Thursday, June 12, 2008

ضرورة إحباط معاهدة أميركية عراقية


A Good Article in Arabic

منير شفيق

".....
إن البيانات الصادرة عن القيادات الشيعية والسنية المعتبرة ولاسيما من قبل هيئة علماء المسلمين والتيار الصدري وغيرهما في الحسم برفض ما يجري من مفاوضات بين قوات الاحتلال وحكومة المالكي بهدف التوصل إلى معاهدة عسكرية سياسية أمنية وأخرى نفطية، يضع العراق أمام مرحلة جديدة هي تشكيل أوسع جبهة من مختلف مكونات الشعب العراقي الاجتماعية والسياسية إلى جانب قوى المقاومة من أجل الحيلولة دون توقيع هذه الاتفاقيات. وإذا حصل فمن أجل الإطاحة بها قبل أن ترى النور.

إن تشكيل مثل هذه الجبهة وبدعم عربي إيراني تركي سيكون منطلقا ليس لإنقاذ العراق من هذه المعاهدة والاتفاقيات فحسب، وإنما أيضا من أجل فرض رحيل قوات الاحتلال بلا قيد أو شرط، فهي لا تستحق مكافأة على الكوارث التي أنزلتها بالعراق.

بل يمكن أن يتحول الفرز في المعركة ضد المعاهدة والاتفاقيات آنفة الذكر إلى أساس تبنى عليه وحدة شعب العراق التعددية والتوافقية والعادلة مع تكريس استقلاله وسيادته وهويته العربية والإسلامية واستعادة دوره العربي والإسلامي وفي العالم الثالث.

وبهذا تسقط كل المخاوف التي تخشى على مستقبل العراق بعد رحيل قوات الاحتلال، فعوامل وحدة الشعب العراقي وتجاوز الفتنة المذهبية السنية الشيعية كما العربية الكردية، مازالت كامنة وقادرة على أن تصبح هي الغالبة.

وكذلك عوامل التضامن والتعاون الإيراني التركي العربي لأن في ذلك مصلحة عليا للجميع فيما الضد شر على الجميع.

وأخيرا وليس آخرا إن بمقدور تلك الجبهة أن تفرض انسحابا على قوات الاحتلال بلا قيد أو شرط. فالوضع الدولي الراهن وما تواجهه أميركا من ضعف وارتباك وانقسام داخلي حول العراق، إلى جانب ما يعانيه الكيان الصهيوني من تدهور وتراجع وأزمة يسمح بهذا الاختراق.

فكيف يجوز أن تقدم لإدارة بوش هدية المعاهدة والاتفاقية النفطية؟ أو بصورة أدق كيف تترك حكومة المالكي لتعبث بمستقبل العراق وأمن المنطقة بالتوقيع على المعاهدة والاتفاقية النفطية.

فهذه القضية لا تهم العراقيين وحدهم وإنما تهم العرب والمسلمين، فلا عذر لأحد في ألا يعلن رفضه لها ومعارضته لتوقيع أي اتفاقية في ظل الاحتلال حتى لو كان من بين بنودها الانسحاب، لأن ما ستحمله من شروط ستبقى الهيمنة في مقابله، فالانسحاب يجب ألا يكون مشروطا ولا يتم من خلال معاهدة أو اتفاقية."

No comments: