Sunday, January 24, 2010

الإسلام، النازيون الجدد والمحرقة القادمة!


A Good Comment (Arabic)

زهير أندراوس

"*السواد الأعظم من الأنظمة العربية بات يقمع نهج المقاومة من أذهان وعقول العرب، لأنّ من يقاوم المحتل، سيقاوم في المستقبل ضدّ من ينصاع لأمر المحتل، أي الحكام، بكلمات أخرى، خيار المقاومة يهدد إلى حدٍ كبيرٍ الأنظمة الديكتاتورية والشمولية المدعومة أمريكياً

*أمريكا تحتل العراق منذ حوالي سبع سنوات، أليس الاحتلال هو أعلى درجات الإرهاب؟ ثم ماذا مع المليون ونصف المليون عراقي الذين قتلتهم آلة الحصار والتجويع والدمار والخراب الأمريكية منذ العام 1990 وحتى اليوم؟

*لماذا لا تسألون يا عرب: هل تريد ألمانيا، مزودة إسرائيل بالغواصات النووية، والتي أنتجت المحرقة (الهولوكوست) إبان الحرب العالمية الثانية، إعادة التاريخ إلى الوراء وخلق محرقة جديدة في الشرق الأوسط؟
.....
أليس الاحتلال هو أعلى درجات الإرهاب؟ ثم ماذا مع المليون ونصف المليون عراقي الذين قتلتهم آلة الحصار والتجويع والدمار والخراب الأمريكية منذ العام 1990 وحتى اليوم؟ صحيح أنّ الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، كان قد صرح بأنّ الله، سبحانه وتعالى، أمره باحتلال العراق، وهو الإنسان المؤمن، انصاع لأمر ربّه ونفذ الأمر بحذافيره، ونسي هذا البوش أنّ تعاليم الدين المسيحي، التي لطخّها هذا المجرم، تقول بشكلٍ غير قابلٍ للتأويل: لا تقتل! هل تغيّرت الوصايا العشر ونحن لا نعلم؟.
.....
الإعلام الغربي فشل فشلاً ذريعاً في تسويق الرواية الأمريكية الزائفة، وعندما توصل صنّاع القرار في واشنطن إلى هذه النتيجة، قرروا أنّه آن الأوان لتدجين وترويض الإعلام العربي، المدجن أصلاً، فقام الكونغرس بسن القانون المذكور، والحق يقال إنّ الأنظمة الحاكمة معنية بتطبيق هذا القانون، ربّما أكثر من أمريكا، فلا يوجد لدينا أدنى شك بأنّ هناك تقاطع مصالح في هذه القضية بين رأس حربة الإمبريالية العالمية، أمريكا ودول أو حظائر سايكس-بيكو، وللتذكير فقط نشير هنا إلى أنّه في شهر شباط (فبراير) من العام 2008 تبنى وزراء الإعلام العرب، وهم موظفون لدى أنظمة العذاب والتعذيب في الوطن العربي، ما تُسمى بوثيقة الفضائيات، التي أعدّتها جامعة الدول العربية، والتي بسببها تمّ إغلاق العديد من الفضائيات العربية. مضافاً إلى ذلك، قرر الوزراء إنزال أشد العقوبات بالفضائيات التي تكشف فساد النظام، وبالتالي فإنّ الأرضية العربية كانت خصبة لتقبل قرار الكونغرس الأمريكي، لكم الأفواه وتحويل المقاوم العربي الذي يريد الذود عن بلاده إلى إرهابي، ناهيك عن أنّ السياسة العربية الرسمية تنازلت منذ عقود من الزمن عن مبدأ التحرير بالمقاومة، وتبنت خيار المفاوضات لتحقيق السلام، مضافاً إلى ذلك، فإنّ السواد الأعظم من الأنظمة العربية بات يقمع نهج المقاومة من أذهان وعقول العرب، لأنّ من يقاوم ضدّ المحتل، سيقاوم في المستقبل ضدّ من ينصاع لأمر المحتل، أي الرئيس أو السلطان أو الأمير أو الملك، بكلمات أخرى، خيار المقاومة يهدد إلى حدٍ كبيرٍ الأنظمة الديكتاتورية والشمولية المدعومة أمريكياً.

أخيراً وليس أخراً

كنّا نتمنى على الحكام العرب أن يرفعوا أصواتهم ليس مع التحالف العربي الرسمي مع الكونغرس الأمريكي ضد الرأي الآخر، هذا التحالف الذي يقوى ويشتد صلابةً لإخراس ما تبقى من أصوات تقول نعم للمقاومة ولا للجدران الفولاذية، والحصار التجويعي، والاحتلال الأمريكي والإسرائيلي. كنّا نتمنى أن يرفعوا أصواتهم ضدّ حصول إسرائيل، وفق التقارير الأجنبية، على غواصات ألمانية قادرة على حمل رؤوس نووية. لماذا لا تسألون يا عرب، ولا نقصد العرب الذين أسرلتهم أمريكا وأمركتهم إسرائيل: هل تريد ألمانيا التي أنتجت المحرقة (الهولوكوست) إبان الحرب العالمية الثانية إعادة التاريخ إلى الوراء وخلق محرقة جديدة في الشرق الأوسط؟ والأخطر من ذلك، أنّ الغواصات الإسرائيلية، الألمانية الصنع، تعبر قناة السويس، التي بسبب تأميمها من قبل المغفور له، فقيد العروبة، جمال عبد الناصر، تعرضت مصر للعدوان الثلاثي (إسرائيل، بريطانيا وفرنسا) في العام 1956، تعبر هذه الغواصات بإذن رسمي من نظام محمد حسني مبارك، المرتمي هو والعديد من العربان الجدد المتواطئين والمتخاذلين، في أحضان أمريكا وربيبتها حبيبتها إسرائيل.
"

No comments: