اسرائيل ومسرحية فتح المعابر
رأي القدس
"مراقبة السياسة الاسرائيلية تجاه قطاع غزة تكشف عن توجه على درجة كبيرة من الخطورة، يتمثل في فتح المعابر لفترة محدودة للغاية لادخال كميات قليلة من الوقود والطعام لامتصاص ردود الفعل العربية والدولية، ثم يعاد اغلاقها مجددا لاسابيع عدة.
الحكومة الاسرائيلية استمرأت هذه السياسة وباتت تعتمدها بشكل دوري للضغط على ابناء القطاع من اجل تركيعهم، وحركات المقاومة في اوساطهم، مستغلة صمت العالم العربي والاسلامي اولا، والمجتمع الدولي ثانيا.
ابناء قطاع غزة البالغ عددهم المليون ونصف المليون انسان صمدوا صمود الابطال في مواجهة هذا الحصار، وافشلوا الهدف الاساسي منه، اي الانقلاب على حركات المقاومة، والقبول بدور المتسول للمساعدات الدولية مقابل التنازل عن حقوقهم المشروعة وثوابتهم الوطنية
ريتشارد فولك خبير الامم المتحدة لحقوق الانسان صرح بالامس 'أن ما تمارسه اسرائيل في الاراضي المحتلة، وقطاع غزة على وجه الخصوص من حصار المواطنين الابرياء هو 'جريمة ضد الانسانية' ويدعو الامم المتحدة الى تحرك عاجل لتطبيق المعيار المتفق عليه حول مسؤولية حماية السكان المدنيين الذين يتعرضون لعقاب جماعي'.
صرخة هذا المسؤول الاممي يجب ان تجد اكبر قدر ممكن من الصدى في اوساط العرب والمسلمين، لوضع حد لهذه الجرائم في اسرع وقت ممكن، ولكن ما حدث هو العكس تماما، فالعرب، والانظمة الحاكمة بالذات، لا يريدون ان يسمعوا أنين الجوعى والمرضى في القطاع المحاصر، بل ويساهم بعضهم في زيادة معاناة هؤلاء من خلال تشديد الحصار والاستمرار في اغلاق معبر رفح، ونسف الانفاق فوق رؤوس اصحابها حتى لا يصل اي طعام او دواء للمحاصرين، مثلما يفعل النظام المصري.
من المفترض ان تبادر السلطة الفلسطينية في رام الله التي تقول انها تمثل كل الفلسطينيين الى التحرك بشكل عاجل ومكثف على المستويين العربي والدولي لتعبئة الجميع لنصرة المحاصرين ورفع الظلم الواقع عليهم، ولكنها للأسف لم تتحرك، وانشغل الرئيس محمود عباس بالذهاب الى الاراضي المقدسة لاداء مناسك الحج، ولا نعتقد ان اداء هذه الفريضة اكثر الحاحا من التفرغ لانقاذ مليون ونصف المليون فلسطيني من الموت جوعاً ومرضاً.
كنا نتمنى لو ان 'سفير' فلسطين في الأمم المتحدة قد تحرك لطلب جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لبحث هذه العقوبات الجماعية ضد أبناء شعبه، ولكنه للأسف لم يفعل، ولا يبدو انه سيفعل في المستقبل القريب، فقطاع غزة أصبح 'كياناً متمرداً على الشرعية' في نظره، وأهله لا يستحقون أي تحرك لتخفيف معاناتهم ورفع الحصار عنهم.
فتح اسرائيل المعابر بطريقة مسرحية لادخال مجموعة من الشاحنات هو أسوأ انواع التضليل وأكثرها مدعاة للسخرية. فهذه المعابر يجب ان لا تغلق باي شكل من الأشكال لأنها الممر الوحيد لأبناء القطاع، والشريان الرئيسي للحصول على أبسط حاجاته الأساسية. فهي ليست معابر لايصال الأسلحة، وانما الطعام والدواء.
اسرائيل أعادت أبناء القطاع أكثر من قرنين إلى الوراء. وبات الناس يلجأون إلى أفران الطين، و'بوابير الكاز' من أجل الطهي، هذا إذا توفر الكاز، وأصبح الأطفال صرعى أمراض البرد بسبب الشتاء القارس دون أن يجدوا أبسط أنواع التدفئة. فقطاع غزة ليس معروفاً بغاباته وأشجاره حتى يلجأ الناس إلى الحطب في حال نقص الغاز والمازوت، وانقطاع الكهرباء.
أمر معيب أن ينخدع العالم بالخدع الاسرائيلية المتمثلة في فتح المعابر لساعات معدودة، ولا يتحرك لوقف هذه الممارسات النازية التي تتم في وضح النهار، وما هو معيب أكثر أن ينخرط بعض العرب في حوار أديان مع أناس هم أكثر اساءة للأديان وأتباعها، من مسلمين ومسيحيين عرب فلسطينيين."
رأي القدس
"مراقبة السياسة الاسرائيلية تجاه قطاع غزة تكشف عن توجه على درجة كبيرة من الخطورة، يتمثل في فتح المعابر لفترة محدودة للغاية لادخال كميات قليلة من الوقود والطعام لامتصاص ردود الفعل العربية والدولية، ثم يعاد اغلاقها مجددا لاسابيع عدة.
الحكومة الاسرائيلية استمرأت هذه السياسة وباتت تعتمدها بشكل دوري للضغط على ابناء القطاع من اجل تركيعهم، وحركات المقاومة في اوساطهم، مستغلة صمت العالم العربي والاسلامي اولا، والمجتمع الدولي ثانيا.
ابناء قطاع غزة البالغ عددهم المليون ونصف المليون انسان صمدوا صمود الابطال في مواجهة هذا الحصار، وافشلوا الهدف الاساسي منه، اي الانقلاب على حركات المقاومة، والقبول بدور المتسول للمساعدات الدولية مقابل التنازل عن حقوقهم المشروعة وثوابتهم الوطنية
ريتشارد فولك خبير الامم المتحدة لحقوق الانسان صرح بالامس 'أن ما تمارسه اسرائيل في الاراضي المحتلة، وقطاع غزة على وجه الخصوص من حصار المواطنين الابرياء هو 'جريمة ضد الانسانية' ويدعو الامم المتحدة الى تحرك عاجل لتطبيق المعيار المتفق عليه حول مسؤولية حماية السكان المدنيين الذين يتعرضون لعقاب جماعي'.
صرخة هذا المسؤول الاممي يجب ان تجد اكبر قدر ممكن من الصدى في اوساط العرب والمسلمين، لوضع حد لهذه الجرائم في اسرع وقت ممكن، ولكن ما حدث هو العكس تماما، فالعرب، والانظمة الحاكمة بالذات، لا يريدون ان يسمعوا أنين الجوعى والمرضى في القطاع المحاصر، بل ويساهم بعضهم في زيادة معاناة هؤلاء من خلال تشديد الحصار والاستمرار في اغلاق معبر رفح، ونسف الانفاق فوق رؤوس اصحابها حتى لا يصل اي طعام او دواء للمحاصرين، مثلما يفعل النظام المصري.
من المفترض ان تبادر السلطة الفلسطينية في رام الله التي تقول انها تمثل كل الفلسطينيين الى التحرك بشكل عاجل ومكثف على المستويين العربي والدولي لتعبئة الجميع لنصرة المحاصرين ورفع الظلم الواقع عليهم، ولكنها للأسف لم تتحرك، وانشغل الرئيس محمود عباس بالذهاب الى الاراضي المقدسة لاداء مناسك الحج، ولا نعتقد ان اداء هذه الفريضة اكثر الحاحا من التفرغ لانقاذ مليون ونصف المليون فلسطيني من الموت جوعاً ومرضاً.
كنا نتمنى لو ان 'سفير' فلسطين في الأمم المتحدة قد تحرك لطلب جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لبحث هذه العقوبات الجماعية ضد أبناء شعبه، ولكنه للأسف لم يفعل، ولا يبدو انه سيفعل في المستقبل القريب، فقطاع غزة أصبح 'كياناً متمرداً على الشرعية' في نظره، وأهله لا يستحقون أي تحرك لتخفيف معاناتهم ورفع الحصار عنهم.
فتح اسرائيل المعابر بطريقة مسرحية لادخال مجموعة من الشاحنات هو أسوأ انواع التضليل وأكثرها مدعاة للسخرية. فهذه المعابر يجب ان لا تغلق باي شكل من الأشكال لأنها الممر الوحيد لأبناء القطاع، والشريان الرئيسي للحصول على أبسط حاجاته الأساسية. فهي ليست معابر لايصال الأسلحة، وانما الطعام والدواء.
اسرائيل أعادت أبناء القطاع أكثر من قرنين إلى الوراء. وبات الناس يلجأون إلى أفران الطين، و'بوابير الكاز' من أجل الطهي، هذا إذا توفر الكاز، وأصبح الأطفال صرعى أمراض البرد بسبب الشتاء القارس دون أن يجدوا أبسط أنواع التدفئة. فقطاع غزة ليس معروفاً بغاباته وأشجاره حتى يلجأ الناس إلى الحطب في حال نقص الغاز والمازوت، وانقطاع الكهرباء.
أمر معيب أن ينخدع العالم بالخدع الاسرائيلية المتمثلة في فتح المعابر لساعات معدودة، ولا يتحرك لوقف هذه الممارسات النازية التي تتم في وضح النهار، وما هو معيب أكثر أن ينخرط بعض العرب في حوار أديان مع أناس هم أكثر اساءة للأديان وأتباعها، من مسلمين ومسيحيين عرب فلسطينيين."
No comments:
Post a Comment