دعوات الانتفاضات ضد 'فتح' و'حماس'
رأي القدس
"تتدهور الاوضاع الفلسطينية الداخلية الى منحدر مخجل لا يمكن ان يتصوره احد، وتتصدر هذا التدهور الخلافات المتفاقمة بين حركتي 'فتح' و'حماس' قطبي المعادلة السياسية الفلسطينية الرئيسيين.
فمن يتابع التلاسن المخجل بين متحدثين ومسؤولين في الفصيلين حول مسألة المصالحة الوطنية، وعمليات الاعتقال المتبادلة لكوادرهما في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، يشعر بالخجل والمهانة.
بالأمس طالب السيد عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية في حركة 'فتح' ورئيس كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني، بانتفاضة شعبية ضد حكومة حركة حماس في قطاع غزة يقودها انصار حركة 'فتح'، لأنها اي حكومة 'حماس' افشلت جهود المصالحة الفلسطينية 'بسبب ضغوط اقليمية وخارجية'.
حركة 'حماس' ردت في بيان على لسان السيد يحيى موسى القيادي فيها على هذه الدعوة بدعوة مماثلة بانتفاضة شعبية في الضفة الغربية ضد حكومة سلطة 'فتح' بسبب ما يعانيه ابناء الشعب الفلسطيني جراء ممارسات اجهزة 'سلطة عباس' وبمساعدة واشراف وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه) وقوات الاحتلال المتمثلة في حملات الاعتقال والتعذيب. واعتبرت، اي الحركة، ان دعوة السيد الاحمد لانتفاضة في القطاع مقدمة لممارسة الفوضى الأمنية، وفوضى السلاح، التي كانت سائدة في الماضي.
اللافت ان الحركتين تطالبان بـ'انتفاضة' ضد حكم بعضهما البعض، في الضفة والقطاع، وتحرضان انصارهما على التحرك في هذا الاتجاه في اسرع وقت ممكن، وهو امر غريب وشاذ لان من المفترض ان يكون هذا التحريض باتجاه المحتل الاسرائيلي، ولتفجير انتفاضة شعبية ضده، خاصة بعد ان توقفت اعمال المقاومة انطلاقا من قطاع غزة، ووصلت رهانات السلطة في رام الله على الحلول التفاوضية لقيام دولة فلسطينية مستقلة، الى فشل مهين بكل المقاييس.
المنطق يقول انه في حال تعذر القيام باعمال المقاومة واطلاق الصواريخ، وفشل العملية السلمية، يجب ان يلتقي الطرفان الفلسطينيان الرئيسيان على ارضية واحدة، من حيث التفكير في خيارات بديلة لمواصلة الضغط على المحتل الاسرائيلي، وأبرز هذه الخيارات الانتفاضة المدنية، وتحريك الشارع الفلسطيني ضد عمليات الاستيطان وبناء الجدار وتدمير البيوت في القدس المحتلة، ومواصلة عمليات اقتحام المسجد الاقصى وباحته.
ولكن يبدو ان منطق حركتي 'حماس' و'فتح' مختلف عن كل انواع المنطق ومناهجه المعمول بها في مختلف انحاء العالم. فقد بات العداء بينهما مستحكماً ويشكل خطراً على المصلحة الوطنية الفلسطينية.
السيد عزام الاحمد ارتكب خطأ كبيراً عندما انزلق الى مثل هذه التصريحات والدعوات الاستفزازية وفي مثل هذا التوقيت، خاصة ان بيت سلطته في الضفة الغربية من زجاج هش للغاية بعد افتضاح امر مشاركة المخابرات المركزية الامريكية، جنباً الى جنب مع قوات الامن الفلسطينية، في تعذيب مواطنين فلسطينيين ابرياء.
كذلك ارتكبت 'حماس' الخطأ نفسه عندما وقعت في فخ هذا الاستفزاز وردت فوراً وبالطريقة التي شاهدناها وقرأناها في بيانها.
نعم مطلوب انتفاضة، ولكن ضد الاحتلال الاسرائيلي وكل من يتعاون معه، انتفاضة توحد جميع الفصائل والكتل الفلسطينية خلفها، وتفضح الممارسات العنصرية والاستيطانية الاسرائيلية امام العالم بأسره.
اننا نحذر حركتي 'فتح' و'حماس' بان استمرارهما في خلافاتهما المؤسفة هذه، ونسيانهما العدو الحقيقي للشعب الفلسطيني ألا وهو اسرائيل، سيؤديان حتماً الى انتفاضة من الشعب الفلسطيني بأسره ضدهما، فقد طفح كيله، ولم يعد يحتمل هذا الوضع المؤسف.
"
رأي القدس
"تتدهور الاوضاع الفلسطينية الداخلية الى منحدر مخجل لا يمكن ان يتصوره احد، وتتصدر هذا التدهور الخلافات المتفاقمة بين حركتي 'فتح' و'حماس' قطبي المعادلة السياسية الفلسطينية الرئيسيين.
فمن يتابع التلاسن المخجل بين متحدثين ومسؤولين في الفصيلين حول مسألة المصالحة الوطنية، وعمليات الاعتقال المتبادلة لكوادرهما في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، يشعر بالخجل والمهانة.
بالأمس طالب السيد عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية في حركة 'فتح' ورئيس كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني، بانتفاضة شعبية ضد حكومة حركة حماس في قطاع غزة يقودها انصار حركة 'فتح'، لأنها اي حكومة 'حماس' افشلت جهود المصالحة الفلسطينية 'بسبب ضغوط اقليمية وخارجية'.
حركة 'حماس' ردت في بيان على لسان السيد يحيى موسى القيادي فيها على هذه الدعوة بدعوة مماثلة بانتفاضة شعبية في الضفة الغربية ضد حكومة سلطة 'فتح' بسبب ما يعانيه ابناء الشعب الفلسطيني جراء ممارسات اجهزة 'سلطة عباس' وبمساعدة واشراف وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه) وقوات الاحتلال المتمثلة في حملات الاعتقال والتعذيب. واعتبرت، اي الحركة، ان دعوة السيد الاحمد لانتفاضة في القطاع مقدمة لممارسة الفوضى الأمنية، وفوضى السلاح، التي كانت سائدة في الماضي.
اللافت ان الحركتين تطالبان بـ'انتفاضة' ضد حكم بعضهما البعض، في الضفة والقطاع، وتحرضان انصارهما على التحرك في هذا الاتجاه في اسرع وقت ممكن، وهو امر غريب وشاذ لان من المفترض ان يكون هذا التحريض باتجاه المحتل الاسرائيلي، ولتفجير انتفاضة شعبية ضده، خاصة بعد ان توقفت اعمال المقاومة انطلاقا من قطاع غزة، ووصلت رهانات السلطة في رام الله على الحلول التفاوضية لقيام دولة فلسطينية مستقلة، الى فشل مهين بكل المقاييس.
المنطق يقول انه في حال تعذر القيام باعمال المقاومة واطلاق الصواريخ، وفشل العملية السلمية، يجب ان يلتقي الطرفان الفلسطينيان الرئيسيان على ارضية واحدة، من حيث التفكير في خيارات بديلة لمواصلة الضغط على المحتل الاسرائيلي، وأبرز هذه الخيارات الانتفاضة المدنية، وتحريك الشارع الفلسطيني ضد عمليات الاستيطان وبناء الجدار وتدمير البيوت في القدس المحتلة، ومواصلة عمليات اقتحام المسجد الاقصى وباحته.
ولكن يبدو ان منطق حركتي 'حماس' و'فتح' مختلف عن كل انواع المنطق ومناهجه المعمول بها في مختلف انحاء العالم. فقد بات العداء بينهما مستحكماً ويشكل خطراً على المصلحة الوطنية الفلسطينية.
السيد عزام الاحمد ارتكب خطأ كبيراً عندما انزلق الى مثل هذه التصريحات والدعوات الاستفزازية وفي مثل هذا التوقيت، خاصة ان بيت سلطته في الضفة الغربية من زجاج هش للغاية بعد افتضاح امر مشاركة المخابرات المركزية الامريكية، جنباً الى جنب مع قوات الامن الفلسطينية، في تعذيب مواطنين فلسطينيين ابرياء.
كذلك ارتكبت 'حماس' الخطأ نفسه عندما وقعت في فخ هذا الاستفزاز وردت فوراً وبالطريقة التي شاهدناها وقرأناها في بيانها.
نعم مطلوب انتفاضة، ولكن ضد الاحتلال الاسرائيلي وكل من يتعاون معه، انتفاضة توحد جميع الفصائل والكتل الفلسطينية خلفها، وتفضح الممارسات العنصرية والاستيطانية الاسرائيلية امام العالم بأسره.
اننا نحذر حركتي 'فتح' و'حماس' بان استمرارهما في خلافاتهما المؤسفة هذه، ونسيانهما العدو الحقيقي للشعب الفلسطيني ألا وهو اسرائيل، سيؤديان حتماً الى انتفاضة من الشعب الفلسطيني بأسره ضدهما، فقد طفح كيله، ولم يعد يحتمل هذا الوضع المؤسف.
"
No comments:
Post a Comment