Wednesday, December 10, 2008

الى اوباما: افغانستان ليست العراق


الى اوباما: افغانستان ليست العراق

عبد الباري عطوان

"......
' رابعا: من الصعب تشكيل مجالس صحوة في افغانستان لأن الشعب الافغاني يرفض كلياً، وفي غالبيته، التعاون مع المحتل، ويتحلى بقيم اسلامية رفيعة، فلم يحدث مطلقا ان جرى تسليم عربي او طالباني مجاهد لقوات الاحتلال، فقبيلة 'البشتون' لهـــا مبدأ مــــعروف هو 'بشتـــــون والـــي' الذي يحظر تسليم اي مسلم التجأ اليها، ولهذا لم يتم حتى الآن العثور، وبالتالي اعتقال او قتل الشيخين اسامة بن لادن والملا عمر، وفشلت كل المحاولات لقتل الثالث الدكتور ايمن الظــواهري. وتكفي الاشارة الى ان الملا عمر خسر الحكم على ان يسلم ضيفه زعيم تنظيم 'القاعــــدة'، بينما يتكالب زعماء 'العراق الجديد' من السنة والشيعة والاكراد على المحتل من اجل الفوز بمنصب في الحكومة.

أيام الرئيس المقبل اوباما في افغانستان ستكون صعبة، فمعظم القوات الغازية المحتلة لهذا البلد منيت بخسائر كبيرة، اضطرتها للهرب لتقليصها، متجرعة كأس الهزيمة المر، هذا ما حدث للانكليز مرتين، وللسوفييت مرة، والامريكان لن يكونوا افضل حالاً.
حامد كرزاي يستجدي المصالحة مع 'طالبان' ويعرض التنازل عن حكمه الذي لا يحكم، ورئاسته التي لا ترأس، ويخطط للعودة الى منفاه في الغرب، بعد ان كان الفتى المدلل للغرب وامريكا. القاسم المشترك الوحيد بين افغانستان والعراق، غير الاحتلال الامريكي، هو ان حكام البلدين الذين اوصلتهم امريكا الى سدة الحكم لن يبقوا يوماً واحداً بعد انسحابها، ومن يزر لندن هذه الأيام يدرك جيداً ان معظم حكام العراق الجدد قد رتبوا أمورهم وأمور عائلاتهم جيداً، مالياً وعقارياً.
"

No comments: