الشعب الفلسطيني يحتضر والعرب والسلطة يتفرجون
د. محمد صالح المسفر
"ما يجري لهذا الشعب الفلسطيني من عذاب أمر لا يصدقه العقل، خطف واغتيال وحصار وتجويع وتجريف أراض منتجة وهدم بيوت وحرب مسلحة ضده يشنها الجيش الإسرائيلي جوا وبرا وبحرا، وقهر وذل وخطف تمارسه وحصار السلطة الماسكة بزمام الامور في رام الله، وما انفكت سلطة السيد محمود عباس تتفاوض مع جلادي الشعب الفلسطيني وان اشتركت معهم في المهام.
بالأمس رأينا محمود عباس يسير جنبا إلي جنبا مع العدو القاتل أيهود اولمرت، في تلك اللحظة كانت الطائرات الحربية الأمريكية الصنع تشن غارات علي قطاع غزة الفلسطيني، استشهد علي اثر تلك الغارة أكثر من خمسة أفراد من المدنيين الفلسطينيين وأصيب العشرات من الناس بينهم طفلة صغيرة، لم يقف العدوان علي غزة وحدها بل امتد إلي الضفة الغربية إذ أن وحدة من الجيش الإسرائيلي قامت باعتقال 20 فلسطينيا في الضفة الغربية، واستشهد ثلاثة وأصيب سبعة آخرون بجروح بليغة، كما تم اختطاف 19 فلسطينيا في غارة برية أخري في أنحاء متفرقة في الضفة الغربية. كل هذا جري في الوقت الذي كان محمود عباس ورهطه يتفاوضون مع اولمرت في القدس حول عملية السلام، فأي سلام يتفاوضون حوله يا تري؟
تفيد أنباء سلطة في رام الله أن قواتها ألقت القبض علي جنديين إسرائيليين كانا مسلحين أمام كنيسة المهد وأعادتهما إلي السلطات الإسرائيلية بكامل سلاحهما، ألا يثير ذلك الرعب في صفوف الشعب الفلسطيني؟ علما انه في ذات الزمن كانت القوات الإسرائيلية تصول وتجول في معظم مدن الضفة الغربية بهدف القبض علي عناصر وطنية فلسطينية.
السيد الجديد سلام فياض أعرب عن أسفه لقتل جنديين اسرائيليين في مدينة الخليل علي ايدي مناضلين فلسطينيين وقدم العزاء لأسرتي الجنديين المشار إليهما أعلاه، لكن السيد فياض لم يتألم لاستشهاد العديد من أبناء الشعب جراء الاعتداءات الإسرائيلية بشكل يومي، ولم تأخذه الحمية الوطنية والإنسانية ليقدم العزاء لأسر الشهداء الذين قضوا من جراء القصف الإسرائيلي عليهم ، وكنتيجة لمقتل الجنديين الاسرائيليين المشار إليهما أعلاه أوقفت إسرائيل مباحثات السلام مع وفد السلطة المبجلة طبقا لتصريح وزير التجارة الإسرائيلي حتي تنفذ السلطة كل تعهداتها بالحفاظ علي امن إسرائيل. ألا يتعلم رهط السلطة المفاوض من مواقف نظرائهم الصهاينة حماية لمواطنيهم إن كانوا صادقين؟
( 2 )
يتابع العالم العربي في وسائل الإعلام مأساة ما يزيد عن 2500 حاج فلسطيني تقطعت بهم السبل بين الأردن ومصر وهم في طريق عودتهم من أداء مناسك الحج في الأراضي الحجازية إلي قطاع غزة عبر أراضي مصر أم الدنيا لكنها ترفض عودتهم من حيث خرجوا وتجبرهم علي العودة إلي قطاع غزة عبر منافذ القوات الاسرائيلية أي عن طريق معبر أبو سالم بدلا من معبر رفح الذي هو بيد السلطات المصرية. في الوقت الذي يعاني فيه هؤلاء الحجاج آلام السفر بعد معاناة الحج وهم يتشوقون إلي العودة إلي أرضهم فلسطين وإسرائيل تحاصرهم ومصر تزيد في معاناتهم تستقبل القيادة المصرية وعلي أعلي مستوياتها مجرما يداه ملطختان بدماء الفلسطينيين من بيروت (شارع فردان) إلي الشواطئ التونسية إلي كل ارض الفلسطينية أيهود باراك وتسلم بكل مطالبه ومنها عدم السماح لعودة الحجاج الفلسطينيين إلي أرضهم عبر الطريق الذي خرجوا منه معبر رفح إلا بالشروط الإسرائيلية، وأهمها تجريد الحجاج من كل ما يملكون وخاصة الأموال التي أهديت إليهم من أقاربهم الذين اجتمعوا بهم في موسم الحج. الأغرب من هذا أن وزيرا في سلطة محمود عباس يطالب الحجاج بالعودة إلي غزة من معبر كرم أبو سالم وهذا هو المطلب الإسرائيلي تعمل علي تنفيذه سلطة رام الله.
إسرائيل منذ مؤتمر انابوليس وهي تتوعد القيادات المناضلة الفلسطينية بالقتل أو الاختطاف وكان أخر هذه التهديدات هو الوعد باغتيال المجاهد المناضل السيد إسماعيل هنية وقد أخذت إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ تهديداتها من الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن وسيتم ذلك بعد زيارة الآخر إلي المنطقة كما أشارت إلي ذلك وسائل الإعلام الإسرائيلية.
آخر القول نريد سلطة فلسطينية تحمي الأرض والشعب ولا تفرط، نريد سلطة فلسطينية تكون مصلحة الوطن والمواطن فوق مصالح الأفراد وأهواهم، نريد سلطة وطنية فلسطينية لا حزبية ولا طائفية ولا فئوية."
No comments:
Post a Comment