Wednesday, May 16, 2007
فلنعترف بفشلنا
عبد الباري عطوان
"عندما كتبت مقالاً قبل بضعة اشهر يحمل عنوان اخجل من كوني فلسطينياً في تعليقي علي الاشتباكات الدموية التي وقعت بين مسلحين من حركتي فتح و حماس ، فوجئت بان الكثيرين اساؤوا فهمي، واعتقدوا انني اتنصل من انتمائي الفلسطيني، بل ان بعض انصار حركة حماس ذهبوا الي ابعد من ذلك، وشنوا هجوماً شرساً ضدي، نشرنا بعضا منه في هذه الصحيفة، ونشر الكثير من المقالات في مواقع الحركة الرسمية، وبعضها خرج عن نطاق ادب الحوار، الذي من المفترض ان يكون من سمات المسلم واخلاقياته، وقالوا انني ساويت بين الجلاد والضحية في توجيه اللوم،
......
......
الذين وقعوا اتفاق مكة من الجانبين في مظاهرة احتفالية تخللتها خطابات مدحية غير مسبوقة، او غير معروفة في ادبيات الثوار لم يحصلوا علي اي ضمانات صلبة بامكانية رفع الحصار المالي التجويعي عن الشعب الفلسطيني، والاعتراف الدولي، والامريكي علي وجه الخصوص، بالحكومة التي ستتمخض عنه، الامر الذي اضعف مصداقية هؤلاء في اعين ابناء جلدتهم، وأدي الي تأكيد وجهة نظر المعارضين له، وللعملية السياسية تحت الاحتلال برمتها.
نعرف من هو الخاسر الاكبر من هذه الصدامات الدموية، مثلما نعرف ايضا من هو الكاسب الاكبر. فايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل لم يعد بحاجة الي ارسال قواته لاجتياح قطاع غزة مجددا، وارتكاب مجازر جديدة ضد ابنائه الصامدين، ونسف بيوتهم فوق رؤوس ساكنيها مثلما جرت العادة في المرات السابقة، فمن المؤلم ان المتناحرين علي المناصب الوزارية، والصلاحيات الوهمية قد اعفوه من هذه المهمة، وخففوا الضغوط الداخلية علي حكومته، واخرجوه، والدولة العبرية بأسرها من ازمتها السياسية الراهنة.
فهل هناك حمقي واغبياء سياسيا ووطنيا اكثر من هؤلاء؟
"
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment