عجز عربي مصطنع
عبد الباري عطوان
"كثير من الزعماء 'غير العرب' تمنيناهم ان يكونوا عربا، في زمن القحط والهوان الذي نعيشه حاليا، بعضهم افارقة مثل نيلسون مانديلا، وبعضهم امريكيون لاتينيون مثل هوغو تشافيز رئيس فنزويلا، واليوم نضيف ضيفا جديدا الى قائمة تمنياتنا اسمه رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا.
السيد اردوغان طاف بالمنطقة العربية لاثارة نخوة الزعماء العرب، وحثهم على التصدي للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، والبحث عن طريقة لوقف المجازر التي يتعرض لها العزل الذين يقصفون بالصواريخ من الجو والبحر والبر، في ظل حصارخانق وانعدام كل اسباب الحياة الأساسية. ومن المؤسف انه لم يجد اي نخوة او كرامة لدى معظم الزعماء العرب الذين التقاهم.
بالأمس طفح كيل السيد اردوغان، وكشف عن معدنه الاسلامي الاصيل، عندما شن هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية وقياداتها، واعلن دون تردد انحيازه الى اشقائه الذين تذبحهم آلة الدمار الاسرائيلية في قطاع غزة،
....
الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لن يرفع الرايات البيضاء، وسيظل يقاوم هذا العدوان الوحشي نفسه، وبصدور ابنائه العامرة بالايمان وقيم العدالة، ومن يراهن على رضوخه للهوان والذل الاسرائيلي يرتكب خطأ فادحا. فهؤلاء هم الذين طردوا الاسرائيليين مهزومين من قطاع غزة قبل خمس سنوات، وهم الذين سيجعلونهم يدفعون ثمنا غاليا في عودتهم الحالية.
انهم 'صفوة الصفوة' يحملون في دمائهم جينات امة عربية اسلامية عريقة، لا يترددون في التضحية، ويرفضون الردة، والتنكر لانتمائهم العربي الاسلامي، رغم الخذلان الذي يواجهونه، من قبل من يملكون الجيوش الجرارة، والجنرالات العظام اصحاب اوسمة الشجاعة الذين لم يخوضوا معركة واحدة.
.....
ومع هذا النفاق الغربي سقط ايضا حل الدولتين وخريطة الطريق، وعملية انابوليس، ولم يعد هناك الا حل الدولة الواحدة فقط ووفق الثوابت العربية والاسلامية.
نطالب بطرد توني بلير المبعوث الدولي وكل المبعوثين الغربيين الذين لا يدينون هذه المجازر، ويترددون في قول الحقيقة بالطريقة التي يجب ان تقال. اما مسك العصا من الوسط، والتركيز بشكل ممل ومعيب على صواريخ المقاومة وتحميلها مسؤولية ما يحدث مثلما فعل الرئيس الفرنسي ساركوزي فهذا ليس تواطؤا مع العدوان وانما مشاركة فيه."
No comments:
Post a Comment