A Good Comment in Arabic
"لم تبدأ أزمة حركة فتح مع تصريحات أبو اللطف، ولا مع قرار عقد المؤتمر العام السادس لهذه الحركة في الأرض المحتلة، ولا مع تفرد محمود عباس بالموارد والقرارات، من موقعه كرئيس للسلطة والمنظمة وكقائد لفتح، كما أن هذه الأزمة ليست فقط نتاج تحول فتح نحو التسوية، ولا نتاج عقدها اتفاقات أوسلو وإقامة سلطة من دون إنجاز مرحلة التحرر الوطني فحسب.
ما نقصده هنا هو أن أزمة حركة فتح، إضافة إلى كل ما تقدم، هي أزمة عضوية تطال بني هذه الحركة وعلاقاتها الداخلية وأشكال عملها، وقد بينا في مقالات سابقة كل ذلك (راجع مادتنا في الجزيرة نت 22/6).
هكذا، فإن التساؤلات حول واقع هذه الحركة وضعف أهلية قيادتها لا تقتصر على ما طرحه أبو اللطف، وإنما هي أكبر وأعمق وأشمل بكثير، وهذه التساؤلات تضع قيادة الحركة كلها في موقع التساؤل، وبدون استثناء (أي بما في ذلك أبو اللطف نفسه) لأنها هي التي ظلت تتحكم في إدارة الساحة الفلسطينية، وتتصرف بمواردها، وهي التي حددت مساراتها وتوجهاتها، وهي المسؤولة عن وصول فتح إلى هذه الحالة من التردي وتراجع المكانة وضعف الدور
.....
الأرجح، برغم الادعاءات السياسية، أن الخلاف بين أعضاء قيادة فتح هو حول المكانة والدور، بشأن تقاسم كعكة السلطة والقيادة في فتح والساحة الفلسطينية
.....
ما فاقم من الالتباس بين مشروعي السلطة والثورة، ومن الفوضى السياسية والتنظيمية في حركة فتح هو طريقة عمل ياسر عرفات الأبوية والمزاجية، وتغييب المؤسسات القيادية
.....
بناء عليه فإن الساحة الفلسطينية، ربما -في المرحلة المقبلة- تنقسم على الأرجح بين مشروعين سياسيين، مشروع أبو مازن ومشروع حركة حماس إلى حين تبلور منبر فلسطيني جديد أو بديل آخر، وهما مشروعان مأزومان ومشوهان، لأنهما يتأسسان على السلطة في واقع لا سلطة فيه فوق الاحتلال.
من المفارقة أن حركة فتح التي دشنت الوطنية الفلسطينية المعاصرة هي ذاتها التي تمهد لتدشين مرحلة جديدة لا يعرف أحد طبيعتها أو تداعياتها على شعب فلسطين وقضيته وحركته الوطنية.
"
"لم تبدأ أزمة حركة فتح مع تصريحات أبو اللطف، ولا مع قرار عقد المؤتمر العام السادس لهذه الحركة في الأرض المحتلة، ولا مع تفرد محمود عباس بالموارد والقرارات، من موقعه كرئيس للسلطة والمنظمة وكقائد لفتح، كما أن هذه الأزمة ليست فقط نتاج تحول فتح نحو التسوية، ولا نتاج عقدها اتفاقات أوسلو وإقامة سلطة من دون إنجاز مرحلة التحرر الوطني فحسب.
ما نقصده هنا هو أن أزمة حركة فتح، إضافة إلى كل ما تقدم، هي أزمة عضوية تطال بني هذه الحركة وعلاقاتها الداخلية وأشكال عملها، وقد بينا في مقالات سابقة كل ذلك (راجع مادتنا في الجزيرة نت 22/6).
هكذا، فإن التساؤلات حول واقع هذه الحركة وضعف أهلية قيادتها لا تقتصر على ما طرحه أبو اللطف، وإنما هي أكبر وأعمق وأشمل بكثير، وهذه التساؤلات تضع قيادة الحركة كلها في موقع التساؤل، وبدون استثناء (أي بما في ذلك أبو اللطف نفسه) لأنها هي التي ظلت تتحكم في إدارة الساحة الفلسطينية، وتتصرف بمواردها، وهي التي حددت مساراتها وتوجهاتها، وهي المسؤولة عن وصول فتح إلى هذه الحالة من التردي وتراجع المكانة وضعف الدور
.....
الأرجح، برغم الادعاءات السياسية، أن الخلاف بين أعضاء قيادة فتح هو حول المكانة والدور، بشأن تقاسم كعكة السلطة والقيادة في فتح والساحة الفلسطينية
.....
ما فاقم من الالتباس بين مشروعي السلطة والثورة، ومن الفوضى السياسية والتنظيمية في حركة فتح هو طريقة عمل ياسر عرفات الأبوية والمزاجية، وتغييب المؤسسات القيادية
.....
بناء عليه فإن الساحة الفلسطينية، ربما -في المرحلة المقبلة- تنقسم على الأرجح بين مشروعين سياسيين، مشروع أبو مازن ومشروع حركة حماس إلى حين تبلور منبر فلسطيني جديد أو بديل آخر، وهما مشروعان مأزومان ومشوهان، لأنهما يتأسسان على السلطة في واقع لا سلطة فيه فوق الاحتلال.
من المفارقة أن حركة فتح التي دشنت الوطنية الفلسطينية المعاصرة هي ذاتها التي تمهد لتدشين مرحلة جديدة لا يعرف أحد طبيعتها أو تداعياتها على شعب فلسطين وقضيته وحركته الوطنية.
"
No comments:
Post a Comment