A Great Article (Arabic) by Prominent Egyptian Opposition Figure and Journalist Abdel Halim Qandil
عدو مزدوج وحرب مزدوجة
عبد الحليم قنديل
"الذي أذل الأمة هو نظم الحكم فيها قبل ومع عدوها الأمريكي الإسرائيلي .
فقد انتهت نظم الحكم إلى موقع العدو بالضبط، ولم يعد من معنى لتكرار كلمات باهتة خادعة من نوع صمت الأنظمة أو تخاذلها، فهي ليست كذلك بأي حال، بالعكس هي نشيطة جدا على جبهة الحرب، وداعمة بالسياسة للمجهود الحربي الإسرائيلي على نحو ما اتضح سافرا في حرب غزة .
نعم، هذه الأنظمه تلبس جلودنا، وتتسمى بأسمائنا، لكنها تخوننا، والسبب مفهوم، فليس لأي من هذه الأنظمة شرعية حكم، وهي إما أنها انظمة غير منتخبة من الأصل، أو منتخبة بطريق التزوير، فهي لا تنتسب لشعوبها، ولا تربطها بها رابطة نسب سياسي، وتعتمد في وجودها وبقاءها على رعاية الراعي الأمريكي الإسرائيلي، والمجمع الانتخابي الحقيقي لها في واشنطن أو في تل أبيب
....
....
ونعرف أن النظام المصري ليس وحده في الجريمة، ليس وحده الشريك المتواطئ مع إسرائيل، فكل الأنظمة العربية كذلك، ومع اختلاف درجات التورط والخيانة، لا نستثني أحدا، ولا نفلت رقبة حاكم، فلا قيمة لتفرقهم ولا لاجتماعهم، ولا قيمة لاجتماع وزراء خارجيتهم ولا لقممهم عقدت أم لم تعقد، فهؤلاء الحكام هم عار الأمة، ولا يستحقون سوى الضرب بالأحذية، وكل رجاء معلق عليهم هو محض ضلال، وكل دمعة يذرفونها على عذاب الفلسطينيين ليست سوى دموع التماسيح، وكل كلمة يقولونها هي خدعة للتمويه والكذب المفضوح، فقد انتهت علاقتهم بقضية فلسطين إلى العدم الذي تريده إسرائيل بالضبط، صارت فلسطين عندهم موضوعا للمقايضة، أي أن يتركوا للإسرائيليين حرية التصرف بالموضوع الفلسطيني، ومقابل ألا تهدم أنظمتهم، وأن يظلوا فوق الرقاب وفي كراسي الحكم والتحكم، وهذه المقايضة المزرية هي ما انتهت إليه سيرة ما يسمى بمبادرة السلام العربية، فهم لا يطلبون السلام مقابل الأرض، بل يطلبون السلام مقابل سلامة الحكام، يطلبون رضا إسرائيل مقابل تحرك الحكام ضد المقاومة الفلسطينية، والمشاركة في حصارها، وتجفيف منابع الدعم العربي الشعبي، ووصف كل مقاومة لإسرائيل بأنها حماقة ومغامرة، بينما الحكمة ـ كل الحكمة ـ في تقبيل يد إسرائيل وأقدامها خمس مرات في اليوم، وفي مواعيد الصلاة المقررة .
وبالجملة، فنحن بصدد عدو ذي وجهين، الوجه الأول لأمريكا وإسرائيل، والوجه الثاني لحكام الغصب، والمطلوب ـ بالمقابل ـ حربا مزدوجة، حرب بالسلاح ضد العدو الأمريكي الإسرائيلي، وحرب بالسياسة ضد حكام العار، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، فقد أضاءت نار الحرب ظلام القلوب، ومسحت بركة الدم الفلسطيني غشاوات الدمع، فإذا ببصرنا اليوم حديد."
عدو مزدوج وحرب مزدوجة
عبد الحليم قنديل
"الذي أذل الأمة هو نظم الحكم فيها قبل ومع عدوها الأمريكي الإسرائيلي .
فقد انتهت نظم الحكم إلى موقع العدو بالضبط، ولم يعد من معنى لتكرار كلمات باهتة خادعة من نوع صمت الأنظمة أو تخاذلها، فهي ليست كذلك بأي حال، بالعكس هي نشيطة جدا على جبهة الحرب، وداعمة بالسياسة للمجهود الحربي الإسرائيلي على نحو ما اتضح سافرا في حرب غزة .
نعم، هذه الأنظمه تلبس جلودنا، وتتسمى بأسمائنا، لكنها تخوننا، والسبب مفهوم، فليس لأي من هذه الأنظمة شرعية حكم، وهي إما أنها انظمة غير منتخبة من الأصل، أو منتخبة بطريق التزوير، فهي لا تنتسب لشعوبها، ولا تربطها بها رابطة نسب سياسي، وتعتمد في وجودها وبقاءها على رعاية الراعي الأمريكي الإسرائيلي، والمجمع الانتخابي الحقيقي لها في واشنطن أو في تل أبيب
....
....
ونعرف أن النظام المصري ليس وحده في الجريمة، ليس وحده الشريك المتواطئ مع إسرائيل، فكل الأنظمة العربية كذلك، ومع اختلاف درجات التورط والخيانة، لا نستثني أحدا، ولا نفلت رقبة حاكم، فلا قيمة لتفرقهم ولا لاجتماعهم، ولا قيمة لاجتماع وزراء خارجيتهم ولا لقممهم عقدت أم لم تعقد، فهؤلاء الحكام هم عار الأمة، ولا يستحقون سوى الضرب بالأحذية، وكل رجاء معلق عليهم هو محض ضلال، وكل دمعة يذرفونها على عذاب الفلسطينيين ليست سوى دموع التماسيح، وكل كلمة يقولونها هي خدعة للتمويه والكذب المفضوح، فقد انتهت علاقتهم بقضية فلسطين إلى العدم الذي تريده إسرائيل بالضبط، صارت فلسطين عندهم موضوعا للمقايضة، أي أن يتركوا للإسرائيليين حرية التصرف بالموضوع الفلسطيني، ومقابل ألا تهدم أنظمتهم، وأن يظلوا فوق الرقاب وفي كراسي الحكم والتحكم، وهذه المقايضة المزرية هي ما انتهت إليه سيرة ما يسمى بمبادرة السلام العربية، فهم لا يطلبون السلام مقابل الأرض، بل يطلبون السلام مقابل سلامة الحكام، يطلبون رضا إسرائيل مقابل تحرك الحكام ضد المقاومة الفلسطينية، والمشاركة في حصارها، وتجفيف منابع الدعم العربي الشعبي، ووصف كل مقاومة لإسرائيل بأنها حماقة ومغامرة، بينما الحكمة ـ كل الحكمة ـ في تقبيل يد إسرائيل وأقدامها خمس مرات في اليوم، وفي مواعيد الصلاة المقررة .
وبالجملة، فنحن بصدد عدو ذي وجهين، الوجه الأول لأمريكا وإسرائيل، والوجه الثاني لحكام الغصب، والمطلوب ـ بالمقابل ـ حربا مزدوجة، حرب بالسلاح ضد العدو الأمريكي الإسرائيلي، وحرب بالسياسة ضد حكام العار، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، فقد أضاءت نار الحرب ظلام القلوب، ومسحت بركة الدم الفلسطيني غشاوات الدمع، فإذا ببصرنا اليوم حديد."
No comments:
Post a Comment