.
اما الرياض العاصمة السعودية فهي المحطة الاكثر اهمية في هذه الجولة بعد المحطة الاسرائيلية، فللسعودية دور مركزي في كل الحروب الامريكية في المنطقة، فقد لعبت دورا كبيرا في الغزو الامريكي للعراق قبل خمس سنوات، والحرب الامريكية ضد الارهاب ، واستضافت نصف مليون جندي امريكي في صيف عام 1990 تمهيدا لاخراج القوات العراقية من الكويت في حرب العراق الاولي.
ديك تشيني يريد من الحكومة السعودية ضخ كميات اضافية من النفط لتخفيض اسعاره
....
ما زلنا نعتقد ان احتمالات الحرب الامريكية ضد ايران ما زالت اكبر من احتمالات الاكتفاء بالوسائل الدبلوماسية لتسوية مسألة برنامجها النووي، لان الاخيرة لم تعط ثمارها حتي الآن، وهناك عدة مؤشرات في هذا الخصوص نوجزها في النقاط التالية
......
اولا: تأكيـــــد تشيــني بعدم ممارسة اي ضغوط علي اسرائيل
ثانيا: بدء حملة تحريض اعلامية اوروبية علي ايران،
ثالثا: الزيارات المكثفة التي تقوم بها شخصيات وقيادات غربية كبري الي اسرائيل
رابعا: حالة التضييق التي يتعرض لها بعض ابناء الطائفة الشيعية في بعض الدول الخليجية
خامسا: جهود التهدئة التي تقوم بها الحكومة المصرية في قطاع غزة،
سادسا: الضغوط المتعاظمة التي يتعرض لها الاعلام العربي، وقناة الجزيرة علي وجه الخصوص،
سابعا: وجود بوارج حربية امريكية قبالة السواحل اللبنانية، واختراق الطائرات الاسرائيلية الأجواء السورية
....
تشيني هو مهندس كل الحروب الامريكية، وهو الرئيس الفعلي للولايات المتحدة الامريكية، وما يؤكد ذلك، ما قاله لي شخصيا زعيم عربي كبير التقيته قبل اربعة اشهر من الغزو الامريكي للعراق، حيث كان مرحبا بي من قبل بعض العواصم العربية في حينه، وكان عائدا لتوه من واشنطن، قال لي هذا الزعيم انه بعد لقائه مع الرئيس بوش، وتأكيده انه مع المشروع الامريكي في العراق، اوضح له الرئيس الامريكي انه سيعرف بالتفاصيل جميعها من تشيني نفسه حول كل ما يتعلق بالاحداث المقبلة ودور كل طرف فيها.
تري هل وضع تشيني خطط الحرب المقبلة امام الزعماء الذين التقاهم ووزع الأدوار بعناية فائقة،
.....
انها جولة حرب، وليست جولة سلام، والعرب هم حتما وقودها وضحاياها، وشهّاد زورها، والخاسر الاكبر من جرائها، بعد ان تحولوا، للأسف، الي مطيّة لهذه الادارة الامريكية، وكل الادارات السابقة وربما اللاحقة ايضا."
No comments:
Post a Comment