Monday, April 2, 2007

الدواعي الحقيقية و الأبعاد والمخاطر الإستراتيجية لقرارات القمة العربية في الرياض..!!

A Good Analysis in Arabic

بقلم: عماد عفانة

".............

الأبعاد الإستراتيجية لقرارات القمة:

1- نخلص إلى أن المبادرة العربية التي تستند إليها القمة، والتي يجري تصوير عدم تعديلها كما لو كان انتصاراً كبيراًً للعرب، هي بمثابة إقرار نهائي، من قبل أصحاب الحق، وبغطاء عربي رسمي بشرعية وجود إسرائيل في قلب الأمة، وتنازل من النظام العربي عن أرض فلسطين التاريخية

وهذا يمثل إقراراً عربياً رسمياً بصحة الرواية الصهيونية للصراع على فلسطين التي قامت على الظلم والإرهاب، فهو إذا استسلام رسمي بغطاء الإجماع العربي ينسف مشروعية الحق العربي والإسلامي بأي شبر من فلسطين، ويعطي الحق والمشروعية للدولة اليهودية للتشبث بالأرض ومواصلة عدوانها وأطماعها وهيمنتها في قلب الأمة.

2- إن أكثر ما كان يخيف الحلف الصهيوني الأمريكي هو البعد الإسلامي والإمكانات الإسلامية في حسابات الصراع على فلسطين، لهذا كانت السعودية هدفا وصيداً ثميناً تم جره إلى حلبة الاستسلام العربي الرسمي في الاعتراف بإسرائيل وإنهاء الصراع على فلسطين وجسر الاعتراف والتطبيع، وبالتالي تخلص الحلف الصهيوامريكي من البعد

العربي الديني الإسلامي للقضية الفلسطينية وبحضور اكبر حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين.

3- صحيح أن اتفاق مكة فتح أمام حماس أبواب الشرعية العربية بل والدولية، وشرعن وجودها على رأس سدة الحكم في أراضي السلطة، بما يعنيه ذلك من فتح الساحات الشعبية العربية أمام تحركات الممثل الفلسطيني الجديد، إلا أن الثمن يبدوا حسب هذا المخطط الرهيب اكبر من القدرة على التصديق، فحماس الإسلامية الراديكالية المقاومة استعملت كجزء من الغطاء للتنازل العربي الرسمي عن ثلثي فلسطين التاريخية لصالح إسرائيل بل وفتح أبواب العواصم العربية والإسلامية أمامها والتطبيع معها.

4- إذا كان هدف حماس البعيد من قيادتها لتيار المقاومة في فلسطين ليس من اجل تحرير فلسطين فهي تعرف أنها لا تستطيع ذلك ولكن من اجل إبقاء شعلة المقاومة متقدة في أذهان وضمير الأمة إلى حين توفر الأجواء والظروف لحرب التحرير الحقيقية، فان وجود حماس في القمة العربية التي تنازلت عبر المبادرة العربية

بالإجماع عن ثلثي فلسطين قد نسف هذا الهدف الذي عملت حماس من اجله طوال العشرين سنة الماضية.

وهذه النتيجة تضع حماس أمام امتحان غاية في الدقة والصعوبة وليس أمامها إلا النجاح فيه وإلا فستذوب في مسلسل التنازلات العربي كما ذابت فتح من قبلها، وهذا الامتحان يتمثل بمدى تمسكها بالمقاومة وعليها أن تثبت ذلك بتصعيد ملموس في عملياتها العسكرية بالتوازي التام مع تحركاتها السياسية فلسطينيا وعربيا ودوليا.

5- قرارات القمة لم تتطرق إلى انتصار المقاومة اللبنانية والتي لم يمضي عليها سوى بضعة أشهر، كما أغفلت هذه القرارات عن عمد الغرق الأمريكي الصاخب في وحل المقاومة العراقية، وعوضا عن استغلال أجواء الانتصار الذي أشاعته المقاومة في لبنان والعراق للضغط على أمريكا وإسرائيل لجهة تحقيق المصالح الفلسطينية

والعربية، قام العرب بتجيير الهزيمة الصهيوأمريكية لصالح المخططات الصهيوأمريكية، الأمر الذي ربما يمثل تهديدا لمشروعية المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان في الدفاع عن الأرض والمقدسات، خصوصا وأن العرب عرضوا المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل كخيار استراتيجي دون أن يكون له أي بديل يضغط على إسرائيل أو يدفعها لقبول المبادرة، في ظل الحديث عن الاستعداد الأمريكي لضرب إيران، بعد عزلها عن الأمة تحت دعاوى مذهبية وقومية، يجري تضخيمها خدمة لأغراض ومخططات أمريكية ."

No comments: