"يستحق موضوع الانتفاضة الجديدة التي كثر الحديث عنها خلال العامين الماضيين وقفة مختلفة حتى توضع الأمور في نصابها، ويكون الطرح مجديا ويصب في مصلحة القضية.
ونحن هنا لسنا من القائلين بأن الانتفاضة صارت على الأبواب، في ذات الوقت الذي لا ننتمي فيه إلى المثبطين الذين ينشرون اليأس بين الناس، بل نسعى إلى دعوة الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم، بحيث يمكن الحديث عن مرحلة جديدة في الصراع مع العدو تشبه انتفاضة الأقصى، في ذات الوقت الذي تتجاوز فيه أخطاءها ويمكنها تبعا لذلك تحقيق أهدافها في المواجهة مع الاحتلال وفرض وقائع جديدة عليه
....
لا شك أن عدم حسم قيادة السلطة ذاتها (عرفات تحديدا) لخيار المقاومة وطرحه مشروعا واضحا لها لا يقبل المساومة كما فعل حزب الله، فضلا عن ممارسات "الزعرنة" التي دأبت عليها عناصر في فتح، قد ساهمت بدورها في تخريب الموقف وتحويل الانتفاضة إلى عبء على الناس، تماما كما حصل مع الانتفاضة
الأولى نهاية العام87.
الآن تتركز المشكلة (مشكلة تغييب خيار الانتفاضة والمقاومة) في سيطرة فريق عباس، ليس على السلطة فحسب، بل على منظمة التحرير وحركة فتح أيضا. وعندما تقف هذه الأخيرة بكل قوتها في الضفة الغربية إلى جانب خيارات السلطة مهما كانت، فسيكون من الصعب الحديث عن انتفاضة جديدة، فضلا عن الأبعاد الأخرى العربية والدولية، والتي تقف جميعا ضد خيار من هذا النوع.
....
من المفيد الإشارة هنا في سياق الحديث عن البعد الشعبي إلى عمليات إعادة تشكيل الوعي في الضفة الغربية عبر التركيز على النمو الاقتصادي والاهتمام بالمصالح الشخصية، لكن ذلك لن يكون قادرا برأينا على شطب إرادة الشعب الفلسطيني، وإن تمكن من تغيير وعي بعض القابلين للبيع والشراء.
.....
لمواجهة هذا الوضع، ومن أجل التمهيد لانتفاضة جديدة مؤثرة وقادرة على تحقيق الإنجازات للشعب الفلسطيني، فإن المسار الوحيد المتاح هو الانقلاب على معادلة السلطة تحت الاحتلال (الأكذوبة بحسب تعبير عباس)، والمصممة لخدمته وتخليصه من الأعباء الأمنية والاقتصادية والسياسية، ورفض مشروع المصالحة المرتبط بهذا المسار.
وهنا يمكن لحماس والجهاد ومن معهما ومن وافق على المشروع أن يقلبوا الطاولة في وجه الجميع عبر طرح إدارة بالتوافق لقطاع غزة بوصفه منطقة شبه محررة، بينما تعلن انتفاضة حتى دحر الاحتلال من دون قيد أو شرط عن كل الأراضي المحتلة عام 67، وهو هدف ممكن التحقق، ولا يقيد الشعب الفلسطيني بأية تعهدات تهدد حقه فيما تبقى من أرضه وحقوقه، وسيكون بالطبع مقدمة لتفكيك المشروع الصهيوني برمته.
....
هذا هو الخيار المتاح أمام الشعب الفلسطيني، أما استمرار الحديث عن مصالحة على قاعدة الورقة المصرية التي لا عنوان لها سوى الانتخابات المصممة لوضع الجميع في معسكر رفض المقاومة، كما يدعو بعض قادة فصائل اليسار، فهو كلام سقيم لا يستبطن إلا موقفا سلبيا من حماس على حساب مصالح الشعب الفلسطيني، لأن سائر العقلاء يدركون أن المصالحة المطروحة هي محض جر للجميع إلى مربع السلطة تحت الاحتلال (دولة الأمر الواقع بحسب فياض)، والقبول باستحقاقاتها وليس شيئا آخر، وهو أمر فصلنا فيه مرارا في مقالات شتى نشرت في هذا الموقع وسواه.
"
ونحن هنا لسنا من القائلين بأن الانتفاضة صارت على الأبواب، في ذات الوقت الذي لا ننتمي فيه إلى المثبطين الذين ينشرون اليأس بين الناس، بل نسعى إلى دعوة الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم، بحيث يمكن الحديث عن مرحلة جديدة في الصراع مع العدو تشبه انتفاضة الأقصى، في ذات الوقت الذي تتجاوز فيه أخطاءها ويمكنها تبعا لذلك تحقيق أهدافها في المواجهة مع الاحتلال وفرض وقائع جديدة عليه
....
لا شك أن عدم حسم قيادة السلطة ذاتها (عرفات تحديدا) لخيار المقاومة وطرحه مشروعا واضحا لها لا يقبل المساومة كما فعل حزب الله، فضلا عن ممارسات "الزعرنة" التي دأبت عليها عناصر في فتح، قد ساهمت بدورها في تخريب الموقف وتحويل الانتفاضة إلى عبء على الناس، تماما كما حصل مع الانتفاضة
الأولى نهاية العام87.
الآن تتركز المشكلة (مشكلة تغييب خيار الانتفاضة والمقاومة) في سيطرة فريق عباس، ليس على السلطة فحسب، بل على منظمة التحرير وحركة فتح أيضا. وعندما تقف هذه الأخيرة بكل قوتها في الضفة الغربية إلى جانب خيارات السلطة مهما كانت، فسيكون من الصعب الحديث عن انتفاضة جديدة، فضلا عن الأبعاد الأخرى العربية والدولية، والتي تقف جميعا ضد خيار من هذا النوع.
....
من المفيد الإشارة هنا في سياق الحديث عن البعد الشعبي إلى عمليات إعادة تشكيل الوعي في الضفة الغربية عبر التركيز على النمو الاقتصادي والاهتمام بالمصالح الشخصية، لكن ذلك لن يكون قادرا برأينا على شطب إرادة الشعب الفلسطيني، وإن تمكن من تغيير وعي بعض القابلين للبيع والشراء.
.....
لمواجهة هذا الوضع، ومن أجل التمهيد لانتفاضة جديدة مؤثرة وقادرة على تحقيق الإنجازات للشعب الفلسطيني، فإن المسار الوحيد المتاح هو الانقلاب على معادلة السلطة تحت الاحتلال (الأكذوبة بحسب تعبير عباس)، والمصممة لخدمته وتخليصه من الأعباء الأمنية والاقتصادية والسياسية، ورفض مشروع المصالحة المرتبط بهذا المسار.
وهنا يمكن لحماس والجهاد ومن معهما ومن وافق على المشروع أن يقلبوا الطاولة في وجه الجميع عبر طرح إدارة بالتوافق لقطاع غزة بوصفه منطقة شبه محررة، بينما تعلن انتفاضة حتى دحر الاحتلال من دون قيد أو شرط عن كل الأراضي المحتلة عام 67، وهو هدف ممكن التحقق، ولا يقيد الشعب الفلسطيني بأية تعهدات تهدد حقه فيما تبقى من أرضه وحقوقه، وسيكون بالطبع مقدمة لتفكيك المشروع الصهيوني برمته.
....
هذا هو الخيار المتاح أمام الشعب الفلسطيني، أما استمرار الحديث عن مصالحة على قاعدة الورقة المصرية التي لا عنوان لها سوى الانتخابات المصممة لوضع الجميع في معسكر رفض المقاومة، كما يدعو بعض قادة فصائل اليسار، فهو كلام سقيم لا يستبطن إلا موقفا سلبيا من حماس على حساب مصالح الشعب الفلسطيني، لأن سائر العقلاء يدركون أن المصالحة المطروحة هي محض جر للجميع إلى مربع السلطة تحت الاحتلال (دولة الأمر الواقع بحسب فياض)، والقبول باستحقاقاتها وليس شيئا آخر، وهو أمر فصلنا فيه مرارا في مقالات شتى نشرت في هذا الموقع وسواه.
"
No comments:
Post a Comment