تهدئة انهارت.. لا أسف عليها
عبد الباري عطوان
".....
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة حالياً، هو عما سيحدث بعد يوم الجمعة، اي بعد انتهاء اتفاق الهدنة، ورد فعل كل طرف من الأطراف المعنية؟
الاجابة على هذا السؤال يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
أولاً: 'حماس' أدركت انها تعرضت لخديعة كبرى على يد الوسيط المصري الذي لم يلتزم بربط التهدئة في قطاع غزة بأخرى في الضفة، بمعنى منع اعتقال ومطاردة عناصرها ومنظمات المقاومة الأخرى في الضفة، وفتح معبر رفح بصورة دائمة، ولهذا لن تقبل بأي وساطة مصرية جديدة، او على الاقل بالصورة والاسلوب السابقين، فهناك حالة من عدم الثقة متضخمة بين الجانبين. الامر الآخر هو شعور 'حماس' بأن 'الهدنة' التي انتهكها الطرف الاسرائيلي، ولم يحترمها الجانب المصري، اضعفت من شعبية الحركة، ومصداقيتها السياسية، خاصة عندما استغلتها سلطة رام الله في تصوير حركة حماس على انها متهالكة على التفاوض مع الاسرائيليين من اجل تهدئة، بينما عباس يتفاوض في رام الله من اجل دولة.
الأرجح ان تواصل 'حماس' التحلي بأعلى درجات الانضباط ولكن دون اتفاق، والرد على اي توغل او عدوان اسرائيلي باطلاق صواريخ على المستوطنات الاسرائيلية، والاستعداد في الوقت نفسه لمواجهة اي اجتياح اسرائيلي، والعمل بدأب سياسياً واعلامياً على كسر الحصار المتوقع ان يتضاعف على قطاع غزة.
ثانياً: حكومة 'كاديما' الاسرائيلية قد تضطر وهي على بعد شهرين من الانتخابات الى توغلات صغيرة كمقدمة لاجتياح موسع ضد قطاع غزة لتعزيز شعبيتها، وتحسين حظوظها الانتخابية، بعد ان أكدت استطلاعات الرأي تقدما كبيرا لليكود بزعامة بنيامين نتنياهو.
ما يشجع حكومة اولمرت على هذا التوجه وجود مباركة عربية، خاصة مما تسمى بدول الاعتدال التي تعتبر 'حماس' رأس حربة للنفوذ الايراني السوري ومصدر احراج لهذا المحور باستمرارها في المقاومة وتعبئة الرأي العام العربي ضده.
ثالثا: الحكومة المصرية تعتبر 'حماس' الخطر الخارجي الاكبر على امنها، وليست اسرائيل بسبب العلاقة المتطورة والقوية بين حماس وحركة 'الاخوان المسلمين' المعارضة التي تزداد قوة في الشارع المصري. وصرح الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، والمقرب من الرئاسة، ان مصر لن تسمح مطلقاً بقيام امارة اسلامية في غزة.
العام الجديد، وباختصار شديد، هو عام التصعيد العسكري، بعد فشل العمل السياسي. ولا نبالغ اذا قلنا ان كل المؤشرات على الارض تصب في مصلحة التطرف ومنظماته، ليس في الاراضي الفلسطينية فقط، وانما في كل انحاء العالم الاسلامي."
عبد الباري عطوان
".....
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة حالياً، هو عما سيحدث بعد يوم الجمعة، اي بعد انتهاء اتفاق الهدنة، ورد فعل كل طرف من الأطراف المعنية؟
الاجابة على هذا السؤال يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
أولاً: 'حماس' أدركت انها تعرضت لخديعة كبرى على يد الوسيط المصري الذي لم يلتزم بربط التهدئة في قطاع غزة بأخرى في الضفة، بمعنى منع اعتقال ومطاردة عناصرها ومنظمات المقاومة الأخرى في الضفة، وفتح معبر رفح بصورة دائمة، ولهذا لن تقبل بأي وساطة مصرية جديدة، او على الاقل بالصورة والاسلوب السابقين، فهناك حالة من عدم الثقة متضخمة بين الجانبين. الامر الآخر هو شعور 'حماس' بأن 'الهدنة' التي انتهكها الطرف الاسرائيلي، ولم يحترمها الجانب المصري، اضعفت من شعبية الحركة، ومصداقيتها السياسية، خاصة عندما استغلتها سلطة رام الله في تصوير حركة حماس على انها متهالكة على التفاوض مع الاسرائيليين من اجل تهدئة، بينما عباس يتفاوض في رام الله من اجل دولة.
الأرجح ان تواصل 'حماس' التحلي بأعلى درجات الانضباط ولكن دون اتفاق، والرد على اي توغل او عدوان اسرائيلي باطلاق صواريخ على المستوطنات الاسرائيلية، والاستعداد في الوقت نفسه لمواجهة اي اجتياح اسرائيلي، والعمل بدأب سياسياً واعلامياً على كسر الحصار المتوقع ان يتضاعف على قطاع غزة.
ثانياً: حكومة 'كاديما' الاسرائيلية قد تضطر وهي على بعد شهرين من الانتخابات الى توغلات صغيرة كمقدمة لاجتياح موسع ضد قطاع غزة لتعزيز شعبيتها، وتحسين حظوظها الانتخابية، بعد ان أكدت استطلاعات الرأي تقدما كبيرا لليكود بزعامة بنيامين نتنياهو.
ما يشجع حكومة اولمرت على هذا التوجه وجود مباركة عربية، خاصة مما تسمى بدول الاعتدال التي تعتبر 'حماس' رأس حربة للنفوذ الايراني السوري ومصدر احراج لهذا المحور باستمرارها في المقاومة وتعبئة الرأي العام العربي ضده.
ثالثا: الحكومة المصرية تعتبر 'حماس' الخطر الخارجي الاكبر على امنها، وليست اسرائيل بسبب العلاقة المتطورة والقوية بين حماس وحركة 'الاخوان المسلمين' المعارضة التي تزداد قوة في الشارع المصري. وصرح الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، والمقرب من الرئاسة، ان مصر لن تسمح مطلقاً بقيام امارة اسلامية في غزة.
العام الجديد، وباختصار شديد، هو عام التصعيد العسكري، بعد فشل العمل السياسي. ولا نبالغ اذا قلنا ان كل المؤشرات على الارض تصب في مصلحة التطرف ومنظماته، ليس في الاراضي الفلسطينية فقط، وانما في كل انحاء العالم الاسلامي."
No comments:
Post a Comment